تقنية البناء المسماة بـ(Binishell) هي تقنية اخترعها المهندس المعماري الدكتور (دانتي بيني) واصفاً إياها بأنها وسيلة بناء رخيصة وصديقة للبيئة، وتعتمد على استعمال أغشية قابلة للنفخ تشبه عجينة الورق، مع قبة خراسانية، حيث تم استخدام هذا الاسلوب سابقاً لبناء آلاف القباب، ثم تم التخلي عن هذه الوسيلة نتيجة للمخاوف حول متانتها واستقرارها، وحالياً يعمل المهندس المعماري (نيكولو بيني) وهو ابن المهندس (دانتي)، على معاودة العمل بأسلوب (Binishell)، بهدف توفير حلول سكنية منخفضة التكلفة في جميع أنحاء العالم.
يقول مناصرو طراز (Binishells) بأن هذا النمط سريع الانجاز نسبياً، كما أنه لا يضر بالبيئة، ويقوم على تثبيت غشاء قابل للنفخ على هيكل البناء، بحيث يتم وضع الغشاء ليملئ محيط الشكل الأساسي، بعدها يتم صب الخرسانة في الغشاء لينتفخ ويشكّل الشكل القببي.
يقول (نيكولو بيني) لقد تم تشييد عدة مباني ما بين عامي 1964 و 1980 باستخدام تقنية (Binishell) ، ومن بين هذه المباني اثنين فقط تم هدمها لأسباب هيكلية، أحد هذه المباني هو مبنى صمم للامتحانات والمؤتمرات وحفلات التخرج في جامعة موناش في ولاية فيكتوريا، بأستراليا، صمم هذا البناء البالغ ارتفاع قبته حوالي 11 متراً من قبل (دانتي بيني)، وتم تشييده عام 1979 باستخدام 300 طن من الخرسانة والحديد والغشاء، وفي عام 2009 أجري كشف لتقييم المخاطر، حيث تبين وجود مشاكل هيكلية في البناء، وعلى الفور تم هدمه خلال حوالي خمس عشرة دقيقة، وصرّح حينها (برايان ستارت) مدير المرافق والخدمات في الحرم الجامعي بجامعة موناش، بأن تفاعلات الطين في التربة تسببت بانحراف أسس المبنى، مما أدى إلى تصدعه، وبالفترة الأخيرة لم يعد الغشاء الخارجي الحراري يؤدي وظيفته بالشكل الأمثل .
والسؤال المطروح : طالما أن مبدأ (Binishell) بقي على ما هو عليه، ما الذي يجعل (نيكولو بيني) واثقاً من أنه يستطيع حل المشاكل التي طرأت على (Binishell) في وقت سابق؟
يجيب (نيكولو) بأنه أعاد تصميم جميع جوانب تقنية (Binishell)، حيث أصبحت أكثر أماناً وأسهل في البناء، وأقل إضراراً بالبيئة، وأقل تكلفة، كما تم تغيير طريقة بناء الأساس، وتغيير طريقة بناء العواميد الداعمة، وتطوير مزيج الخرسانة، وأيضاً تم إعادة تصميم المواد التي تستخدم في بناء الغشاء القابل للنفخ، وبشكل عام فإن هذه التحسينات جعلت من القباب متوافقة مع قوانين البناء الدولية، وأكثر قدرة على مقاومة قوى الطبيعة، حيث أصبحت القباب أكثر مقاومة للزلازل والرياح، وأكثر قدرة على مقاومة الحرائق والفيضانات، كونها مصنوعة من الخرسانة .
أخيراً، فقد صممت شركة (نيكولو بيني) ثلاثة نماذج جديدة من (Binishell)، النموذج الأول مصمم لذوي الدخل المتوسط وللمرافق التعليمية، والنموذج الثاني مصمم لذوي الدخل المنخفض ولحالات الإغاثة في الكوارث، والنموذج الأخير مصمم للمنازل والمنتجعات الخاصة حسب الطلب، وتقول الشركة بأن مساكن (Binishells) تستخدم نصف الموارد التي تستخدمها المباني التقليدية، كما أن تكلفتها هي نصف تكلفة هذه المباني، ويمكن بناؤها أسرع بثلاث مرات من المباني التقليدية، ومن المتوقع أن تبدأ الشركة بتشييد المباني في ماليبو في وقت لاحق من هذا العام.