الاحتباس الحراري

كيف تحارب الهند مستقبلها المشؤوم لتواجه الجفاف والفيضانات .. وماذا نتعلم منها؟

في جميع أنحاء الهند، ازداد عدد الأيام التي تسقط فيها أمطار غزيرة على مدار القرن الماضي، وفي الوقت نفسه، فإن فترات الجفاف بين العواصف أصبحت أطول، والتساقطات التي تخترق التربة أصبحت أقل شيوعا.

بالنسبة لبلد يعتمد على المطر للحصول على الحصة الكبيرة من مياهه، فإن هذا المزيج قد يكون مدمراً، حيث أن عقود من السياسات الحكومية قصيرة النظر تترك الملايين بلا حول ولا قوة في عصر الاضطرابات المناخية – خاصة فقراء البلاد.

يؤثر تغير المناخ على الرياح الموسمية، مما يجعل الأمطار الموسمية أكثر كثافة وأقل قابلية للتنبؤ، والأسوأ من ذلك أن عقوداً من السياسات الحكومية قصيرة النظر تترك ملايين الهنود بلا حول ولا قوة في عصر الاضطرابات المناخية – خاصة فقراء البلاد.

وذكر تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” أن الامطار أصبحت اكثر غرابة، وفقا للسكان، فلا يعرف موعد هطولها ، إذ أنها أصبحت مفاجئة وعادة ما تكون غزيرة لدرجة الفيضان.

وخلال هذا العام، شهدت الهند أبرد فترة منذ 100 عام خلال سبتمبر؛ وقتل أكثر من 1600 شخص بسبب الفيضانات.

وأصبح هطول الأمطار الشديد أكثر شيوعا وأكثر تطرفا، على مدار القرن الماضي، زاد عدد الأيام التي تسقط فيها أمطار غزيرة، مع امتداد فترات الجفاف الطويلة، ولكن الأمطار المؤكدة والمستقرة التي يمكن أن تخترق التربة بشكل موثوق أصبحت أقل شيوعا.

مقالات شبيهة:

رغم الجفاف…إسطنبول لن تواجه أي نقص في مياه الشرب

هذا ما يفعله الإحتباس الحراري في السعودية .. وهذه إجراءات الحكومة في مكافحة تغير المناخ

المشكلة حادة بشكل خاص عبر الحزام الهندي المركزي الفقير إلى حد كبير الذي يمتد من ولاية ماهاراشترا الغربية إلى خليج البنغال في الشرق، فعلى مدار السبعين عاما الماضية، زادت فترات هطول الأمطار القاسية ثلاثة أضعاف في المنطقة، وفقًا لما جاء في بحث علمي حديث، بينما انخفض إجمالي هطول الأمطار السنوي بشكل ملموس.

وقال راغو مورتوجود، عالم الغلاف الجوي بجامعة ماريلاند ومؤلف الصحيفة: “لقد تسبب الاحتباس الحراري في تدمير مفهوم الرياح الموسمية”.

بوليصة التأمين الهندية ضد الجفاف، جبال الهيمالايا، معرضة للخطر أيضا، فمن المتوقع أن تفقد الجبال المهيبة ثلث جليدها بحلول نهاية القرن إذا استمرت انبعاثات غازات الدفيئة في الارتفاع بوتيرتها الحالية.

وقد أكد العلماء أن تغير المناخ ليس هو السبب الوحيد الذي يتحمل مسؤولية مشاكل المياه في الهند، إذ أن البلاد تشهد عقودا من الجشع وسوء الإدارة، حيث أن الغابات المورقة التي تساعد على الاستمرار في هطول الأمطار تتعرض للقطع.

المستقبل مشؤوم بالنسبة للهند البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة، وبحلول عام 2050، يقدر البنك الدولي أن هطول الأمطار غير المنتظم، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة، يعني “خفض مستوى معيشة ما يقرب من نصف سكان البلاد”.