التصنيفات: مدخل بعلم النفس

مدارس علم النفس المعاصر(1): البنيويّة والوظيفيّة


يُحَدَّد مفهوم “المدرسة” في علم النفس بمجموعة من المبادئ التي يتبنّاها نفسانيون يدافعون عنها علميا ويدعون إليها. غالبا ما يكون لهذه المدرسة قائد أو رائد من روادها.
ظهرت أغلب مدارس علم النفس المعاصر في الفترة ما بين 1910 – 1940 ثم انبثقت منها عدة مدارس فرعية أخرى.
من أهم ما ميز النشاط السيكولوجي خلال المدة الزمنية التي أعقبت استقلال علم النفس عن الفلسفة واستمرت نصف قرن من الزمن، ذلك الجدل القائم بين دعاة دراسة محتوى الوعي وبنيته من جهة، إضافة إلى أصحاب الإتجاه الوظيفي الذين ألحوا على دراسة نشاط الوعي وفوائده.
المدرسة البنيوية أو البنائية كما يسميها البعض اهتمت أساسا بفهم الإحساس والشعور إضافة إلى بنية العقل. من روادها الفيلسوف الإنجليزي تيتشنر تلميذ فونت الذي واجه معارضة شديدة لأفكاره من طرف السيكولوجيين الذين اهتموا بفهم وظائف الشعور وتوظيف علم النفس في حل مشكلات الحياة، وذلك لملازمته التامة لمعلمه وتبنيه لأفكاره حتى الممات، فونت الذي فقد ثقة تلامذته بعد أن استحال تطبيق مشاريعه البحثية على أرض الواقع.
كرد فعل على ما روجته المدرسة البنائية، تأسست المدرسة الوظيفية في الولايات المتحدة الأمريكية. وترجع جذور هذا الإتجاه إلى أعمال العالم الفيلسوف الأمريكي وليام جيمس الذي وصف الحياة العقلية كتيار من التجارب الواعية، مؤكدا أن للعمليات النفسية أهمية كبيرة بغض النظر عن بنيتها.
في الوقت الذي كانت البنيوية تحاول البحث في ماهية العقل فإن الوظيفية عملت على فهم كيفية توظيف العقل والمُلاحظ أن الإبتعاد عن البحث في ماهية الشعور وتركيز البحث عن وظيفته أقرب إلى التناول التجريبي الذي يبتعد عن التناول الفلسفي (النظري). رغم هذا التناول إلا أن الوظيفيين بقول أوفياء لدراسة العقل من حيث توظيف عملياته المختلفة في حل المشكلات مع الإيمان بالطبيعة المتكيفة للشعور.
من رواد هذا الإتجاه جيمس أنجل وهارفي كير أستاذي علم النفس بجامعة شيكاغو.
إن ما توصل إليه رواد الإتجاه الوظيفي من وصول لصورة متكاملة عن التوافق النفسي ساهم ظهور تيارات فكرية أخرى، تنادي هي الأخرى بضرورة دراسة مكونات النفس البشرية، كدليل آخر على أهمية علم النفس.

عن محاضرات علم النفس – بتصرف

شارك
نشر المقال:
حليمة بلعربي