التصنيفات: الصحة الجيدة

ما هو الطول المثالي للرموش

من خلال دراسة جديدة قام بها باحثون من معهد جورجيا للتكنولوجيا وتم نشرها في مجلة (Royal Society Interface) تبين أن نسبة طول الرموش لـ 22 نوع من الثدييات – بما في ذلك البشر، والقنافذ، والزرافات – هو ذاته، حيث وجد الفريق أن طول رموش العين يجب أن يكون مساوياً لثلث عرضها، وأي نسبة أقل أو أكثر من هذا المقياس، بما في ذلك الرموش الاصطناعية التي تحظى بشعبية كبيرة في هوليوود وبين خبراء التجميل سيزيد من تدفق الهواء حول العين ويؤدي إلى إيصال المزيد من الغبار إلى سطحها.

يشير (غييرمو أمادور)، وهو طالب دكتوراه في جورجيا للتكنولوجيا من كلية جورج وودروف للهندسة الميكانيكية، وهو مؤلف هذه الدراسة، أن الرموش تشكل حاجزاً يتحكم بتدفق الهواء ومعدل التبخر على سطح القرنية، لذلك فعندما تكون الرموش أقصر من نسبة الثلث سيكون تأثيرها في التحكم بتدفق الهواء طفيفاً، أما نسبة الثلث فستوفر أكبر فعالية في التأثير، ولكن أي طول يتعدى هذه النسبة سيؤدي إلى جعل الرموش تساعد على تدفق الهواء إلى العين مما سيؤدي بدوره إلى وصول المزيد من جزيئات الهواء والغبار إليها.

بدأت هذه الدراسة عندما قام (أمادور) وفريق البحث الذي كان يترأسه البروفيسور المساعد (ديفيد هو جين تاو)، بجعل الطلاب يذهبون إلى المتحف في عام 2012 ليقيسوا أطوال أعين مختلف الحيوانات وأطوال رموشها، وكانت النتيجة أن جميع أنواع الحيوانات المدروسة ما عدى الفيلة التي كانت تمتلك رموش طويلة للغاية، تمتلك ذات النسبة من طول الرموش بالنسبة لعرض العين.

بعد ذلك قام الفريق ببناء نفق للرياح لإعادة إنشاء التدفقات الهوائية الجوية على مجسم يحاكي العين البشرية لشخص بالغ، حيث تم وضع طبق من الألمنيوم يبلغ قطره 20 ملم وعمقه 4 ملم ليمثل القرنية على أعلى لوحة من الاكريليك تحاكي بقية الوجه، ومن ثم تم إحاطة الطبق بشبكة من الخيوط التي تمثل الرموش.

بعد تطبيق المحاكاة، اكتشف الفريق النسبة المثالية للرموش التي يمكن أن تكون الأكثر فعالية في التقليل من تعرض سطح العين للتبخر ووصول الأجسام الغريبة إليه، حيث أشار (هو جين تاو) أنه كلما كان الفريق يزيد من طول الرموش القصيرة في المحاكاة كلما كان تدفق الهواء الواصل إلى العين ينخفض، وهذا بدوره أدى إلى تشكيل طبقة من الحركة الهوائية البطيئة فوق القرنية مما أبقى العين رطبة لفترة أطول وأبقى أيضاً الجسيمات الغريبة بعيداً عنها، حيث كانت غالبية الدفعات الهوائية تضرب الرموش وتذهب بعيداً عن العين.

ولكن من جهة ثانية كانت العملية معكوسة بالنسبة للرموش الطويلة، فالرموش الطويلة تمتد في مسار التدفق الهوائي مما يخلق حلقة اسطوانية، تؤدي إلى جعل الهواء وجزيئاته يتوجه نحو العين مما يؤدي إلى تسريع عملية التبخر في القرنية، ولهذا السبب لا ينصح الخبراء باستخدام الرموش الاصطناعية، فعلى الرغم من أنها تبدو أنيقة وجميلة، إلّا أنها ليست الأفضل بالنسبة لصحة العين.

يشير العلماء أن هناك بعض الاستثناءات فيما يخص موضوع استخدام الرموش الاصطناعية، فبالنسبة للأشخاص الذين لا يمكنهم أن يجعلوا رموشهم تنمو لتصل إلى الطول المثالي عندها يمكن أن تكون الرموش الاصطناعية الحل الأمثل في هذه الحالة، كونها يمكن أن توفر حماية إضافية للعين وتساعد في ابقائها رطبة، وكما يشير (الكسندر الكسيف)، وهو أستاذ مشارك في كلية الهندسة الميكانيكية، أن طول الرموش الزائد يكون دائماً أفضل من الرموش القصيرة لصحة العين بشكل عام، وإذا كانت الرموش الاصطناعية كثيفةً بما فيه الكفاية، فإنها قد تعطي ذات الحماية للعين حتى لو كان طولها أكبر من النسبة المثالية.

أخيراً أشار الفريق في تقريره أنه قد يكون بالإمكان الاستفادة من النتائج التي توصلوا إليها لابتكار خيوط مستوحاة من رموش العين وذلك لتوفير حماية إضافية للألواح الشمسية، وأجهزة الاستشعار الفوتوغرافية أو الروبوتات المستقلة التي يتم استخدامها في البيئات التي يكثر فيها الغبار.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير