التصنيفات: علم الحيوان

ما المغزى من النوم في عالم الحيوانات ؟

هناك عدد قليل من الأشياء التي لا يمكن العيش من دونها، ومنها الأكسجين والطعام والماء، ثم هناك النوم، وقد تبين أن منع حيوان من النوم لفترة طويلة سوف يقتله، وينطبق الشيء نفسه تقريبا على البشر.
وقد وجد الباحثون أن النوم مفيد للبشر في نواح كثيرة: فهو يساعدنا على معالجة الذكريات، والمحافظة على حياتنا الاجتماعية والعاطفية على الطريق الصحيح، ورغم ذلك ما زلنا لا نعرف حقا كيف، ولماذا، أو حتى بالضبط عندما تطورت النوم
للوهلة الأولى، قد نعتقد أنه ليس من المنطقي أن تنام الحيوانات بشكل تلقائي لساعات في نهاية كل يوم، ولكن هذا الأمر يدل على أن النوم حاجة أكثر منه رغبة، بل هو حاجة ملحة ومفيدة، أو بمعنى آخر فلا أحد ينام لأنه لايجد شيئا آخر أفضل ليفعله.
ففي عالم الحيوانات تقضي هذه الأخيرة وقتها في البحث عما تأكله أو في التزاوج الذي عادة ما يعرف تنافسا شرسا، ومن ثم فإن النوم  قد يجعل الحيوان يفقد فرص التزاوج المحتملة، ولكن بعد الحصول على احتياجاتها الغذائية و العاطفية عادة ما تخلد الحيوانات للنوم، وإن كانت طريقة نومها تختلف عن نومنا نحن البشر.
وقد اقترح بعض الباحثين أن النوم هو وسيلة جيدة لتوفير الطاقة قيمة، بالنظر إلى أن درجة حرارة الجسم الأساسية عند الثدييات غالبا ما تنخفض خلال بعض مراحل النوم، إلا أن بعض الباحثين لا يتفقون مع هذه الفرضية.
ولا يمكننا كبشر أن ننكر أننا نحب النوم فهو طريقتنا لاستعادة الطاقة، ويمكننا أن نؤكد أيضا أن الحيوانات الأليفة أيضا تنام ، والحيوانات من قبيل السنوريات و المفترسات كلها تنام، ولكن ماذا بشأن سمكة ذهبية مثلا، وماذا بشأن الحشرات من قبيل الذباب و الدود وغيرها؟
هناك الآن إجماع على السمات السلوكية التي تحدد النوم، وهذه الميزات يمكن استخدامها للبحث عن النوم في الحيوانات البسيطة، يقول رافي Allada في جامعة نورث وسترن في إيفانستون، إلينوي.
هناك ثلاثة عناصر رئيسية:
– أولا وقبل كل شيء، النوم يجعل الحيوان هادئا: العضلات ليست نشطة جدا أثناء النوم.
-ثانيا النوم يجعل ردة فعل الحيوانات أبطأ، على سبيل المثال، عند إصدار الضوضاء الصاخبة بالقرب من الحيوان النائم، فسوف يتفاعل ببطء أكثر من حيوان مستيقظ.
-ثالثا منع حيوان من النوم طوال الليل سيدفعه للنوم طوال النهار لاستعادة نشاطه.
وباستخدام هذه المعايير، هناك تأكيد بأن حتة أسط الحيوانات نسبيا مثل ذباب الفاكهة والديدان المجهرية تنام، مما يشير إلى أن
النوم هو أمر أساسي لبقاء الأنواع.
أما طريقة النوم فهي تختلف باختلاف المخلوقات وأنواعها، وتختلف الوضعية التي يتخذها كل حيوان وتجعله يشعر بالراحة أثناء النوم، وتكاد معظم الحيوانات تشترك في صفة واحدة وهي النوم الحذر، حيث أن أقل حركة تجعل الحيوان يهب من نومه متحفزاَ أو متجنباً لخطر يحدق به.
غرائب في عالم نوم الحيوانات:
الفيل: ينام واقفاً على قوائمه الضخمة.. ويظل يهز رأسه يميناً وشمالاً.. ويكون نوم الفيل في النصف الأخير من الليل لمدة تتراوح من أربع إلى خمس ساعات، وهو يصدر شخيراً عالياً عند نومه ولكنه يستيقظ بسرعة عند إحساسه بأي حركة بجواره.
السمكة: تنام مفتوحة العينين لأنها ببساطة لا تملك أجفاناً لهذا لا تستطيع إغلاقها.
البجع: ينام واقفاً على رجل واحدة بينما يخفي الثانية تحت بطنه.
الغزال: لأنها فريسة مستهدفة، تنام الغزلان قلقة وتفزع لأبسط حركة فتقوم بسرعة فائقة.. ولكنها في العادة ترقد بشكل عادي لتستريح أثناء فترة اجترار الطعام لفترات قليلة، دون نوم عميق.
الثعابين: تنام ممددة أو متكورة على الأرض وفي استرخاء تام يوماً أو يومين.. ولا تستيقظ إلا عند شعورها بالجوع.. حيث تتحرك لتفترس فريستها وتخلد للنوم مرة أخرى.
الذئب: ينام بعين مغمضة بينما الأخرى مفتوحة من باب الحذر.
أما القرد فإنه مثل الإنسان ينام على جانبه ويده تحت رأسه، ويحدث شخيراً عالياً أثناء نومه الذي غالباً ما يستمر طوال الليل.
شارك
نشر المقال:
محمد