توجد إفرازات الجيوب الأنفية والمعروفة باسم المخاط لدينا جميعاً، لكن يختلف لونها من شخص لآخر بل لدى الفرد الواحد يختلف لونها من وقت لآخر تبعاً لحالته الصحية. أحياناً يصبح اللون أبيضاً أو أخضراً أو أصفراً أو حتى وردياً أو أسوداً.
يعرف المخاط بأنه سائل ينزل من الأنف سواء أكان هذا السائل مائياً أو مخاطياً أو حتى دموياً، وينشأ من الغشاء المخاطي للأنف أو الجيوب الأنفية. يعمل هذا السائل بشكل طبيعي في الجسم، ويحمي الجسم من الإصابة بالعدوى، كما يحافظ على رطوبة بطانة الأنف.
يعتقد العلماء أن الجسم ينتج حوالي 500-600 سم مكعب من المخاط يومياً. ويعد المخاط خط الدفاع الأول عن الجسم، إذ يمنع العدوى والأشياء غير المرغوب فيها من دخول الجسم، ويحبس البكتيريا والجسيمات الدقيقة التي تحاول دخول الجسم من الأنف داخله فلا تذهب مباشرة إلى الرئتين.
تغير لون المخاط يؤشر على تغير في صحتنا، فقد يشير إلى الإصابة بالحساسية أو نزيف الأنف أو الزكام أو التهاب الجيوب الأنفية. فمثلاً إذا كان المخاط أكثر سمكاً فقد يعني ذلك نقص السوائل بالجسم أو شرب الكثير من القهوة. وإذا صار المخاط كثيراً عن المعتاد فقد يعني ذلك تناول الكثير من السوائل أو الحساسية أو التعرض لروائح مزعجة كالعطور أو دخان السجائر.
وإليكم ما يدل عليه كل لون من ألوان المخاط:
يتكون المخاط الطبيعي من الماء والبروتينات والأملاح الذائبة والأجسام المضادة. تنتجه أنسجة الأنف طوال الوقت، ويتدفق معظم المخاط إلى أسفل الأنف ليذوب في النهاية في المعدة.
يظهر في حال انسداد أو احتقان الأنف، وقد يصاحبه تورم والتهاب في الأنف مما يؤدي إلى بطء تدفق المخاط فيفقد الترطيب ويصبح سميكاً ومعكراً، قد يدل ذلك على وجود عدوى بالأنف أو الإصابة بنزلة برد.
يدل المخاط الأصفر على وجود عدوى فيروسية، لكن يقاومها الجسم من خلال خلايا الدم البيضاء التي تندفع لقتل الجراثيم، وعندما تنتهي من عملها تتخلص من الجراثيم في المخاط وتعطيه لوناً أصفراً داكناً. تستمر نزلات البرد من 7-10 أيام، لذا راقب لون إفرازاتك الأنفية جيداً في تلك الفترة.
إذا كان الجهاز المناعي يقاوم العدوى بشدة فقد يتحول لون المخاط إلى اللون الأخضر، ويصبح أكثر سمكاً بسبب خلايا الدم البيضاء الميتة. إذا كنت ما تزال مريضاً بعد 12 يوماً من الإصابة، وتعاني أعراضاً أخرى مثل: ارتفاع درجة الحرارة أو الصداع، فقد يستدعي ذلك زيارة الطبيب؛ لأنك ربما أصيبت بالتهاب في الجيوب الأنفية وهي عدوى بكتيرية تعالج بالمضادات الحيوية.
تظهر هذه الإفرازات بخروج دم أحمر أو وردي اللون مع المخاط، ويحدث ذلك في حال تعرض الأنف لكسر أو ضربة أو حادث. وقد تعاني بعض الحوامل مخاطاً دموياً بسبب زيادة تدفق الدم أو الهرمونات أو تورم الممرات الأنفية.
قد يكون نتيجة دم قديم أو ربما استنشاق شئ أحمر أو بني اللون تسبب في تغير لون المخاط مثل: الأوساخ أو الفلفل الحلو.
يمكن للأشخاص المدخنين أو الذين يعيشون مع مدخنين أن يتكون لديهم مخاطاُ أسوداً رمادياً. أيضاً التعرض لتلوث الهواء الشديد قد يسبب إفراز مخاط أسود.
قد يدل المخاط الأسود أيضاً على وجود عدوى فطرية خطيرة خاصة لهؤلاء الذين يعانون ضعف المناعة، لكنه ليس شائعاً.
بالإضافة إلى ما سبق، فإن للمخاط أدواراً أخرى بخلاف منع العدوى، منها: أنه يرطب ويدفئ الهواء الذي نتنفسه، كما يحبس الروائح المختلفة بالأنف ويوجهها إلى مستقبلات الرائحة أعلى الأنف حتى تعمل حاسة الشم بشكل صحيح. فلا نملك بعد كل ما عرفناه عن فوائد المخاط بالأنف إلا أن نقول: سبحان الله الخالق العظيم!
المصدر:
https://health.clevelandclinic.org/what-the-color-of-your-snot-really-means/