الصحة الجيدة

لماذا نشعر بالصداع عندما نتوقف عن شرب القهوة ؟

 الكافيين و القهوة هو أفضل مخدر للإنسان، ولكن إذا لم يتم السيطرة عليه فمن الممكن أن يسبب صداعاً بأكثر من طريقة.

كيف يعمل الكافيين؟

يعمل الكافيين كمنشط ومنبه، حيث يدخل إلى دماغ الإنسان ويقوم بسد المُستقبِلات (أدينوزين) المسؤولة عن تبليد نشاط العقل. وبسد هذه المستقبلات يشعر العقل بالانتعاش، والتركيز، وبنشوة خفيفة. وتُحسن هذه المشاعر من أدائنا في المهام التي تحتاج لتركيز عالي، مثل قيادة السيارة، أو البقاء منتبهاً طوال فترة المحاضرة.

6 علامات تشير إلى أنك من مدمني القهوة

الجانب السلبي للكافيين

هذا هو الجانب الإيجابي من الكافيين، أما الجانب السيء فهو الشعور الذي يصيبنا إذا لم نأخذ الجرعة المعتادة منه. وبسبب نشاط العقل المرتفع بعد شرب فنجان القهوة، فإن انخفاض نشاطه نتيجة عدم شرب القهوة يجعل الأمر سيء.

هناك مشكلة أخرى وهي أن الكافيين مسبب للإدمان، لذلك عند التوقف عن أخذ الجرعة المعتادة منه يجعلنا نشعر بالتعب، وقلة الانتباه، والعصبية، وتغير في المزاج. هذه الأعراض تُسمى أعراض انسحابيه. ويشرب معظم الناس المشروبات التي تحتوي على الكافيين كي لا يشعروا بهذه الأعراض.

أكثر هذه الأعراض انتشاراً هو الصداع. في الطبيعي يكون الصداع خفيف ولا يستمر طويلاً، ولكن عادة ما يستمر لمدة يوم أو يومين وربما يستمر لأكثر من أسبوع. والذين يعانون من هذا الصداع غالباً ما يشعرون بوجود عصابة مشدودة أو معصوبة حول رأسهم، ويُسمى هذا النوع من الصداع باسم صداع التوتر. بالإضافة لذلك، فإن انسحاب الكافيين يمكن أن يسبب أيضاً صداع نصفي كامل في بعض الحالات.

هناك أسباب عديدة للشعور بالصداع أثناء الانسحاب، ولكن السبب الرئيسي هو أن الوجه والدماغ هما أكثر الأجزاء نشاطاً وإحساساً في الجسد كله. لكي يدرك العقل ما يحدث يجب أن يتلقى الإشارات من الحواس. وأي تغير في الإشارة أو الرسالة يمكن أن تسبب تغير في ترجمة العقل لها، أو حتى يمكن أن تؤدي إلى تلقى رسالة خاطئة.

إحدى النظريات التي تفسر أسباب الصداع ترى أن العقل يُسئ ترجمة بعض الإشارات الغير ضارة التي يتلقاها من الرأس ويقوم بترجمتها على أنها صداع.

لماذا تحدث أعراض الانسحاب؟ وكيفية علاجها؟

نصف عدد الأشخاص الذين يشربون الشاي والقهوة بانتظام قد يتعرضون لبعض أعراض انسحاب الكافيين إذا توقفوا عن شرب هذه الأشياء تماماً. فكلما كان الشخص يشرب الكثير من المنبهات التي تحتوي على الكافيين، كلما كان مُعرضاً أكثر لهذه الأعراض الانسحابيه إذا توقف عن شرب هذه المنبهات.

لكن أعراض الانسحاب قد تحدث أيضاً للأشخاص الذين يشربون فنجان واحد فقط من القهوة يومياً. وبشكل عام فإن المواظبة على شرب القهوة لمدة ثلاثة أيام متتالية كافية لكي تجعلك تشعر بالسوء عندما تتوقف عنها.

تحدث أعراض انسحاب الكافيين فقط إذا توقف الشخص تماماً عن شرب المنبهات، حيث أن ربع فنجان فقط من القهوة كافية لمنع الصداع. فحتى لو تعطلت مكنة قهوة الاسبرسو وكان عليك أن تشرب بدلاً منها اللاتيه (الذي يحتوي على نصف كمية الكافيين الموجودة في الاسبرسو) فلن تصاب بالصداع ولن تتعرض لهذه الأعراض. أما إذا أردت التخلص من الكافيين تماماً مرة واحدة، فسوف تتعرض لأعراض الانسحاب لمدة يوم أو يومين من وقت إقلاعك عنها.

إذا كان أعراض الانسحاب هي المشكلة الفعلية في هذا الموضوع، فبالطبع سيكون العلاج بسيط وسهل؛ لأن الصداع الناتج من نقص الكافيين يمكن في الغالب أن يزول في خلال مدة تتراوح من 30 دقيقة إلى ساعة من شرب كوب من الشاي أو فنجان من القهوة.

وجد بعض الباحثين الأستراليين أنه إذا أعطيت شخص ما يتعرض لأعراض الانسحاب قهوة خالية من الكافيين وأخبرته أن بها كافيين سيجعله ذلك يشعر بالارتياح. ولكن بالطبع لن تكون هذه الخدعة مجدية إذا كان الشخص يشتري القهوة الخاصة به بنفسه.

الكافيين دواء ومسكن

وعلى الرغم من ذلك فإن الكافيين لديه خصائص مسكنة. فالأدوية المسكنة مثل مضادات الالتهاب، والاسبرين، والباراسيتامول تزداد فعاليتها عندما يُؤخذ معها بعض الكافيين. كما أن كوب من الشاي أو فنجان من القهوة يمكن أن يعمل كمسكن فعال للأشخاص الذين يعانون من الصداع النومي، أو الصداع النصفي، أو الخُمَار.

تسكين الألم الذي يقوم به فنجان القهوة ليس لأنه يقلل من الشعور بالتوتر والضغط الناتج من الألم فقط، بل لأنه يقوم أيضاً بسد مستقبلات الأدينوزين والتي تُعد مسبب رئيسي للصداع، بالإضافة إلى تسببها في أنواع أخرى من الألم.

أكثر من 90% من الشباب البالغين يشربون القهوة والشاي، وهو الأمر الذي يجعلنا ننتبه ويعطينا قوة دافعة للقيام بالأشياء التي يجب القيام بها. فليس من الصعب إطلاقاً أن نتعامل مع الصداع بدون استخدام الكافيين.