بيئة ومناخ

لماذا لم نستطع اكتشاف المحيطات مثل الفضاء الخارجي؟

لطالما كان الفضاء السحيق يأسر خيالنا، ولكن ماذا عم اكتشاف المحيطات أو بالأصح أعماق المحيطات، التي توجد هنا على الأرض، لا تزال واحدة من أكثر الأماكن غير المستكشفة بعد من قبل البشر.

لم يتم إجراء التصوير الطوبوغرافي سوى لـ5% فقط من قاع البحار، وهذا يترك 65% من الكوكب بأسره مجهولاً نسبياً بالنسبة لنا، ومع ذلك، ومنذ فجر استكشاف الفضاء، استطاعت ناسا مسح كامل سطح عطارد، والكوكب القزم سيريس، وجزء كبير جداً من كوكب الزهرة، وحتى الكوكب الأحمر الذي يبعد عنا حوالي 140 مليون ميلاً، دون أن ننسى طبعاً صور الأقمار الصناعية المفصلة بشكل مذهل لكل زاوية وركن من القمر.

منذ عام 1991 أصبحنا نعرف عن تضاريس المريخ أكثر مما نعرفه عن قاع البحار والمحيطات هنا على الأرض والتي لها بالتأكيد تأثير مباشر أكبر بكثير على حياتنا اليومية من سطح المريخ، ولكن ما جعل ناسا تتفوق على الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) لسنوات في مجال الاستكشاف، هو التمويل والتغطية الصحفية، والابتكار في القطاع الخاص، والإثارة التي طالما امتلكها البشر لمعرفة ما يوجد في الفضاء.

من الناحية التقنية، فقد تم مسح معظم قيعان المحيطات بالفعل، ولكن بدقة لا تتجاوز الخمسة كيلومترات، والذي يظهر في أحسن الأحوال بشكل تقريبي الخنادق التي توجد تحت البحر والجبال البحرية، وذلك بالمقارنة مع الدقة التي وصلت إلى20 متر والتي تستخدمها ناسا لرسم خرائط لم يسبق لها مثيل من قبل للمريخ، ونحن لا نزال بعيدين جداً عن أي تقدم تكنولوجي محتمل في مجال قياس الأعماق.

خلافا للأقمار والكواكب، فإنه من غير الممكن إجراء مسح لقاع البحر باستخدام الرادار، وذلك على اعتبار أن المياه المالحة تميل لعرقلة الموجات الراديوية الصادرة عن الأقمار الصناعية، لذلك، ومن أجل التقاط صورة عالية الدقة لقاع المحيط، سيحتاج الخبراء لاستخدام سلسلة من تقنيات السونار المتطورة، والتي يمكنها مسح منطقة صغيرة من قاع البحر، تصل دقتها لحوالي 100 متر.

الجدير بالذكر أنه قد تم استخدام أنظمة السونار لتحديد موقع الطائرة المفقودة للخطوط الجوية الماليزية في عام 2014، وقد أسفر ذلك عن اكتشاف براكين خامدة تحت الماء، وتلال وخنادق لم تكن معروفة سابقاً للمستكشفين.

حالياً، تركز العديد من المشاريع الطموحة مثل تحدي (Shell Ocean Discovery Xprize ) على تسخير الإبداع لدى مختلف الأشخاص في جميع أنحاء العالم لرسم خرائط أكثر وضوحاً لقاع المحيط، ولكن إمكانية أن يصبح استكشاف البحر أولوية بالنسبة للمستكشفين أكثر من ذي قبل، ستظل في الوقت الراهن غير معروفة مثل أجزاء كبيرة من المحيط نفسه.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير