الصحة الجيدة

لماذا قد يموت الرجال في سن مبكر ؟

أثبتت الدراسات أن النساء في جميع أنحاء العالم يعيشون بفترة أطول بحوالي السبع سنوات مقارنة بالرجال. ومن الظلم إلقاء اللوم على البيولوجيا وعلم الوراثة في هذا التباين  والذي  أصبح يعرف ب فجوة  طول  العمر .

جزء كبير من المشكلة هو أن الرجال يمارسون المهن الخطيرة أكثر من النساء وبهذا فإن إحتمال موتهم أثناء ممارسة هذه المهن كبير، لكن بعض الإحصائات تشير الى أن المخاطر في مكان العمل لا تفسر هذه الفجوة، والاحتمال المثير للقلق هو الظروف الصحية للرجال فمثلاً سرطان البروستاتا الذي يصيب الرجال لا يحظى بالإهتمام الذي يجب أن يأخذه من المؤسسات الطبية أو العلاج الذي تحتاجه على المستوى الشخصي.

فجوة طول العمر هي ظاهرة حديثة نسبيًا، حيث تشير البيانات أنه وحتى عام 1850 كان الرجال والنساء يعيشون نفس العمر المتوقع، وقد إزدادت هذه الفجوة منذ ذلك الحين وما زالت في إزدياد.

إن البيولوجيا لم تتغير منذ عام 1850 لكن العمر النسبي المتوقع للرجل قد تغير. إذا كان من الصحيح ربط هرمون التستوستيرون الذكري  وارتفاع نسبة الكوليسترول بالموت المبكر للرجال فمن الصحيح أن 287,000 إمرأة تموت كل عام بسبب مضاعافات الحمل والولادة. لذا يجب أن تلغى عوامل الخطر المتعلقة بالنوع البيولوجي بعضها البعض.

فإذا لماذا يموت الرجال أصغر عمرًا ؟ يشتبه الباحثون بعاملين رئييسين هما:  أن الرجال يمارسون المهن الخطيرة أكثر من النساء وأن الرعاية الصحية الذين يحصلو عليها أقل، سنوضح لكم هذه العوامل أدناه.

تشير البيانات الصادرة عن مكتب إحصائات العمل أن 90% من إصابات الرجال في العمل تكون مميتة  كل عام.، وهذا ليس لأن الرجال يعملون لساعات أكثر من النساء. في عام 2017 كان هناك ما يقارب ال 5.7 حالة وفاة لكل 100 ألف ساعة عمل عند الرجال مقارنة مع 0.6 حالة وفاة 100 ألف ساعة عمل عند النساء. قد يكون الرجال أكثر عرضة للموت في العمل لأنهم يعملون في المهن الخطرة مثل قطع الأشجار ونقلها، صيد الأسماك والبناء و غيرها من المهن الذي يهيمن عليها الذكور وفقًا لمكتب إحصائات العمل.

هل تأخذ الحكومات صحة الرجل على محمل الجد؟

إذا لم يمت الرجال في سن مبكر بسبب العمل، فإنهم سيمتون في المنازل والمستشفيات، حيث أن الرجال أكثر عرضة للموت بسبب أمراض القلب من النساء بنسبة 50%، أو حتى الإنتحار. والسبب الرئيسي الثالث هو تعرضهم للإصابة بسرطان البروستاتا في الولايات المتحدة خاصة، ويتم تشخيص ما يقرب من 10000 رجل في الولايات المتحدة بسرطان الخصية كل عام. حيث ينفق المعهد الوطني للسرطان حول تمويل أبحاث سرطان الثدي ضعف ما ينفقل حول أبحاث سرطان البروستاتا وتنفق المعاهد الوطنية للصحة أكثر من ثلاثة أضعاف. ولكن من المنطقي جدا هذا التمويل الكبير لسرطان الثدي لأنه ينقذ حوالي 10000 حياة كل عام أكثر من سرطان البروستاتا.