التصنيفات: أخبار العلوم

لحظات فارقة … نقل الدم: من سبب الوفاة لإنقاذ الحياة

من تجربة على الحيوانات حتى أصبح علاجا لنزيف الحوادث والعمليات الجراحية وأمراض مثل الثالاسيميا والهيموفيليا والأنيميا التكسيرية ونقص الحديد والنزيف من الأعضاء الداخلية وغيرها الكثير.

نقل الدم، كيف بدأ؟

كانت أول تجربة لنقل الدم على البابا إينوسنت السابع في روما عام 1492، حيث كان على فراش الموت وقرر الأطباء نقل الدم له عبر فمه من ثلاثة صبيان أصحاء في العاشرة من عمرهم ولكن سرعان ما تدهورت حالته ودخل في غيبوبة وتوفى هو والصبيان.

بعد ذلك، كان أول سبق فيما يخص نقل الدم هو اكتشاف العالم ويليام هارفي في عام 1628 للدورة الدموية وخصائصها وكيف أن القلب يعمل كمضخة تدفع الدم إلى الشرايين لتوصله إلى جميع الأعضاء وخلايا الجسم ثم تعيده الأوردة إلى القلب ليعيد ضخه عبر الشرايين مرة أخرى في دورة محكمة الفعالية.

نقل الدم بين الحيوانات:

ثم بعد 37 عام في 1665 نجح الطبيب البريطاني ريتشارد لوور في نقل الدم بين الكلاب وقد نجحت التجربة على غالبيتهم.

نقل الدم من الحيوان للإنسان:

وتلى هذه التجربة بعامين نجاح آخر في 1667 من ريتشارد لوور ومعه جين بابتيست دينيس، حيث نقلا الدم من الخرفان والحملان إلى البشر، فكان أولهم شاب مريض بحرارة مرتفعة نجح نقل الدم في شفائه، ونجح كذلك في شفاء حالة أخرى بعده ولكن الحالة الثالثة توفت بعد نقل الدم بفترة وجيزة.

أما الحالة الرابعة فتوفت أثناء عملية نقل الدم، مما جعل زوجته تتهم الطبيبان بالتسبب في موته، ونتج عن ذلك أن البرلمان الفرنسي والكنيسة الكاثوليكية والمجتمع الملكي أصدروا قرارا بمنع نقل الدم واعتباره جرما خارج عن القانون.

ولمدة 150 عام لم تسجل دراسات جديدة عن نقل الدم.

 

أول نجاح لنقل الدم بين البشر:

في 1818 بعدما قامت سيدة بريطانية بولادة طفلها الأول، فوجئ طبيبها بنزيف لا يتوقف، فقرر أن يأخذ فرصه ويحاول إنقاذها عبر نقل الدم إليها من زوجها ونجحت محاولته.

كان هذا الطبيب هو طبيب نساء وولادة بريطاني يدعى جيمز بلانديل.

 

ومن 1825 حتى 1830 أجرى هذه التجربة 10 مرات أخرى، وأسفر عن 5 منهم مكاسب إكلينيكية في حالة المرضى.

 

الخطوة الأولى في سلم “علم فصائل الدم”:

يعتبر اكتشاف أول ثلاثة فصائل دموية A,B,O، في عام 1900 من كارل لاندشتاينر -وهو عالم أسترالي-، طفرة علمية في تاريخ نقل الدم، نال عنها جائزة نوبل للطب في عام 1930.

وتبعه اكتشاف إثنان من تلاميذه إيه فان ديكاستيلو وإيه سترولي لفصيلة AB المتممة لل4 فصائل الأساسية في نظام فصائل ABO للدم.

بداية استخدام نقل الدم كعلاج:

بعد عام من هذا الاكتشاف، أصبح جورج واشنطن كرايل أول من طبع استخدام نقل الدم في العمليات الجراحية وطور طرقا لمطابقة فصائل الدم والتحقق من صلاحيتها لاحقا في عام 1909 حتى أعلن نقل الدم كالعلاج الأمثل لحالات الصدمة التي تنتج عن النزيف الشديد في عام 1914 في الحرب العالمية الأولى.

وفي خلال هاتين السنتين من 1914 حتى 1916 تم الوصول لإضافات تطيل فترة الاحتفاظ بأكياس الدم بدون أن تفسد أو تتجلط مثل مضادات التجلط ومحاليل جلوكوز السترات.

 

توفر أول خدمة نقل دم:

بادر بإنشائها الهلال الأحمر البريطاني في عام 1921 والذي كان جزءا من منظمة الهلال الأحمر الكبرى التي كانت قائمة منذ عشرات السنين لتعنى بتوفير كل الإمكانيات الطبية الممكنة لمساعدة الجنود المصابين.

ثم تبعه الهلال الأحمر الأسترالي والهولندي، وفي ال10 سنوات التالية توسعت الحركات العالمية لتنظيم وتشجيع التبرع بالدم والتوعية بأهميته والسعي لتوفيره بكثرة، حتى تم إنشاء مصطلح “بنك الدم في المستشفيات” وتأسيس المجتمع العالمي لنقل الدم وغيرهم الكثير.

 

اكتشاف فصيلة الريسوس (إيجابي أم سلبي):

في عام 1939 جاءت أم في المخاض للمستشفى، فوضعت طفلا ميتا ثم أخذت تنزف، فرتب الأطباء لنقل دم من زوجها ذو الفصيلة المطابقة لفصيلتها، إلا أن حالتها تدهورت بشدة كردة فعل لعملية نقل الدم، فاستنتج الأطباء وجود عامل آخر غير فصائل الABO.

من هنا بدأ العالمان كارل لاندشتاينر وأليكس وينر في إجراء دراسة حيث قاما بتجميع الدم من قرود نوع المكاك ريسوس (التي سميت وراءها الفصيلة) وحقنه في أوردة بعض من الأرانب ثم تجميعه مرة أخرى.

بعد ذلك قاما بفصل السائل التي تسبح فيه الخلايا الحمراء من الدم، والذي اتضح أنه يحتوي على بروتين(anti Rh factor) ناتج عن تفاعل الخلايا الحمراء التي لا تمتلك عنصر الريسوس مع تلك التي تمتلكه.

ثم قاما بخلط ذلك السائل على عينات من كرات الدم الحمراء التي جمعوها من أفراد من مدينة نيويورك، فوجدوا أن 85% من العينات تجلطت مع هذا السائل، فسموها إيجابية لعنصر الريسوس، وال 15% الباقية لم تتفاعل مع السائل فسموها سلبية لعنصر الريسوس.

كما تم اكتشاف أنظمة أخرى للفصائل الدموية مثل الP و الMN.

 

واستمرت الاكتشافات حتى بدايات القرن الحادي والعشرين، فأصبح هناك إمكانية لفصل مشتقات الدم ووصفها حسب الحاجة مثل البلازما والصفائح الدموية والكرات الحمراء، وغدى إجراء مسح فيروسي على أكياس الدم لفيروسات التهاب الكبد الوبائي والHIV إجراء إلزاميا قبل أي عملية نقل دم، وبات نقل الدم منقذا لحياة الكثيرين من مرضى الصدمات النزفية والأنيميا التكسيرية والهيموفيليا وغيرها من الأمراض التي لم تكن لتحارب لولا تطورات اكتشافات عملية نقل الدم.

 

المصادر:

https://deputyprimeminister.gov.mt/en/nbts/Pages/About-Blood/History-of-Blood.aspx

https://www.uwhealth.org/health/topic/special/blood-transfusion/tc4111.html

https://www.britannica.com/story/the-strange-grisly-history-of-the-first-blood-transfusion

https://www.news-medical.net/health/History-of-Blood-Transfusion.aspx

https://deputyprimeminister.gov.mt/en/nbts/Pages/About-Blood/History-of-Blood.aspx

https://givingblood.org/about-blood/history-of-blood-banking.aspx

https://hekint.org/2020/02/10/the-history-of-the-red-cross-red-crescent-in-blood/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك
نشر المقال:
NadeenYasser