الصحة الجيدة

كيف يمكن لنسبة الكولسترول في الدم أن تؤثر على الدماغ؟

وجدت دراسة وجود صلة بين التغيرات في مستويات الـ(LDL) أو الكولسترول السيئ، وانخفاض الوظائف المعرفية.

هناك أدلة متزايدة على ترابط القلب والدماغ، لأن كلاهما يعتمدان على الحفاظ على صحة نظام الدموي بحالته الجيدة، ومؤخراً، وجدت دراسة نشرت في مجلة (Circulation)، أن التغيرات في مستويات الكولسترول قد تكون ضارة بشكل خاص بالوظائف المعرفية.

درس العلماء، بقيادة الدكتور (رولف سميت) في المركز الطبي لجامعة لايدن في هولندا، أكثر من 4000 شخص من كبار السن المشاركين في دراسة تتضمن دواء الستاتين، وهو الدواء يخفض الكولسترول الضار، وقد أظهرت الدراسات سابقة أن مستويات الـ(LDL) تؤثر على السكتة الدماغية، فضلاً عن مخاطر الإصابة بأمراض القلب، لذلك أراد (سميت) وزملاؤه البحث في ما إذا كان لهذه المستويات تأثير أيضاً على الوظائف المعرفية مثل الانتباه ومعالجة المعلومات والذاكرة، لذلك قام الباحثون بتحليل فحوصات الأشخاص الذين أخذوا دواء الستاتين لمدة ثلاثة أشهر على الأقل فقط من أجل تجنب أي انحياز ناجم عن التغيير المفاجئ في مستويات الـ(LDL) نتيج تناول الدواء، ومن ثم قارنوا النتائج مع نتائج تحليل الأشخاص الذين لم يتناولوا هذا الدواء.

أظهر النتائج أن الأشخاص الذين كان لديهم تباين أكبر في مستويات الـ(LDL) على مدى فترة الدراسة التي امتدت على مدى عامين ونصف، كانت درجاتهم في الاختبارات المعرفية هي الأدنى، فعلى سبيل المثال، كان الوقت الذي أخذوه لإتمام أختبار كان عليهم فيه تسمية اللون الصحيح للحبر عندما كان يتم طباعته بلون مختلف أطول بثلاث ثوان.

بحسب (سميت)، فإن هذه النتائج تضاف إلى الأدلة التي بدأت بالظهور مؤخراً والتي تشير إلى أن تدفق الدم في الأوعية الدموية يرتبط ارتباطا وثيقاً بالوظائف العصبية، وتدعو إلى إجراء المزيد من البحوث لمعرفة العلاقة السببية وراء تقلب الدهون.

لم تتمكن الدراسة من معرفة السبب وراء تقلبات مستويات الـ(LDL) لدى الأشخاص، ولكن التغييرات في النظام الغذائي وممارسة الرياضة يمكن أن تكون عوامل هامة يمكن النظر فيها، كما أن التغيرات في قدرة الجسم على الحفاظ على التوازن السليم من مستويات الكوليسترول في الدم يمكن أيضاً أن تكون عاملاً، حيث أنه ومع التقدم في السن، يمكن أن يتم تخريب هذا التوازن، وبحسب (سميث) فمن غير المرجح أن يكون دواء الستاتسن هو المساهم الرئيسي في ذلك، لأن استهلاكه ظل ثابتاً طول فترة الدراسة.

أيا كان السبب، فإن التغييرات في مستويات الـ(LDL) تستحق الدراسة بشكل أكبر، وخاضة أن الدراسات على الخلايا بينت كيف يمكن لهذه التقلبات أن تؤثر على عدم استقرار اللويحات في القلب والدماغ، وهذا بدوره يمكن أن يسهم في الإصابة بحدوث نوبات قلبية أو سكتات دماغية.

 

شارك
نشر المقال:
Diana