التصنيفات: غير مصنف

كيف يمكن للعلماء علاج العمى؟

قام فريق لندن لعلاج العمى بصنع رقعة صغيرة أو بساط من الخلايا الجذعية التي تم التبرع بها من جنين في مراحله المبكرة، وقاموا بزارعتها في عين امرأة تعاني من فقدان البصر الناجم عن حالة تسمى بتحلل البقعة الصفراء الناتج عن التقدم بالسن أو (AMD).

الخلايا الجذعية هي عبارة عن خلايا غير ناضجة يمكن تحويلها لتنمو إلى أي نوع من الخلايا أو الأنسجة الموجودة في الجسم، أما بالنسبة للخلايا الجذعية التي تم زراعتها في عين المرأة فقد تم توجيهها لتصبح ظهارة صبغية شبكية، وهي طبقة من الخلايا المبطنة للجزء الخلفي من العين تغذي وتدعم الخلايا الأخرى التي تسمح لنا برؤية الألوان والصور في حقل الرؤية المركزي لدينا.

في حالة الأشخاص الذين يعانون من الـ(AMD)، فإن المرضى يفقدون رؤيتهم المركزية وتصبح هذه الرؤية مشوهة، ولكن تبعاً للعلماء، فإن تجديد خلايا الظهارة الصبغية الشبكية للعين يمكن أن يعالج هذه الحالة.

استغرقت العملية الجراحية بضع ساعات حتى تم إتمامها، حيث تم لف الرقعة داخل أنبوب رفيع ومن ثم تم حقنها في عين المرأة، وبمجرد بسطها، تموضعت الرقعة في الجزء الخلفي من العين، ويأمل العلماء بأن هذه الرقعة ستعمل على تجديد الخلايا التالفة التي تسببت بفقدان البصر.

هل يمكن اعتبار هذه العملية كعلاج؟

بحسب الباحثين فإن الوقت ما يزال مبكراً للجزم بذلك، فحتى الآن لا يوجد سوى امرأة واحدة، تبلغ من العمر 60 عاماً، خضعت لمثل هذا الإجراء، وأطباؤها لن يعرفوا مدى نجاح العلاج في تحسين نظرها حتى عيد الميلاد القادم على أقل تقدير.

سيخضع 10 مرضى آخرين يعانون من مرض الـ(AMD) لنفس الإجراء وسيتم وضعهم تحت المراقبة لمدة عام لمعرفة ما إذا كان العلاج آمن ويعمل بالشكل الصحيح.

كانت التجارب على الحيوانات قد أظهرت نتائج واعدة، ولكن الوقت هو الوحيد الكفيل بإثبات نجاح هذه العملية بالنسبة للبشر.

هل يمكن أن يساعد هذا الإجراء الأشخاص الذين يعانون من مشاكل بصرية أخرى؟

لقد تم تصميم هذا العلاج لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الـ(AMD) كسبب رئيسي لفقدان البصر، فهذه الحالة التي يعني منها أكثر من 600,000 شخص في المملكة المتحدة وحدها، هي أكثر أسباب فقدان البصر الناجم عن التقدم في السن شيوعاً، وهذه الحالة عادة ما تصيب كلتا العينين.

هناك نوعان رئيسيان من الـ(AMD) – الرطب والجاف- والجدير بالذكر أن هذه الرقعة تم اختبارها فقط على المرضى الذين يعانون من الـ(AMD) الرطب حتى الآن، ولكن يأمل الباحثون أن هذا الإجراء يمكن أن يساعد في علاج كلا النوعين.

تجدر الإشارة أيضاً إلى أن حقن الخلايا الجذعية ساعد مسبقاً على علاج المرضى الذين يعانون من نوع نادر من فقدان البصر يسمى مرض ستارغاردت، وهو مرض وراثي يسبب الفقدان التدريجي للرؤية المركزية، ولكن العلاج بالخلايا الجذعية قد لا يكون بالضرورة قادراص على علاج أنواع وأسباب العمى الأخرى.

أخيراً، فإن العلاج لا يزال في مراحله التجريبية لذلك فهو غير متوفر للمرضى الآخرين من الذين لم يشاركون في التجربة، ولكن يأمل العلماء بأن هذا النهج سيصبح الدعامة الأساسية لعلاج الـ(AMD)، إلّا أن هذا لن يحدث قبل بضع سنوات من الآن، وحالياً، يجب على الأشخاص المصابين بالـ(AMD) أن يستعينوا بالعلاج المتكرر بالأدوية الباهظة الثمن لمنع حالتهم من التطور في ظل عدم وجود علاج كامل للـ(AMD).