على الرغم من قربها من ايطاليا وفرنسا إلا ان المانيا التي أصابها الوباء لم يصبها بنفس الوحشية التي أصاب فيها جيرانها. وهو الأمر الذي دفع عدد كبير من العلماء لتحليل البيانات الصادرة عن ألمانيا لمعرفة السبب والتعلم من التجربة.
انتشر الوباء في المانيا بشكل كبير، حيث أنها خامس دولة في العالم من حيث أعداد المصابين الا ان عدد الوفيات فيها بقي متدنيا جدا مقارنة بالدول الأخرى المتضررة مثلها، مثل فرنسا وايطاليا وإيران وإسبانيا.
أعلن معهد روبرت كوخ في احصائيات نشرت في ٢٨ من شهر مارس أن عدد المصابين بالفيروس تجاوز 36 ألف مصاب، فيما لم يمت الا اقل من ٢٠٠ شخص، بنسبة تصل الى أقل من 0.72٪.
هذه النسبة متدينة جدا، وذلك أن النسبة في ايطاليا على سبيل المثال وصلت الى 10.8%، بينما وصلت في اسبانيا الى 8.5%.
يعتبر السبب الرئيسي في انخفاض نسبة الوفيات الى أعمار المصابين، حيث أصاب الفيروس بالدرجة الأولى صغار السن، وحسب معهد روبرت كوخ فإن 80٪ من المصابين تقل أعمارهم عن 60 سنة. كما عملت الوحدات الطبية جاهدة أن لا يصل الفيروس إلى كبار السن.
السبب الأخر هو قدرة الدولة على اجراء فحوصات كبيرة في وقت مبكر، وهو ما عجزت عنه دول اخرى مثل الصين التي بدأ فيها تفشي الفيروس. وتجري المختبرات الألمانية ما يقرب من 300 ألف فحص أسبوعيًا وهو رقم كبير مقارنة بدول اخرى.
اجراء هذا الكم الكبير من الفحوصات في وقت مبكر، أعطى السلطات الألمانية القدرة على تتبح سلاسل العدوى بشكل سريع، ومنع انتشار الفيروس.
من جهة اخرى، تمتلك المانيا أجهزة طبية أكثر من جاراتها الأوروبيات ودول العالم الأخرى، حيث يوجد في ألمانيا أكثر من 28,000 سرير خاص بوحدات العناية المركزة، فيما يوجد في بريطانيا 4 سرير فقط، وفي فرنسا 7 الاف سرير، بينما لا تحوي ايطاليا أكثر من 5 الاف سرير.
في خطوة اضافية رغم هذا التفوق، عملت الدولة الألمانية على مضاعفة أماكن الرعاية لمعالجة الحالات الحرجة، واستخدمت الفنادق والصالات الرياضية كأماكن لعلاج الحالات الخفيفة التي لا تتطلب رعاية طبية كبيرة وذلك لتخفيف الضغط على المشافي.
المصادر
https://www.nytimes.com/2020/03/28/opinion/germany-coronavirus.html
https://www.france24.com/en/20200329-merkel-shines-in-handling-of-germany-s-coronavirus-crisis
https://aa.com.tr/en/europe/germany-to-boost-testing-to-avoid-worst-case-scenario/1782415