التصنيفات: متفرقات

كيف ستتغير وتتطور أساليب تسوقنا مع تقدم العلم

يمكن للتسوق وخاصة في فترات الأعياد أن يكون مزعجاً للغاية، وذلك سواء أكنت تبحث عن طلباتك بين رفوف المتاجر أو عبر الإنترنت، ولكن لحسن الحظ، وبمساعدة العدد الكبير الذي تم تجميعه من البيانات ومجموعة من علماء النفس، أصبح هناك طرق جديدة لتتبع سلوكك في المتجر، وتوقع احتياجاتك، ومساعدتك في العثور عليها بالتحديد أو تقديم بديل ممكن إذا لم يعد ما تريده متوفراً.

تبعاً لقائد هذا المهمة (راي بورك)، وهو مدير مختبر واجهة العملاء في جامعة إنديانا، والذي قضى سنوات عديدة في تحليل عادات التسوق لدى المتسوقين، فإن الكاميرات الأمنية التي تشاهدونها في المحلات التجارية ليست فقط لمنع السرقات، فهي تُستخدم أيضا لإعطائنا فهماً أفضل حول أنماط حركة الزبائن، وذلك لمعرفة المنتجات التي تجذبهم أكثر من غيرها، ولمعرفة طول طابور الانتظار للمغادرة، ومن خلال هذه المراقبات، إليكم سبع تقنيات التي تساعد أو ستساعد في يوم ما على التقليل من متاعب التسوق:

  • تتبع حركة العين

قامت الكثير من المتاجر باستبدال الملصقات الكرتونية الإعلانية الثابتة بلوحات (LCD) متحركة وتتضمن صوتاً، ولكن، عندما تقوم بالنظر إلى هذه اللافتات، فإنها تنظر إليك أيضاً، فبحسب (بورك)، هذه اللافتات لن تقوم بتتبع المتسوقين بمعنى الكلمة، بل ما ستقوم بفعله هو قياس عدد الأشخاص الذين يمرون من أمامها، وعدد الذين يتوقفون أمامها، وأي جزء من الشاشة يلفت نظرهم أكثر من غيره، وإذا ما ترافق ذلك مع كاميرات عالية الدقة، يمكن لهذا أن يشكل نوعاً من التكنولوجيات المتطورة بما يكفي لتحديد جنسك، سنك، وحتى عرقك، مما يعطي أصحاب المحال التجارية فكرة واسعة عن التركيبة السكانية للعملاء وما قد يرغبون به.

  • إزالة الضغوط عن العملاء

تكافح العديد من متاجر بيع الملابس في مجمعات التسوق بسبب انخفاض عدد الرجال المتسوقين مقارنة مع النساء، حتى أن أولئك الرجال الذين يأتون إليها يقومون بشراء عدد أقل من الأشياء مقارنة مع النساء، وعندما طلب أصحاب المحلات من (بورك) معرفة السبب، قام الأخير بتركيب كاميرات فيديو بانورامية على السقف، مع مجال رؤية يصل إلى 360 درجة، ومن خلال ذلك، اكتشف (بورك) مشكلتين، فقد تبين أولاً بأن الرجال الذين يقومون بالتقاط البناطيل والقمصان يناضلون من أجل إعادة وضعها من جديد على الرف بالطريقة ذاتها، وهذا يجعلهم يترددون في التقاط القطع في المقام الأول، لذلك اقترح (بورك) لتسهيل المهمة على المتسوقين أن يتم طوي البناطيل والقمصان في المنتصف ووضعها على الرف عوضاً عن طيها بالطريقة التقليدية، أما ثانياً، فكما يعلم الجميع، عادة ما يواجه الرجال مشاكل في جعل الأزياء المختلفة تتماشى مع بعضها، لذلك اقترح (بورك) أن يتم وضع شاشات عرض تظهر كيف يمكن أن يتم الجمع بين الأزياء المختلفة سوياً، وليس من الضروري أن يتم تنسيق هذه الأزياء من قبل خبراء في الموضة، بل يكفي الاعتماد على الأشياء التي يقوم الرجال الحقيقيون بشرائها، وتبعاً لـ(بورك)، فقد زاد هذين التغييرين من التفاعل مع شاشات العرض بنسبة 80% وارتفعت المبيعات بنسبة 40%، وذلك كله دون إدخال أي تغييرات على الأسعار أو تشكيلة المنتجات، فكل ما تم فعله هو القيام بعملية ربط أفضل بين ذهن المتسوق وما هو متاح فعلياً في المتجر.

  • الخروج من المتجر

إن الخروج من المتجر بالنسبة للعملاء هو أمر لا يقل أهمية عن تحركهم فيه، وأصحاب المتاجر يعرفون ذلك جيداً، فهم لا يريدونك أن تقضي وقت طويلاً وأنت تنتظر في طابور الانتظار للخروج من المتجر، لكي لا تقوم بربط هذا الإحباط مع علامتهم التجارية، لذلك قامت بعض العلامات التجارية، مثل علامة (Kroger) للبقالة، باستخدام كاميرات لقياس طول الفترة التي يقضيها زبائنها في الانتظار في الصف، ومن خلال رصد ذلك قامت بفتح خطوط خروج إضافية حسب الحاجة، وبذلك، كانت الشركات قادرة على خفض أوقات الانتظار من حوالي 4 دقائق إلى 30 ثانية، في حين قام غيرها من تجار التجزئة بزيادة سرعات اتصال الشبكة لديها لقراء بطاقة الائتمان، وبذلك كانوا قادرين على زيادة نسبة المبيعات لديها في أيام التسوق المزدحمة بنسبة 50%، وتبعاً لـ(بورك)، فإن تجربة الخروج هي التجربة الأخيرة التي يختبرها المتسوق قبل خروجه من المتجر، لذلك فهي يمكن أن تؤثر على تجربة التسوق التي خاضها في هذا المتجر برمتها.

  • مراقبة مزاجات العملاء

عادة ما يقوم الأشخاص بإنفاق المزيد من الأموال عندما يكونون في حالة مزاجية جيدة، وخاصة الزبائن المندفعين، فمثلاً، عندما يذهب الأشخاص لزيارة (ديزني لاند) عادة ما يقومون بشراء جميع أنواع الهدايا التذكارية الباهظة الثمن والعديمة الفائدة لمجرد رغبتهم في تذكر مقدار المتعة التي حصلوا عليها هناك، ولكن عندما يكونون في مزاج سيئ، فهم عادة لا يقومون بشراء الأشياء باندفاع، بل يقومون فقط بشراء ما يحتاجون إليه وما هو مذكور في قائمة المشتريات، لذلك يشير (بورك) إلى ضرورة فهم تجار التجزئة لأهمية دور العامل الجسدي والنفسي بالنسبة لزيادة الأرباح، ولكن كيف يمكن للبائع أن يفعل ذلك؟

دعونا نقول بأنك ترتدي ساعة الذكية يمكنها قياس معدل نبضات قلبك، فإذا تم ضبط هذه الساعة لتقوم بتبادل المعلومات مع أصحاب المتاجر، يمكن عندها استخدام هذا الأمر لمعرفة مدى حماسك للمنتج في الوقت الحقيقي، كما ويمكن أيضاً أن يتم ضبط الهواتف الذكية لتقوم بمراقبة المزاج، فإذا كان بمقدور القائمين على المتاجر تتبع ما تستمع إليه من موسيقى على جهازك، ققد يساعد ذلك في إعطاء فكرة عن مزاجك، وبهذا يمكنهم تكييف الرسالة التي يريدون توجيهها إليك لتتناسب مع مزاجك.

  • الإشباع الفوري

إن الحصول على الأشياء بسرعة – سواء عند التسوق عبر الإنترنت، أو عبر الهاتف، أو اختيار أحد الأجهزة في صالات العرض- هو الأمر الأكثر أهمية في مجال تجارة التجزئة اليوم، وعلى الرغم من أن شركة أمازون تحاول الآن استخدام الطائرات بدون طيار لتسليم بضائعها إلى المستهلكين لزيادة سرعة خدمتها، إلّا أنه وتبعاً لـ(بورك)، ففي نهاية المطاف، سيصبح التسليم إلكترونياً، حيث سيكون بالإمكان تسليمك المنتجات إلكترونياً عبر طابعاتك الثلاثية الأبعاد التي ستصبح موجودة في كل منزل.

  • شركات تقوم بالتسوق بدلاً عنك

أصبحت بعض المحلات تريد حرفياً القيام بالتسوق نيابة عنك، حيث بدأت شركة تدعى (Stitch Fix)، بجمع المعلومات الأساسية عن أذواق الزبائن في الموضة وأسلوب حياتهم، ومقدار ميزانيتهم، لتقوم بعد ذلك بإرسال خمسة أشياء شخصية لهم على أساس جدول متكرر، وهم بدورهم يستطيعون الاحتفاظ بما يريدونه، وإعادة ما تبقى إلى الشركة مرة أخرى، ومع مرور الوقت، وتراكم الملاخظات لدى الشركة عن عملائها، يزداد فهمها لخياراتهم بحيث يصبح المصممون الشخصيون قادرين على توقع حاجة كل زبون على حدة، ويبدؤون ببيعهم أشياء لم يكونوا يعلمون بأنهم بحاجة إليها حتى.

  • المشاركة، وليس الشراء

يعتبر التسوق عملية استهلاكية بطبيعتها، وهي تتمحور حول الشراء، ولكن (بورك) يعتقد بأنه يجب علينا أن نبتعد عن هذا النموذج، ونستبدله بسياسة المشاركة، ويعطينل مثالاً عن قالب تكبير أحذية اشتراه لزوجته، وهو جهاز من النوع الذي يستخدم من أجل حل مشكلة تكبير حذاء كان صغيراً جداً على قدمها، ولكن بعد استخدامه، لم يعد هناك حاجة إليه، ولم يعد باستطاعتهم إعادته أيضاً، لذلك كانت الخيارات المتوفرة لديهم إما رميه في الخزانة، أو محاولة بيعه على موقع (Ebay) أو (Craigslist)، لذلك وبدلاً من ذلك، قال (بورك) بأنه يتمنى لو كان بمقدوره استئجار واحد وإعادته مرة أخرى إلى المتجر بعد الإنتهاء من استخدامه.

يعتقد (بورك) بأن خدمة المشاركة ستكون هي خدمة المستقبل، ونجاح شركات مثل (Uber) و(Airbnb) هي دليل على ذلك، ويضيف بأننا بدأنا نشهد بالفعل بدأ الاتجاه نحو اقتصاد المشاركة، فمن خلال التكنولوجيا أصبح من العملي استخدام المنتجات لفترة معينة من الوقت ومن ثم إعادتها مرة أخرى.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير