التصنيفات: فضاء

كيف استطاعت ناسا أن تطور معرفتها حول الأعاصير خلال 10 أعوام منذ إعصار كاترينا

كما هو معروف، فإن العلم هو سعي لا ينتهي وراء المعرفة، وهو سعي ممتد منذ فجر عصور الإنسانية وحتى نهايته، ولكن بشكل أو بآخر، من المذهل أن نرى مدى التقدم الذي يمكن أن يتم في غضون عشر سنوات، فمع قدوم الذكرى السنوية العاشرة لإعصار كاترينا، قامت وكالة الفضاء الدولية ناسا بنشر مقالة توضح فيها مدى تحسن قدرتها على متابعة وتحليل الأعاصير في السنوات القليلة منذ أن ضرب هذا الإعصار المدمر ساحل الخليج في الولايات المتحدة.

هنا يمكن مشاهدة نموذج الأقمار الصناعية توضح سرعة رياح إعصار كاترينا من 2005:

وهنا صورة لما قد يبدو عليه تحليل سرعة الرياح مع تكنولوجيا عام 2015:

إن نموذج 2005 يستخدام دقة لا تتجاوز الـ50 كم، في حين أن النماذج الحالية يمكن أن تظهر دقة تصل إلى ما يزيد قليلاً عن 6 كم، ومن الواضح أن البيانات التي يمكن للأقمار الصناعية أن ترسلها الآن هي أكثر شمولاً مما كان يتم بثه في عام 2005، حتى أن التكنولوجيا الجديدة سمحت للباحثين بمعرفة أفضل الطرق للتنبؤ بقوة العواصف.

تبعاً لـ(سكوت براون)، وهو باحث في الأرصاد الجوية في مركز ناسا جودارد لرحلات الفضاء، قديماً كان الباحثون ينظرون دائماً للآليات التي تسمح للأعاصير بأن تتكثف بسرعة، ولكن في الآونة الأخيرة، تغير السؤال، وأصبح الباحثون الآن يسألون ما هي العوامل التي تمنع الإعصار من التكثف.

إحدى هذه العوامل تتضح في الصور أعلاه، وهي الرياح المرتفعة المنكسرة، أو التغيّر الكبير في الرياح الذي يحدث مع الارتفاع، في البيئة العاصفية.

ولكن التحسن التكنولوجي لم يساعد ناسا لوحده وبانفراده على تعقب العواصف، بل السبب يعود أيضاً إلى كثرة عدد هذه التقنيات، حيث تشير وكالة ناسا بأنه منذ حدوث إعصار كاترينا، زادت الوكالة الفضائية وغيرها من الوكالات الأخرى المنتشرة في جميع أنحاء العالم عدد أجهزة الاستشعار في الفضاء التي يمكن أن تجمع البيانات عن العواصف، فمثلاً يضم نظام رصد الأرض التابع لناسا (EOS) نحو عشرة أقمار صناعية نشطة ترصد طقس الأرض ومناخها، وقد تم إطلاق ستة من هذه الأقمار، مثل كلاودسات وكاليبسو، خلال السنوات التسع الماضية وحدها.

وفيما يلي صورة 2005 لبخار الماء داخل إعصار كاترينا، ومرة أخرى بدقة 50 كيلومتر

وهنا المشهد ذاته لذات اليوم تم إلتقاطها من قبل (EOS Version 5) بدقة 6 كلم:

يمكن القول عن هذه التحسينات، بكل بساطة، بأنها ضخمة، فتبعاً لـ(دان سيسيل)، وهو عالم في مركز مارشال لرحلات الفضاء التابع لناسا، فإن شدة الإعصار، كثيراً ما تكمن في تفاصيل العمليات الصغيرة ضمن النواة الداخلية، لذلك وعلى الرغم من أن الباحثين لم يستطيعوا حتى الآن التوصل لطريقة يمكن من خلالها إيقاف الأعاصير عن الحدوث، ولكنهم يعلمون الآن أكثر بكثير مما كانوا يعلمونه عنها قبل 10 سنوات فقط، لذلك نأمل بأن تستطيع هذه المعلومات منع حدوث الأضرار البدنية على نطاق واسع، والأهم من ذلك، إنقاذ الأرواح.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير