التصنيفات: تقنيةطاقة نظيفة

كل ما تتمناه في بيتك العائم الذي يعتمد على نفسه تماماً

تخيل العيش في قارب منزلي، ذلك المنزل الخشبي الصغير العائم، كم يبدو الأمر رومانسياً ومريحاً للبال في البداية؟

ولكن، انتظر قليلاُ حتى تبدأ في ملاحظة صوت مولد الكهرباء الذي سيمد منزلك بالكهرباء، مزعج أليس كذلك؟ ماذا إذاً عن الحصول على الماء، سيتوجب عليك التوجه للشاطئ أو اليابسة كل مرة للحصول على ماء للشرب أو حتى ملء خزانك الصغير. تفاصيل صغيرة ولكنها ستصبح مأساة حقيقية بعد فترة. أليس كذلك؟

اذا كنت مازلت متمسكاً بفكرة العيش في منزل عائم، فمؤسسة فراونهوفر وضعت لك الحل الأمثل؛ البيت العائم المكتفي ذاتياً. بشكل أبسط، لن تحتاج إلى أن تقلق بشأن الكهرباء أو الماء أو حتى الحرارة بعد الآن.

الشركة التي تعني بأنظمة النقل والبنية التحتية بدأت في تطبيق المشروع الذي يهدف إلى جعل المنازل العائمة أكثر راحة ورفاهية لقاطنيها.

المشروع الذي يعتبر ذو أهمية كبيرة وخاصة بعد توجه الكثيرين في أوروبا بالأخص في لندن وأمستردام إلى العيش في المنازل العائمة بعد ارتفاع سعر العقارات هناك بشكل خيالي واستحالة شراء عقارات هناك لمتوسطي الدخل.

البيت الذي جمع بين العمارة الحديثة والهندسة الإنشائية المتقدمة مع التقنيات المبتكرة لتوليد الطاقة يتكون من طابقين، الطابق الأول (الأرضي) 75 مترا مربعا والطابق الثاني 35 مترا مربعا، مع شرفة خارجية متصلة بالطابق الثاني بمساحة 15 مترا مربعا اذا أردت تنشق بعض الهواء النقي. يرتكز كل ذلك على أساس من الصلب العائم بمساحة 169 مترا مربعا (13م*13م)، ليكون المنتج النهائي منزلا عائماً فخماً لا يشبه المراكب التقليدية.

ولكن الإبداع الحقيقي في هذا التصميم كان في حلول الطاقة، حيث كان يتحتم عليها أن تكون صغيرة لتناسب المساحة المتواضعة وفي نفس الوقت كان يجب أن تكون خفيفة حتى لا تغرق المنزل العائم. فكان من المستحيل الاعتماد على نظام مداخن الطوب والاعتماد على حلول أكثر مرونة، مثل الخلايا الشمسية المدمجة في بنية المنزل والتي تقوم بدورها بشحن بطاريات ليثيوم بوليمير مثبتة في المبنى داخل الدرج أو في جدرانه الخرسانية، ومن ثم امداد البيت كله بالكهرباء!

أما بالنسبة للتدفئة والتبريد، فقد قام المهندسون بتركيب موقد يعتمد على محلول ملح الهيدرات فوق المشبع، لكي يمتص الحرارة من أسنة اللهب، وقد قال فرانهوفر أن المحلول الموجود في وعاء مثبت فوق النار، ترتفع درجة حرارته ويسخن، ليجعله ذلك يصبح في صورة سائلة يمكنها أن تخزن الحرارة فيها لأجل غير مسمى، بعد ذلك يتحول المحلول إلى صورة صلبة مبلورة عن طريق تكنولوجيا خاصة معتمدة على الإشعاع، ليطلق الحرارة المخزنة فيه عند الطلب، مثل مدفئات اليد الكيميائية المتوافرة على شكل مبلورفي الأسواق.

ويوجد هذا الموقد في وحدة تخزين حرارية خاصة مخزنة في البيت العائم، مصنوعة من معدن “الزيوليت”، الذي يجف في الصيف، ويرطب في الشتاء بفعل الهواء الرطب الذي يهب على البيت العائم، ما يتسبب في تفاعلات طاردة للحرارة، تدفئ البيت.

فكرة البيت الذي يعتمد على نفسه في كل شئ، تبدو رائعة، والسؤال الآن هو: هللديك الشجاعة الكافية للتفكير بتجربته ذات يوم، لتعيش في بيت يسبح طوال اليوم على سطح الماء؟

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير