التصنيفات: غير مصنف

كسر الرابط بين تناول السكريات والسمنة

حالياً، فإن معدل استهلاك المواطن الأمريكي للسكر سنوياً هو أكثر بـ 26 مرة مما كان عليه قبل 200 سنة، وهذا الرقم يبدو منطقياً بالنظر إلى أن حوالي 69% من السكان الأمريكيين يعانون من الزيادة في الوزن أو السمنة، ولكن فريقاً من الباحثين بقيادة (شون كوران) من جامعة جنوب كاليفورنيا، قاموا بمحاولات لكسر الرابط ما بين تناول السكريات والسمنة من خلال استهدافهم لجين يحول دون زيادة الوزن في حال تناول الأغذية الغنية بالسكريات، وقد قاموا باجراء هذه الدراسة باستخدام الخلايا البشرية الموجودة في المختبرات، حيث قاموا بتجاربهم على دودة الربداء الرشيقة، وهي احد أنواع الديدان الأسطوانية التي يتم استخدامها كنموذج عضوي في الاختبارات الجينية منذ عقود، وتم استهداف جين موجود بدودة الربداء الرشيقة يدعى (SKN-1)، ومثيله لدى البشر يدعى (Nrf2)، وهو عامل ناسخ للأنزيمات المضادة للأكسدة التي تحمي الخلايا من المواد المؤكسدة التي تسبب مجموعة متنوعة من الأمراض.

أظهرت دراسات سابقة كانت قد أجريت على الربداء الرشيقة أن الديدان التي أصيبت بطفرات في جين SKN-1)) أصبحت أكثر نشاطاً، ولم تكسب وزناً عندما تم اخضاعها لنظام غذائي غني بالسكريات، في حين أن الديدان التي لم تصاب بهذه الطفرة اكتسبت الكثير من الوزن، و الجدير بالذكر أن النظام الغذائي الغني بالسكريات الذي تم تقديمه للديدان، كان يعادل في محتواه الكربوهيدرات – السكر واللحوم والدهون – وهو ذات النظام الغذائي الذي يتناوله الإنسان في النظم الغذائية الغربية.

كان الباحثون يحاولون استهداف هذا الجين منذ سنوات عديدة، وذلك لقدرته على تعزيز الخصائص المضادة للأكسدة، حيث يساعد هذا الجين على التقليل من آثار الشيخوخة، كما يمكن أن يقي من الأمراض التي تسببها الاكسدة بما في ذلك مرض التصلب المتعدد (MS) ومرض باركنسون ومرض الزهايمر، وأمراض الكلى، وإلى جانب ذلك فقد بينت الدراسات الحديثة أن هذا الجين يعمل على العوامل التي تؤثر في استقلاب البرولين – وهو من الأحماض الأمينية التي يمكن أن تسهم في الإجهاد التأكسدي- ويسهم في الاستقلاب الغذائي للدهون أيضاً.

في الحقيقة فإن فكرة إعطاء دفعة لجين (Nrf2) لجعله يعمل بأقصى طاقة تبدو مغرية، إلّا أن الجسم يقوم بتنظيم مثل هذه الأمور لهدف معين، حيث أن دفع هذا الجين للعمل بأقصى مستوياته، يمكن أن يساهم في تطوير أنواع من السرطان الخبيثة التي لا تستجيب للعلاجات الكيميائية، ولذلك فالاعتدال هو الحل، ولكن تبعاً لـ (كوران) فإذا ما استطاع الباحثون التوصل لتفعيل ((Nrf2 في أنسجة معينة عند الحاجة إليه، فربما يمكنهم عندئذ الاستفادة من فوائده المحتملة.

 على الرغم من أن هذه الدراسة قد أجريت في المختبرات على خلايا بشرية، إلّا أن الباحثين لا يتوقعون ان يتم استخدام منشطات الـ ((Nrf2 كمكملات غذائية قريباً، حيث أنهم يخططون حالياً لمتابعة دراسة هذا الجين ومحاولة تنشيطه لدى الفئران، ومن خلال هذه الدراسات التي ستجري على كائنات أكثراً تعقيداً من الديدان يمكن توقع الطريقة التي ستؤثر بها مثل هذه الأدوية على الإنسان، ولكن حتى وإن تمت الموافقة على هذا الدواء للاستخدام البشري في نهاية المطاف، فإن هذا لا يعني أننا يمكن أن نفرط بتناول السكريات، فزيادة الوزن ليست النتيجة الوحيدة لارتفاع نسبة السكر في الدم، كون هذا الارتفاع يرتبط بالإصابة بمرض السكري، وعدم انتظام ضربات القلب، وعدم وضوح الرؤية، وتراجع في القدرة على شفاء الجروح أو مكافحة العدوى، وهذه الأعراض قد تكون نتائجها قاتلة.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير