التصنيفات: متفرقات

فوراق التقدم بالعمر ما بين الرجال والنساء

يقول المثل “يكبر الرجال ليصبحوا نبيذاً جيد، في حين تكبر النساء مثل كوب من الحليب”، والأمر لا يقتصر على ذلك، فالنكات تأتي من كل حدب وصوب عندما يتعلق الأمر بالشيخوخة، ولكن في المقابل، فهناك الكثير من الأشخاص الذين لا يمتلكون خيار العيش حتى الوصول إلى سن الشيخوخة لأنهم قد يكونوا قد ابتلوا بمرض ما، أو لأنهم ببساطة قد يتعرضون لحادث غريب، لذلك يجب أن تصبح الشيخوخة مطمعاً، وأن تصبح تلك التجاعيد خطوط فخر مرسومة على الجلد.

تختلف الشيخوخة بين الرجال والنساء، وذلك على مستوى كل من العقل والجسم، والقدرة العاطفية، فنمط الشيخوخة لكل من الجنسين يعتمد إلى حد كبير، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، على المجتمع، الطريقة التي تربى عليها الشخص، العادات الشخصية كالتدخين أو إدمان الكحول، الإصابة بالأمراض المعدية، نمط التغذية، الحالة الاقتصادية، درجة التعليم، ظروف العمل، ومدى جودة الرعاية الصحية.

قد يكون سن البلوغ أحد أهم النقاط المحورية في حياة الشباب البالغين، ففي تلك الفترة تبدأ الفتيات أولى خطواتهن على طريق الخصوبة وتبدأ مراحل البلوغ الجسدي، وذلك عادة ما يكون في الفترة ما بين الـ10 إلى 14 سنة، في حين يتأخر سن لبلوغ لدى الصبية قليلاً، ليبدأ ما بين سن الـ12 إلى 16 عاماً، ويسبب تدفق الهرمونات الكيميائية في أنحاء جسم البالغين لحدوث تغير في الصوت، الطول، الوزن، ظهور حب الشباب، ظهور المنحنيات، ونمو العضلات.

عادة ما ينمو الرجال ليصبحوا مخلوقات نشطة جنسياً، وذلك حتى سن الـ60، فالرجال البالغون يفكرون بالجنس مرة واحدة في اليوم على الأقل، وذلك وفقاً لـ(WebMD)، والنساء يفكرن بالجنس أيضاً، ولكن مع تقدم كل من الرجال والنساء بالعمر يبدؤون بالتفكير بالجنس بشكل أقل تدريجياً، ولكن مهما كان سن الشخص، فإن متوسط تفكير الرجل بالجنس يكون أكثر بمرتين في معظم الأحيان من المرأة، ويعتقد علماء البيولوجيا التطورية بأن المرأة تتبع إستراتيجية للحماية الذاتية موجودة بالأصل في صلب غريزتها من أجل منعها من الحمل من شخص لا يمتلك المواصفات التي تريدها، ولكن كون الدافع الجنسي للمرأة مضبوط أكثر مما هو لدى الرجل، فإن هذا لا يعني بأنهن يفتقدن للرغبة، بل يعني بأن النساء صممن للسعي وراء الجودة وليس الكمية.

بمجرد أن تبلغ المرأة سن الـ40 عاماً، تصبح أكثر وعياً بمظهرها، وهذا قد يؤدي إلى تعكر المزاج، بل في الواقع، من أصل 1100 من البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع، كانت 33% من النساء يشعرن بالقلق من التغيرات التي تتمثل في ظهور الترهلات والتجاعيد وزيادة الوزن التي تحدث مع التقدم في العمر، وهذا ما يجعل الكثير من النساء يلجأن للجراحات التجميلية وشد البطن وحقن البوتوكس كحل لمظهرهن المسن، وفي الوقت نفسه، فإنه، وتبعاً للاستطلاع، كان 21% من الرجال يشعرون بالقلق من الكيفية التي تظهر فيها أجسامهم لبقية العالم مع تقدمهم في العمر.

في هذا السياق، قام (إدوارد يانسن) بتصوير أحد أكثر التمثيلات دقة في إظهار تأثير التقدم في العمر على وجوه كل من الرجال والنساء، في عام 2012، وقد قدم المصور البلجيكي (يانسن) في مشروعه (1 to 100 Years) صور للرجال والنساء بالأبيض والأسود ابتداء من السنة الأولى وحتى المئة.

الصحة والسعادة في منتصف العمر

بعد سن الـ50 عاماً يبدأ كل من الرجال والنساء في سلوك طريق مختلفة في الحياة من حيث السعادة، فعندما يواجه كبار السن حتمية بدء العد التنازلي لحياتهم، يظهر الرجال قدرة أقل على التأقلم مع التغييرات الجديدة مقارنة بالنساء، بل في الواقع، تنخفض نسبة إصابة المرأة بالاكتئاب والقلق والرغبة بالانتحار تدريجياً بعد سن الـ50 عاماً، ومع تقدمهن بالعمر، تبدأ النساء بتطوير مجموعة من مهارات التكيف، التعاطف، القدرة على الاستماع، الصبر، والشجاعة لتحقيق المساعي الجديدة.

تبعاً للدكتورة (سوزان نولين هويكسيما)، وهي أستاذة في جامعة ييل في قسم علم النفس، فإن امتلاك المرأة للقوة الكاملة بعد منتصف العمر تمنحها التركيز اللازم للاحتفال بالتقدم بالعمر كوقت للفرح والحب والسعادة بكل ما أنجزته وصنعته خلال حياتها، فالتقدم بالعمر لا يتمحور فقط حول البقاء على قيد الحياة، ولكن حول الإزدهار، كما أن هناك أدلة متزايدة على أن معظم النساء يشعرن بشعور أكبر بالنجاح وتحقيق الذات مع تقدمهم في السن.

أخيراً، وعلى الرغم من أن كل من النساء والرجال قادرون على حد سواء أن يتخطوا عتبة الـ100 عام، إلّا أن النساء عادة ما يكن أكثر احتمالاً لعبورها من الرجال، ففي الولايات المتحدة، تعيش النساء ليبلغ متوسط أعمارهن 81 عاماً، في حين أن الرجال يعشيون فقط 76 عاماً، وذلك وفقاً لمعهد القياسات الصحية والتقييم، ولكن عندما يتعلق الأمر بنوعية الحياة بين المعمرين، فإن الرسم البياني الذي يحققه الرجال عادة ما يكون أفضل، فضمن الأشخاص الذين عاشوا حتى وصلت أعمارهم إلى الـ100 عاماً وفما فوق، كان 32% من الرجال لا يعانون من أية مشكلات صحية كبيرة، في حين أن 15% فقط من النساء كن يعشن حياة صحية حتى عيد ميلادهن الـ 100 وما بعد.

 

شارك
نشر المقال:
Diana