الطب

عن الأبدية التي ادهشت عقول البشرية لوقت طويل

فكرة الخلود أو الأبدية لطالما أشغلت وأدهشت عقول البشرية.
لكن مشكلتنا الصغيرة هنا أن الخلود مدهش إن تعلّق الأمر بنا وبنا فقط، لماذا لا ننظر لمن هم حولنا أيضًا؟
حينما بحثت عن قِنديل البحر الخالد (Turritopsis dohrnii)، صُقعت!
فكرة وجود هذا الكائن على كوكبنا منذ سنين عديدة مدهشة لكن المدهش أكثر هو أنه كائن خالد!
من بويضة مخصبة إلى يرقة صغيرة تسبح تسمى(بلانولا) تستقر في قاع البحر حتى تصبح مستعمرة من السلائل تعطينا قناديل مستقلة متطابقة وراثياً تنمو وتبلغ خلال أسابيع.
إن تُرك هذا الكائن بعد نضجه في بيئته ولم يقتله أو يفترسه أحد، فهو سيعيش للأبد!
عندما يمرض القنديل الخالد أو يشعر بضغط تستطيع خلاياه أن تعيد تغيير هويتها ويتحول مجددًا إلى بوليب غير ناضج!
تخيل معي..لو كلما شعرنا بتعب شديد، عُدنا ببساطة أطفالًا!
نعيش حياتنا مجددًا من نقطة الصفر!
دورة حياتهم

من المدهش أيضًا احتواء بعض قناديل البحر على البروتين الفلوري الأخضر GFP، الذي تمت الكتابة عنه في المجلة هُنا

حيث أنهم يتوهجون حينما يشعرون باضطراب.
درس العلماء هذا البروتين لمراقبة انتشار الخلايا السرطانية وتطور مرض الزهايمر.
وحصل العديد من العلماء الذين طوروا تقنيات وأدوات لاستخدام GFP على جائزة نوبل!
حتمًا سيتقدم ويتطور العلم والطب إن درسنا وبحثنا أكثر في هذا المجال.

هناك مخلوق الهيدرا كذلك

هيدرا

جين FoxO متواجد في الحيوانات من الديدان إلى الإنسان.
لكن في الهيدرا وجد الباحثون أن هناك وفرة مفرطة من التعبير الجيني لهذا الجين، وعندما حاولوا منع هذا الجين من العمل في مخلوقات الهيدرا وجدوا أنهم فقدوا مقدرتهم في التجدد وبدأت تظهر عليهم مظاهر الشيخوخة.
لم يتم حل هذا اللغز بعد لكن نعرف جيدًا أن جينات FoxO تلعب دورًا كبيرًا في المحافظة على الهيدرا شابة للأبد.

الكركند يتغلّب على الشيخوخة أيضًا.

كركند

(على الرغم من أنه قد يموت من المرض أو الافتراس.)
الكركند لا يعتمد على جينات معيّنة كالهيدرا إنما على قدرته على إصلاح حمضه النووي إلى ما لا نهاية.
انزيم يعرف بالتيلوميراز يمنع الحمض النووي في خلايا الكركند من التلف أثناء تكراره.

سيكون أمرًا مدهشًا إن وجدنا طريقًا إلى الأبدية، حيوانات مثل الشعب المرجانية تواجه خطر الإبيضاض بسبب ارتفاع درجات حرارة الماء عمّا كانت عليه، إن وصل العلم لطريقة تتكيف بها هذه الحيوانات مع كل ما قد تحمله لها التغيرات البيئية من مخاطر فنحن حتمًا سنكون قد وصلنا لعصر اللاقلق.
أم أن انعدام القلق سيؤدي إل إهمالنا كبشر، حيث أننا لن نبالي لمخاطر أفعالنا؟.

كل ما نعلمه أننا سنستمر مستلذين بفضولنا الشديد نحو هذا الطريق المجهول إلى الأبدية.

شارك
نشر المقال:
نوف أحمد