التصنيفات: الصحة الجيدةتقنية

عملية زرع تنقذ العاجزين عن البكاء

“متلازمة العين الجافة” أو جفاف العين هي أحد أكثر أمراض العين شيوعاً في العالم والتي تحدث بسبب نقص السوائل المسببة للبكاء في العين. وعلى الرغم من أنها نادراً ما تتسبب بالإصابة بالعمى أو بقدان شبه كلي للرؤية، إلا أنها مؤلمة للغاية وتتسبب بتكون القرح أو حتى الندوب على القرنية.

ومن المعروف انه كما أن الدموع هي وسيلة هامة للتعبير عنا مشاعرنا سواء الفرحة أو الحزن، إلا أن الدموع مهمة للغاية للعينين لأسباب حيوية أخرى، فهي تحمي قرنية العين من الاحتكاك مع الجفون وتحمي العيون من دخول الجراثيم، كما أنها تساعد عدسة العين في كسر شعاع الضوء مما يوفر رؤية واضحة وسليمة.

المصابون بتلازمة جفاف العينين يعيشون في معاناة حقيقية كل يوم، حيث يتوجب عليهم إستخدام القطرات لترطيب العينين باستمرار، كما يتوجب عليهم استخدام مضادات الإلتهابات في حين حدوث التهاب في العين، بل وأحيانا في الحالات المتقدمة فإن الشخص يحتاج لتدخل جراحي لسد النقطة الدمعية التي تصرف الدمع من العين الى الأنف فيتراكم الدمع في العين، الأمر الذي  يجعل من حياتهم جحيما لا يطاق وبالأخص اذا كان الطقس محملا بالأتربة والغبار.

ولكن يبدو أن هناك أملاً جديداً للمرضي يلوح في الأفق، حيث تمكن علماء من جامعة ستانفورد من عمل زرع يتسبب في جعل العين تفرز مزيدا من الدموع.

العملية التي طورت من قبل فريق بقيادة البروفيسور دانيال بلانكر، مستوحاة من زميله مايكل أكرمان، عبارة عن جهاز صغير بطول 16 ملليميتر وعرض 4 ملل وسمك 2 ملل، يتم زرعه تحت الغدة الدمعية السفلى، والذي عند تشغيله لاسلكياً يقوم الجهاز يتحفيز الغدة متسببا في زيادة إفراز الدموع بحوالي 57% عن الوضع الأصلي.

في الفحوصات المخبرية، قام فريق العمل بتجربة الجهاز في عيون الأرانب، بل وحققوا نتائجاً أفضل وتدوم لفترة أطول حين استخدموا الجهاز لتحفيز وارد المسار العصبي للحيوانات أو مسار السيالة العصبية من شبكية العين إلى قشرة المخ وهو الرابط بين المخ والخلايا العصبية الحسية في العين والتي تنشط استجابة الدموع.

ولكن مع ذلك، فإن البروتين والمحتوى الدهني من الدموع الإصطناعية مازال بحاجة إلى المزيد من الإختبارات والتحاليل، وذلك لأنه في بعض حالات جفاف العين تكون المشكلة الأساسية في كثافة السائل وليس في في كميته المفرزة.

عملية الزرع تخضع حاليا إلى المزيد من التجارب السريرية من أجل الحصول على موافقة الFDA  “أدارة الغذاء والدواء الأمريكية”.

بلانكر يأمل أنه إن سارت التجارب السريرية بشكل جيد أن يكون الجهاز متاحا تجاريا في غضون العام القادم، وقد نشرت أوراق هذا البحث مؤخراً في “مجلة الهندسة العصبية”.

شارك
نشر المقال:
محمد حمزة