التصنيفات: تقنية

تصميم تقنية تساعد الحيوانات على “الكلام”

كيف يمكن للعالم أن يكون إذا ما استطاعت الكلاب التحدث إلينا؟ هذا السؤال طرحته (ميلودي جاكسون)، وهي لا تقول ذلك فقط بالنسبة للكلاب الأليفة التي نربيها في منزلنا، ولكن بالنسبة للكلاب المرافقة، والكلاب المساعدة، الكلاب البوليسية، وكلاب البحث والإنقاذ.

لم تطرح (جاكسون) هذه الفكرة لتصوير فلم جديد عنها، فهي عالمة كومبيوتر من معهد جورجيا للتكنولوجيا تعمل على تطوير طرق جديدة ومبتكرة لتستطيع الحيوانات التواصل معنا باستخدام التكنولوجيا.

تعتقد (جاكسون) بأنه يمكن تطوير تكنولوجيات اتصال خاصة لتمكننا من التواصل مع الأنواع المختلفة من الحيوانات، وقد قامت بالفعل بتطوير بذلات محوسبة خاصة بكلاب المرافقة، بحيث يمكنها في حالة الطوارئ العثور على شخص آخر من المنطقة، وسحب رافعة ميكانيكية تكون موضوعة على السترة لتقوم بتشغيل رسالة صوتية تقول لهذا الشخص “مدربي يحتاجك لتأتي معي”.

تبعاً لـ(جاكسون)، فإن كلاب المرافقة، تستطيع بالفعل تنفيذ مجموعة من المهام المتطورة والمعقدة، فهي تستطيع تحديد المتفجرات من خلال شم رائحتها، وتوجيه الصم إلى مصدر الصوت، ولكنها مع ذلك غير قادرة على توصيل كامل المعلومات التي تحملها إلى الآخرين، فالكلاب البوليسية، على سبيل المثال، يمكنها التفريق بين الأنواع المختلفة من المتفجرات، والتي يمكن لبعضها أن تتطاير وتتشظى أكثر من غيرها، ولكن عمل هذه الكلاب الحالي يقتصر على إخبار مدربيها عن وجود المتفجرات من عدمه، لذلك تريد (جاكسون) إعطاء الكلاب وسيلة أكثر دقة لإيصال المعلومات، مثل نوع المتفجرات ومستوى الخطر، وذلك باستخدام أجهزة إلكترونية قابلة للارتداء مصممة خصيصاً لهذه الغاية.

في الوقت ذاته، يقوم الباحثون في متختبرات الحيوان والحاسوب في جامعة أوبن، بالعمل على تطوير تقنيات تفاعلية مصممة خصيصاً للحيوانات، وذلك بهدف تحسين نوعية حياة كل من الحيوان والإنسان، فعلى سبيل المثال، قام الباحثون بتطوير جهاز كشف عن السرطان باستخدام الكلاب يقوم بقياس أنماط الاستنشاق لدى الكلاب، ويظهر مدى قوة رائحة التي يلتقطونها، كما أنهم يعملون أيضاً على تكييف المقتنيات المنزلية لتكون قابلة للاستخدام من قبل كلاب المرافقة، كمقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة.

في النهاية، فمن المنطقي أن تركز معظم الأبحاث الأولية التي تقوم على تفاعل الكمبيوتر والحيوانات على الكلاب، فهي حيوانات اجتماعية تمتلك مستوى معين من الفهم للغة، وهذا يجعل من السهل نسبياً برمجة جهاز اتصال يسمح لهم “بالتحدث إلينا”، ولكن من جهة ثانية، فإن الباحثين يعملون أيضاً على تطوير نظم من شأنها أن تساعد البشر على التواصل مع الدلافين، وأجهزة استشعار ترصد الحيوانات غير الأليفة، وحتى تطوير ألعاب فيديو للقطط المنزلية، وبمعنى آخر، بوجود التقنيات الصحيحة، سيكون بإمكان الحيوانات قريباً أن تخبرنا بجميع ما ترغبه أو تفكر به.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير