تقنية

علوم نجوم العلوم : الطب و الحوسبة

كما كانت الرياضيات هي العلم الأساسي المؤثر على العلوم الأخرى كالاقتصاد و الفيزياء في فترة من الزمن نجد في عصرنا الحالي أثر الحوسبة على العلوم و تأثيرها في إنتاج و مساعدة العلماء و الأطباء في حل مشاكلهم. انتشار الحوسبة و سهولة استخدام الحاسب في حل الكثير من المشكلات أدى إلى الحاجة لابتكار علوم جديدة مختلفة كعلم الأحياء الحوسبية (BioInformatics) و هو العلم الذي يقوم بتحليل و تخزين كميات هائلة من المعلومات البيولوجية و الذي يكون عادة للقيام بجمع المعلومات وتحليلها لأهداف بحثية، 

و المعلوماتية الطبية (medical informatics)  و هي الدراسة التي تقوم بتصميم و تطوير واعتماد تطبيقات الحاسب في المجال الطبي – كخدمات الرعاية الصحية و التخطيط و الإدارة و التي تقوم بالحصول على البيانات من المرضى بشكل مباشر لتشخيص حالتهم أو استخدامها للعلاج و ما شابه،

ومعلوماتية الأحياء الطبية (biomedical informatics)  وهو  العلم الذي  يسعى لتحقيق أفضل الأمور لصحة الإنسان  من خلال استخدام البيانات الطبية بشكل فعال و حل المشكلات و اتخاذ القرارات بناء عليها و يقوم بدمج كلا العلمين السابق ذكرهم.

تختلف تطبيقات المجالات السابقة في حياتنا العملية و قد تكون معقدة للكثير منا حيث يدخل الذكاء الصنعي و تحليل البيانات و تمثيلها – رسمها – في الكثير منها للقيام بتسهيل عملية الباحث أو الطبيب و حتى الشرطة!

فتظهر هذه الأمور جليًا في استخدامها بجمع البيانات البيولوجية (biometric information) الخاصة بالأشخاص كبصمة عين أو إصبع لاستخدامها في تسجيل الدخول لمكان ما أو لجهاز ما حتى و لو لم تكن طبية بشكل بحت إلا أنها تستخدم المعلومات الطبية الخاصة بالإنسان

عالميًا قامت جوجل بتشخيص مرض سكري العين باستخدام خوارزميات تعلم عميق لتقوم بتحليل العين و استخراج المرض منها و قد حصلوا على نتائج دقيقة أثناء استخدامهم لأكثر من 100 ألف عينة لتجربتها على خوازميتهم و بالقيام بدمج عملية الكشف والتحقق من السرطان بشكل آلي  بينما تتجلى أعمال جوجل الأخرى في المجال بدمج الجانب التقني الخاص بهم كالذكاء الصنعي و تعلم الآلة مع الجانب الطبي بالتعاون مع المستشفيات و المراكز البحثية لتقدم أفضل ما يمكن للمرضى و العناية بهم

أما عربيًا ففي نجوم العلوم فاز وليد البنا  بلقب نجم العلوم لهذا العام بعد تقديمه لاختراع NeuroCam الذي يقوم بتحليل قزحية العين ما بعد الجلطة للقيام بتحليلها و كشف ما إن كان المريض سيصاب بجلطة أخرى أو لا حيث يعتبر اختراع وليد البنا كمثال عربي حي على استخدام علوم الحوسبة و الطب للكشف عن حالة الطبيب حيث صرح أنه استخدم تحليل الصور و البيانات التي يجمعها من المريض ليقوم باتخاذ القرار المناسب.من الممكن للاختراع في المستقبل أن يساعد المراكز البحثية و المشافي على تحسين حالة المرضى و عملية العناية بهم بعد جمعهم لمعلوماتهم و حفظها لهم في هذا المجال

على الرغم من استخدام المعلومات الطبية بشكل شاسع و استفادة البشر منها في مجال الحماية و التشخيص الطبي إلا أنها تفتح الباب بشكل كبير للمخترقين لاستخدامها بشكل ضار للمجتمع و حتى المواطنين فقد تعتبر المعلومات الطبية الشخصية كالبصمة من الأمور الصعب استخدامها و تزويرها في العالم فحيث في حال تم اختراق حسابك و معرفة كلمة السر فبالإمكان تغييرها لكن ماذا عن المعلومات البيولوجية ؟ فإنها تبقى ثابتة للأبد

ففي ألمانيا قام هكر الماني باستنساخ بصمة الأصبع لوزيرة الدفاع الألمانية من خلال بضعة صور خاصة بها و استخدامها في الحديث عن أهمية الحماية و المعلومات البيولوجية.

على الرغم من اعتبار مجال الحوسبة و علم الأحياء من المجالات الجديدة إلا أنه بجهود القليل من الأفراد فإنه تم القيام برسم برنامج مرن للتعلم عن المجال و دراسته عن بعد يمكن الوصول إليه عبر الرابط https://github.com/ossu/bioinformatics

ما هو تعليقك عن المستقبل الخاص بالعلوم الطبية المحوسبة و ما رأيك بالإنتاج العربي الخاص بها؟