التصنيفات: الصحة الجيدة

علاج جديد لمرضى القصور القلبي

تم اكتشاف علاج جديد يعالج القصور القلبي، من دون الحاجة للتدخل الجراحي، ويجري الآن تجربته من قبل أحد المؤسسات الطبية الرائدة في بريطانيا، حيث أن هذه التقنية التي تتضمن عملية حقن بسيطة، قد تساعد على شفاء مئات الآلاف من مرضى الفشل القلبي، حتى أنه من الممكن أن تصبح عمليات زرع القلوب جزءاً من التاريخ، وذلك بفضل التجارب التي تجريها كلية امبريال في لندن، والتي تهدف لإظهار أن العلاجات الجينية قد تساعد في إصلاح الأعضاء المتضررة.

هناك ما يقارب الـ 500,000 بريطانياً يعانون من قصور في القلب، إضافةً إلى مئات المرضى الذين يحتاجون لقلوب جديدة، وفي كل عام تجري حوالي 200 عملية زراعة قلب في بريطانيا، ومع ذلك فإن هناك اثنين من كل عشرة مرضى سيموتون وهم ينتظرون حصولهم على الأعضاء البديلة، وذلك بسبب النقص الحاد في الجهات المانحة.

تتمثل التجربة باستعمال جين تمت صناعته في المختبرات إلى قلوب المرضى الذين يعانون من فشل قلبي، وذلك لزيادة إنتاج أحد البروتينات الرئيسية، التي يمكن أن تسمح لعضلات القلب بالتعافي، وبحسب تعبير العلماء فإن هذا العلاج قد يوفر بديلاً عملياً لعمليات زرع الأعضاء، وأضافت مؤسسة القلب البريطانية، التي تمول هذه التجربة، بأن هذا الاكتشاف يمكن أن يكون علاجاً فعالاً في المستقبل القريب.

تبعاً للدكتور (نيك بانر)، وهو استشاري أمراض القلب في مستشفى هارفيلد في شمال لندن، أن مرض الفشل القلبي هو عبارة عن حالة دائمة تأتي نتيجةً لسوء نوعية الحياة وتؤدي إلى تخفيض متوسط ​​عمر للإنسان، وأفضل علاج متوفر حالياً لهذه الحالة هو عمليات الزرع، ولكن مع نقص في عدد الأعضاء المتبرع بها في المملكة المتحدة، فإن العديد من المرضى سيموتون وهم ينتظرون على قائمة الزرع، بالرغم من أن المضخات الميكانيكية يمكن أن تبقي بعض المرضى على قيد الحياة لفترة كافية إلى حين توفر القلب الجديد.

كان الهدف من هذه الدراسة التأكد من إمكانية إصلاح القلب بواسطة العلاجات الجينية، حتى بالنسبة لمرضى القصور القلبي المتقدم، حيث عادة ما يحدث هذا المرض بسبب التعرض للحوادث أو الأمراض، مما يؤدي إلى ضعف القلب بشكل تدريجي وعدم قدرته على ضخ الدم كما في السابق، مما يصيب الخلايا بالاجهاد ويؤدي إلى تعطلها، وقد يكون ذلك ناتجاً عن ارتفاع ضغط الدم أو تلف الشرايين الناجم عن الكحول أو التدخين، أو ضعف في عضلة القلب نتيجة لوجود عيوب جينية أو وجود الالتهابات، وفي معظم الحالات يكون الفشل القلبي ناتج عن الضرر الذي تسببه الأزمات القلبية، كون الأزمات تؤدي إلى موت العضلة القلبية وموت الأنسجة المحيطة بها، نتيجة لتوقف تدفق الدم إليها.

العلاج الجديد يعمل على زيادة مستويات بروتين ((SERCA2a، وهو بروتينيوجدفي خلايا العضلة القلبية ويلعب دوراً هاماً في عملية انقباضها، حيث يقوم العلاج على ضخ الجينات إلى خلايا العضلة القلبية لزيادة مستوى بروتين (SERCA2a)، وذلك باستخدام فيروس غير ضار تمت هندسته من قبل العلماء،  يقوم بالإنتشار في القلب والمساعدة على إصلاح العضلات القلبية التالفة بحيث تصبح قادرة على الضخ من تلقاء نفسها.

من المقرر أن يبدأ العلماء بإجراء التجارب على البشر خلال فترة قريبة، حيث يخطط الفريق لإجراء الدراسة على 24 مريضاً، سيتم معالجة 16 شخصاً منهم بالعلاج الجيني، أما المرضى الثمانية الباقين فسيتم اعطاؤهم دواء وهمي (بلاسيبو)، وبعد ستة أشهر سيتم أخذ خزعة صغيرة من عضلة القلب، لقياس فعالية العلاج.

أخيراً تجدر الإشارة إلى أن الفشل القلبي يدمر حياة مئات الآلاف من الناس في المملكة المتحدة، وعلى الرغم من التقدم الكبير في علاج النوبات القلبية، إلّا أن العلماء ما يزالون بعيدين عن إيجاد العلاج الذي يمكنه إعادة الوظيفة الطبيعية للقلوب المتضررة، لذلك فإن هذه التجربة قد تكون بمثابة أمل حقيقي لإيجاد علاج فعال لحالات الفشل القلبي في المستقبل القريب.

المقالة الأصلية

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير