بيئة ومناخ

كيف يؤثر ارتفاع سطح البحر في عدن على الحياة هناك .. مخاطر كثيرة تبحث عن حل

 في سياق الأوراق العلمية التي قدمت إلى ندوة تأثير التغير المناخي على اليمن ، قدمت أوراق  تبحث في التغير المناخي وأثرة على مستوى سطح البحر ، ومنها ورقة بعنوان (عدن مهددة بمخاطر ارتفاع مستوى  سطح البحر) للأستاذة الدكتورة ندى السيد حسن أحمد من كلية العلوم في جامعة عدن، التي تطرقت فيها إلى ابرز تحديات وتأثيرات التغير المناخي على مدينة عدن الساحلية  في مختلف القطاعات والأنظمة البيئية للمدينة ذات الموقع الاستراتيجي الهام في الملاحة العالمية ، حيث أنها تقع على ساحل خليج عدن و بحر العرب في جنوب البلاد و هي أهم منفذ طبيعي على بحر العرب والمحيط الهندي فضلاً عن تحكمها بطريق البحر الأحمر .

المخاطر التي تهدد مدينة عدن

في لقاء خاص  بمجلة نقطة العلمية مع الدكتورة ندى السيد حسن قالت :إن موقع عدن الجغرافي يهددها بكوارث كبيرة في حالة ارتفاع منسوب سطح البحر وأكثر المناطق التي يمكن أن تتأثر بارتفاع مستوى سطح البحر هي المناطق الواقعة بالقرب من الشواطئ ،المناطق المستوية ذات الارتفاعات البسيطة ومناطق المد والجزر الحالي، مناطق السبخات و الملاحات ، الأراضي المنخفضة . فهذا الارتفاع سوف يوثر بشكل مباشر على  البنية التحتية للمدن و الجسور وشبكات الطرق و غالبا ما يكون تأثيرها كبير على السكان وبالذات الشرائح الفقيرة التي تقطن بجانب السواحل مثل الصيادين و القرى النائية في بعض الجزر المنخفضة التضاريس.

التأثيرات المتوقعة 

وحول التأثيرات  والمترتبات المتوقعة  جراء ارتفاع مستوى سطح البحر في المناطق الساحلية ومن ضمنها مدينة عدن قالت الدكتورة ندى السيد : ستُغمر المناطق الساحلية المنخفضة وستتعرض للانجراف مهددة بذلك حياة المجتمعات المحلية وسبل عيشهم كما سيؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر والفيضانات والأعاصير إلى خسارة قوام البنية التحتية في المناطق و القرى الساحلية بالإضافة إلى أصول التراث الثقافي وكذا إلى تلف الأراضي الرطبة على طول الخط الساحلي وكذلك الجزر المنخفضة.

هذا بالإضافة إلى أن السواحل ستتعرض إلى  انحلال النظم البيئية الساحلية، كما ستتداخل مياه البحار مع المياه الجوفية وسيؤدي التغير المناخي وارتفاع درجة الحرارة إلى فقدان وابيضاض الشعب المرجانية

اقرأ أيضاً 

10 أشياء يجب أن تعرفها عن ارتفاع مستوى سطح البحر

توعية متخذي القرار

من ناحية أخرى قالت الدكتورة ندى السيد حسن أنه من الضروري أن تصبح الأوراق العلمية التي قدمت للندوة العلمية لتأثيرات التغير المناخي على اليمن أهميتها عند اتخاذ القرار التنموي وفي توعية متخذي القرار بمثل هذه الأخطار البيئية المتوقعة على المناطق اليمنية جراء مترتبات التغير المناخي.

وفيما يتعلق بتوعية متخذي القرار بالأخطار التي تهدد مدينة عدن قالت الدكتورة ندى السيد حسن :

أن  هناك العديد من الدراسات العلمية التي أثبتت صحة القلق والخوف من أن عدن مهددة بالغرق إذا لم تتخذ الإجراءات السريعة للحد من هذه الكارثة، وقد استهدفت العديد من الورش العلمية صناع القرار لتوضيح أهمية الحد من بناء المشاريع الاستثمارية والسكنية على السواحل ومنع أي تصاريح تصرف للمستثمرين  والإسراع في وضع خطة طوارئ لمواجهة الكوارث البيئية (تشمل الجانب الصحي والبيئي و البنى التحتية) في حالة لا سمح الله ارتفع منسوب المياه وسبب كارثة لمدينة عدن، حيث ستساعد خطة الطوارئ على توطيد جهود المجتمع للإعداد والاستجابة والتعافي من المخاطر وينبغي أن يكون المجتمع قادرا على وضع خطة للكوارث تتضمن ترتيب قائمة المخاطر الأكثر شيوعا ، وتحديد متطلبات المجتمع قبل وأثناء وبعد الكوارث.

 

شارك
نشر المقال:
عبد الحكيم محمود