الصناعة والإبتكار

طيارة دون طيار تلتقط أنفاس العالقين تحت المباني المنهارة

في الوطن العربي، نجفل حين نسمع كلمة “طيارة دون طيار”، لأنه اسم ارتبط لدينا دائماً بالمصائب، ففي مكان مثل غزة، تعرف الطائرات دون طيار بتجسسها الدائم وانتهاكها لخصوصيات الناس، والاغتيالات المستهدفة، مسمين إياها هناك “الزنانة”، وكذلك اليمن، لكن، يوماً ما، ربما تتسبب الطائرات المسالمة في محو هذه الصورة الذهنية السيئة، خاصة بعد مبادرات كثيرة للطائرات التي تخدم سلام البشرية بدل الحرب، وتنقذ الأرواح، آخرها هذه الطائرة التي لديها القدرة على التقاط صوت الأنفاس ودقات قلب العالقين تحت المباني المنهارة !

وقد دخلت الطائرات دون طيار مجال البحث والإنقاذ بفضل تكنولوجيا كاميرات الأشعة تحت الحمراء، والذكاء الاصطناعي الذي يقدم أدوات جديدة قيمة لتمشيط المناطق بحثاً عن الناس أو الأشياء، لكن هذه الشركة أضافت مستوى جديداً أعلى لفرق الإنقاذ الروبوتية، بابتكارها الذي سمته “لينكس6-آي  Lynx6-A”، والذي يضاف إلى الطائرات دون طيار ليمنحها هذه القدرة الاستثنائية.

هذا النظام موجه بالأساس إلى رجال الإنقاذ ورجال الشرطة، الذين يكون عليهم البحث عن أناس عالقين تحت حطام المباني المنهارة في أعقاب زلزال أو كارثة ما، أو، البحث عن أناس مشبه بهم مختبئين في فرارٍ من العدالة.

ويحمل هذا الجهاز الإضافي كاميرا فيديو HD صغيرة، تمكن الشخص من التحكم فيها عن بعد، بالإضافة إلى مستشعر يستطيع الكشف عن التغيرات في الإشارات الكهرومغناطيسية ، والتي توصل عبر جسد الإنسان، وهي نفس التقنية التي استخدمتها “ديزني” في تطوير ساعة ذكية يمكنها أن تستشف ما يقوم مرتديها بلمسه.

وتقول شركة IntelliNet Sensors المطورة لهذا الجهاز، أن هذه التكنولوجيا يمكن تطبيقها للكشف عن التنفس أو ضربات القلب عبر مسافات أكبر، حيث إن المجسات الموضوعة في نقاط مختلفة حول المكان تقوم بعمل شبكة، تستطيع تحديد أي تغير في البصمة الكهرومغناطيسية للمكان، ما يدل على وجود حياة.

تقوم المجسات بعد ذلك بتحويل البيانات الواردة إلى رسم بياني يمثل المسافة بين المجس وبين الشخص الحي، وتستلزم المزيد من معالجة المعدلات المتكررة، كي تكون قادرة على التفرقة بين التنفس وبين ضربات قلب الإنسان.

وقال الدكتور فريد محمدي، رئيس شركة  IntelliNet Sensors، أن تغطية المستشعرات للمنطقة بوجودها في نقاط متعددة وبعيدة، يجعلها تحقق كفاءة قصوى في الإعداد ووقت البحث عن الأشخاص العالقين، كما إن قدرة انتشارها السريع في الأماكن التي يصعب الوصول إليها سوف يمكن رجال الإنقاذ ورجال القانون من إنقاذ مزيد من الأرواح في بيئة ضاغطة وصاخبة للغاية، وهي النقطة التي تفتقد إليها المجسات أو المستشعرات التقليدية.

الشركة تقول كذلك في إفادتها، أن هذا الجهاز يمكن تركيبه على أي طائرة دون طيار حتى لو كانت صغيرة ورخيصة، لكن الشركة لم تعلن بعد عن ثمن هذا الجهاز، فقط قالت إنها تقوم بتكثيفها لإنتاجه اللآن كي يتوافر في الأسواق العالمية في أقرب وقت.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير