متفرقات

صوت غامض ينطلق من منطقة البحر الكاريبي يمكن سماعه من الفضاء

في ما يبدو وكأنه حيلة آتية من فيلم خيال علمي عن وحوش البحر والفضائيين، يخرج صوت غريب عالٍ من البحر الكاريبي لدرجة أنه كان بالإمكان الكشف عنه من الفضاء، وقد كانت النوطة الموسيقية لهذا الصوت من درجة “لا” بيمول.

أطلق باحثو جامعة ليفربول، الذين اكتشفوا الصوت وقاموا بنشر ورقة بحثهم في مجلة (Geophysical Research Letters)، اسم صافرة روسبي عليه، تبعاً لموجات روسبي – المعروفة أيضا باسم “موجات الكواكب” – التي تندفع عبر المحيط وتسبب الصوت عند وصولها إلى منطقة البحر الكاريبي.

غالباً ما تختفي الأمواج في الطرف الغربي من حوض البحر الكاريبي وتعود للظهور على الجانب الشرقي منه، وهذه الظاهرة تعرف باسم ثقب روسبي.

تقوم بعض الموجات بإلغاء نفسها بنفسها، ولكن الموجات الكبيرة منها تعيد تعزيز نفسها، وتنتج تذبذبات خلال فترات محددة جداً.

تبعاً للبروفيسور (كريس هيوز)، وهو خبير في علوم مستويات سطح البحر في الجامعة، فإنه بالإمكان مقارنة نشاط تذبذبات المحيط في البحر الكاريبي بنشاط تذبذبات الهواء داخل صافرة.

عندما تنفخ في صافرة، فإن الهواء يصبح غير مستقر ويثير موجة من الصوت الرنان الذي يناسب تجويف الصافرة، ولأن الصافرة مفتوحة، فإن تذبذبات الصوت تنطلق منها بحيث يصبح بالإمكان سماعها.

وتماماً كما يحدث في الصافرة، فإن البحر الكاريبي مفتوح جزئياً، وهذا يسمح له بتبادل المياه مع المحيط كل 120 يوماً، مما ينتج عنه “صفير” عال، لدرجة أنه يمكن التقاطه من الفضاء على شكل اهتزازات في حقل الجاذبية الأرضية.

على الرغم من أن صوت الصفير يقع دون نطاق السمع البشري، إلّا أن الباحثين قاموا بتعديله ليصبح مسموعاً، والنتيجة كانت هذا المقطع الصوتي:

التصور الموضح في الفيديو يكشف أيضاً عما يحدث للماء عند مستوى سطح البحر (يسار)، وكذلك الضغط في قاع البحر.

بالإضافة إلى كونها ظاهرة طبيعية غريبة، قد يكون للصفير بعض الأغراض العملية، حيث أشار الباحثون بأنه قد يكون بالإمكان استخدام هذا الصفير للتنبؤ بالفيضانات الساحلية.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير