الاحتباس الحراري

روسيا تنمو بسبب تغير المناخ بعد اكتشاف 5 جزر إثر ذوبان الجليد

أعلنت البحرية الروسية يوم الثلاثاء أن تراجع الجليد بسبب تغير المناخ، في المحيط المتجمد الشمالي، كشف عن خمس جزر صغيرة.

تم تأكيد وجود هذه المناطق الجديدة، الواقعة في خليج قبالة أرخبيل نيو زيمبلا، في أقصى شمال روسيا، من خلال رحلة بحرية في الموقع في أغسطس وسبتمبر.

وفي بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية أكدّت فيه أنه قد تم العثور على الجزر لأول مرة في عام 2016 من قبل المهندسة مارينا ميجونوفا أثناء رحلة استكشافية إلى أرخبيل فرانس جوزيف لاند في المحيط المتجمد الشمالي. وتعتبر هذه المنطقة نائية إلا أن الجيش الروسي يمتلك قاعدة عسكرية هناك.

ويقوم عدد من الباحثين العاملين في القوات البحرية الروسية منذ عدة سنوات على متابعة كافة ورصد التطورات والتغيرات البيئية التي تشهدها هذه المنطقة. والأمر الذي أشار إليه البيان الصادر عن وزارة الدفاع حيث أكدّ أن دراسات استقصائية طبوغرافية قد تمت من قبل الفريق البحثي على الجزر الجديدة كما تم تصويرها ووصفها بدقة.

ووفقا لرئيس الأسطول الروسي في أقصى الشمال، ألكساندر موزييف، كان يُعتقد أن هذه الجزر هي أنهار جليدية.

وقال في مؤتمر صحفي في موسكو “ذوبان الجليد وانهياره وتغيرات درجات الحرارة أدى إلى اكتشافها”.

وبحلول نهاية أغسطس، كشفت صور الأقمار الصناعية عن هذه الأراضي، وقد قدّر حجمها من قِبل الأسطول الروسي ما بين 9600 حتى تصل إلى 580000 متر مربع وهو ما يقارب مساحة 10 ملاعب كرة قدم.

بين عامي 2015 و 2019، حدث أكبر ذوبان للجليد في القطب الشمالي، وفقا لتقرير للأمم المتحدة عن ظاهرة الاحتباس الحراري صدر في سبتمبر.

في هذا السياق، فتحت روسيا في السنوات الأخيرة سلسلة من القواعد العسكرية والعلمية في المنطقة القطبية الشمالية، وتأمل في إنشاء طريق تجاري غير مسبوق واستغلال المصادر الهيدروكربونية التي لم يكن الوصول إليها ممكنا في السابق.

مقالات شبيهة:

روسيا تستفيد من الاحتباس الحراري .. فكيف يحدث ذلك؟

اكتشاف هذه الجزر ليس بالأمر الغريب في ظل ارتفاع درجة حرارة الأرض

أثناء الحملة الروسية التي أكدت وجود الجزر الخمس، شرع طاقم مكون من ستين شخصا، بمن فيهم العلماء، في زورق سحب وليس كاسحة للجليد، وهو الأول في هذا النوع المهام.

وقال دينيس كريتس قائد البعثات الروسية إلى أقصى الشمال أن المهمة أكدت أيضا وجود جزيرة كانت تعتبر في السابق شبه جزيرة مرتبطة بالأرخبيل فرانسوا جوزيف، غرب نيو زينت.

وقد أوضحت السلطات الروسية أن هذه الأراضي ستعتمد قريبا.

وتعليقا على هذا الاكتشاف، قال عالم المحيطات توم ريبث، من جامعة بانجور في المملكة المتحدة، في مقابلة له مع مجلة نيوزويك: “إن اكتشاف الجزر حيث تتراجع جبال نانسين الجليدية ليس مفاجئاً لأن النهر الجليدي ببساطة ينقل الثلج المضغوط والجليد من المناطق المرتفعة إلى البحر، ومع ارتفاع درجات الحرارة، تقلصت الأنهار الجليدية وتكشّفت الأراضي من تحتها.”

ويتوقع العلماء أن المزيد من الأنهار الجليدية سوف تذوب مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب. وفي يناير، أعلن الباحثون تراجع الأنهار الجليدية في القطب الشمالي الكندي الأمر الذي كشف عن أرض لم تر الشمس منذ 40 ألف عام.

وقال سايمون بندلتون المعد الرئيس وباحث الدكتوراه في معهد القطب الشمالي و جبال الألب في بيان له نشر في نيتشر كوميونيكيشن: “إن حرارة القطب الشمالي ترتفع في الوقت الحالي بمعدل يتراوح بين مرتين إلى ثلاث مرات أسرع من بقية أنحاء العالم ومن الطبيعي أن تتفاعل الأنهار الجليدية وأغطية الجليد مع هذا التغيير بنفس السرعة.”