التصنيفات: متفرقات

دواء الذكاء يعمل بالفعل على تعزيز الذكاء

وجدت مراجعة جديدة للدراسات بأن دواء الذكاء (مودافينيل) يعمل بالفعل بالنسبة لبعض الأشخاص، حيث يحسن من أدائهم في المهام الطويلة والمعقدة، وأيضاً يعزز من عمليات صنع القرار والمهارات التي تحتاج إلى تخطيط.

دواء (مودافينيل)، والمعروف أيضاً باسم (Provigil)، موافق عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء لعلاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم مثل النوم القهري، لكن الغالبية العظمى من مستخدمي هذا الدواء – مثل الطلاب الذين يأخذونه عند الدراسة للامتحانات – يستخدمونه خارج هذا النطاق، حيث يعتقدون بأن هذا الدواء يمكن أن يساعدهم على التركيز، رغم عدم وجود أدلة قوية حتى الآن تبين بأن هذا الدواء يمكن أن يعمل بهذه الطريقة بالفعل.

تبعاً لـ(روري ماكلينن باتلدي) وهو المؤلف المشارك للمراجعة الجديدة ومحاضر في جامعة أكسفورد في إنجلترا، فإن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها مراجعة تأثير (مودافينيل) على أفراد لا يعانون من الحرمان من النوم منذ عام 2008، لذلك ضمت هذه المراجعة الكثير من البيانات الجديدة، كون الدراسات الحديثة استخدمت اختبارات أكثر تعقيداً من الناحية المعرفية من تلك التي تم استخدامها في الدراسات السابقة، ووجدت بأن دواء الـ(مودافينيل) يستطيع في الواقع تعزيز التفكير.

بحسب (باتلدي)، فإن الدواء يؤثر بالتحديد على وظائف الدماغ العليا التي تعتمد على مساهمة العمليات المعرفية البسيطة والمتعددة.

يشير الباحثون في الدراسة التي تم نشرها في مجلة (Neuropsychopharmacology)، بأن هذا الاكتشاف الجديد يثير العديد من المخاوف الأخلاقية حول استخدام الـ(مودافينيل)، وخاصة إذا كان يمنح الطلاب ميزة غير عادلة للتحضير أو لتقديم الاختبارات.

كانت الدراسات السابقة قد أظهرت نتائج متباينة حول آثار (مودافينيل) على الأشخاص السليمين الذين لا يعانون من الحرمان من النوم، ومع ذلك، ومن أجل تحضير البحث الجديد، قام الباحثون بإجراء مراجعة شملت 24 دراسة تضمن مجموعات ضابطة اُستخدم معها الدواء الوهمي، وتم نشرها بين عامي 1990 و 2014، وضمت ما مجموعه أكثر من 700 مشارك، واختبرت مجموعة متنوعة من جوانب التفكير، بما في ذلك التخطيط وصنع القرار والمرونة والتعلم، والذاكرة، والإبداع.

وجد الباحثون بأن الـ(مودافينيل) يحسن من بعض الميزات الإدراكية المعينة، وبشكل عام، يبدو بأن الدواء يحسن ما يسميه الباحثون الوظيفة التنفيذية، والقدرة على التدقيق في المعلومات الجديدة ووضع الخطط على أساس ذلك، كما يعزز (مودافينيل) أيضاً إلى حد ما من قدرة الأشخاص على الانتباه والتعلم والتذكر.

ولكن من جهة ثانية وجد الباحثون بأن الدواء لم يساعد المشاركين دائماً في الاختبارات البسيطة التي تتطلب الإنتباه، حيث أن تأثيره كان بسيطاً جداً على الإبداع، ولم يحسن كثيراً من عمل ذاكرة الأشخاص، ومرونة تفكيرهم أو قدرتهم على تجزيء انتباههم.

تجدر الإشارة بأن دواء (مودافينيل) يمتلك لبعض الآثار الجانبية القليلة، حيث وجدت 70% من الدراسات التي بحثت في الآثار الجانبية لهذا الدواء على المزاج بعض حالات الأرق، والصداع، وآلام المعدة أو الغثيان، ولكن هذه الحالات تم التبليغ عنها أيضاً من قبل الأشخاص في المجموعة الضابطة والذين تم إعطاؤهم دواء وهمي.

تبعاً لـ(آنا كاثرين بريم)، وهي مؤلفة مشاركة أخرى في الدراسة وباحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة أكسفورد، فإنه بغض النظر عن هذه الآثار الجانبية التي ظهرت، فإنه يمكن اعتبار (مودافينيل) بأنه محسن معرفي فعال، ولكن مع ذلك، لا بد من التأكيد على أهمية أخذ الاعتبارات الأخلاقية في عين الإعتبار عند التعامل مع أي وسيلة تُستخدم لتعزيز الإدراك، وهذا أمر لا بد من أخذه بعين الاعتبار في الدراسات المستقبلية.