التصنيفات: الصحة الجيدة

حساسية الواي فاي: هل هي أمر ممكن؟

قد يكون معظمنا مستعداً لفعل أي شيء للحصول على إشارة إنترنت جيدة، ولكن هذا قد لا يستحق المخاطرة بصحتنا، فـ(ديبرا فراي)، وهي أم ثكلى لفتاة مراهقة بريطاني قتلت نفسها في حزيران الماضي، ترى بأن موت ابنتها كان ثمناً لهذا العالم المحموم بالتكنولوجيات الحديثة.

كانت (جيني فراي) البالغة من العمر 15 عاماً، تعاني من الصداع الشديد والتعب المنهك لسنوات، وتبعاً لـ(ديبرا)، فقد كانت أعراضها هذه ناجمة عن مرض غامض معروف باسم فرط الحساسية الكهرومغناطيسية (EHS)، أو كما يطلق عليها البعض، حساسية الـ (واي- فاي).

الـEHS))، هو أكثر من مجرد مرض ناجم عن التحقق من البريد الإلكتروني، فالأشخاص المصابين بهذا المرض يدعون بأنهم يعانون من أعراضه إذا ما تعرضوا لحقول كهرومغناطيسية، والتي عادة ما توجد في كل مكان تقريباً، فالكهرومغناطيسية تعتبر واحدة من التقنيات الأساسية في العالم المعاصر، وبالتالي فإن الأشخاص المصابين بالـ(EHS) يكونون معرضين للخطر الى حد كبير أينما ذهبوا.

بالنسبة لـ(جيني)، فإن أعراضهها أصبحت أسوأ في المدرسة، حيث أنها أصبحت تعاني من مجموعة متنوعة من الأعراض التي اعتقدت والدتها بأن سببها يعود إلى وجود العديد من شبكات الواي فاي والمجالات الكهرومغناطيسية الأخرى المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة، وعلى الرغم من أن (ديبرا) حاولت إقناع مدير مدرسة ابنتها من أجل توفير مكان آمن لـ(جيني)، وذلك من خلال جمع الكثير من المعلومات التي تظهر لمدير المدرسة، (سيمون دافي)، بأن هناك آثار مضرة للواي فاي، إلّا أن جميع جهودها بائت بالفشل، حيث أن المدير كان دائماً يقول لها بأن هناك معلومات أخرى مساوية لتلك المعلومات التي جمعتها تدعي بأن الواي فاي آمن تماماً.

على الرغم من أن تصرف المدير كان يبدو وكأنه قاسٍ للغاية، إلّا أن (دافي) كان يتصرف في الواقع اعتماداً على معتقدات معقولة مبنية على العديد من أقوال الأطباء والباحثين، والتي تشير إلى أن الـ(EHS) هو مرض لا وجود له في الواقع على الإطلاق، حيث أن العديد من الدراسات كانت قد أظهرت بأنه لا يوجد علاقة بين الأعراض التي يشعر بها المرضى والتعرض للمجالات الكهرومغناطيسية، وكما يشير الدكتور (جان كيم)، وهو أستاذ في جامعة جورج واشنطن، فلا يوجد أي دليل علمي في الوقت الحالي يشير إلى أن الواي فاي أو الموجات الكهرومغناطيسية يمكن أن تسبب أعراض جسمية وعصبية.

بدلاً من ذلك، يعتقد الكثيرون بأن هذا المرض هو في الحقيقة ما يعرف باسم المرض الجسدي، أو سلسلة من الأعراض الحقيقية والواقعية التي يتجذر سببها بمشاكل نفسية، وهي ليست حساسية واي فاي، ولكن من جهة أخرى، فقد أظهرت العديد من الدراسات أيضاً بأن المرضى المصابين بهذا النوع من الحساسية، عانوا بالفعل من زيادة في الأعراض عندما تم تعريضهم للمجالات الكهرومغناطيسية أثناء الاختبارات العشوائية.

للأسف، فمثل الكثير من الأمراض المجهولة السبب، فإن العلم والطب لا يزالان لا يمتلكان الإجابات الحاسمة لتقديمها للمرضى الذين يعتقدون بأنهم يعانون من الـ(EHS)، ولكن الشيء الوحيد المؤكد، هو أنه أياً كان السبب، فإن هذا الأمر يؤدي لحدوث أعراض مؤلمة لا مفر منها، وليس لدينا سوى أن نأمل بأن يتم تكريس الأبحاث والوقت والأموال للكشف عن المزيد من خفايا هذا المرض، فما حدث لـ(جيني) هو أمر مأساوي جداً، وأولئك الذين يعانون من هذا المرض مثل (جيني) يستحقون الحصول على إجابات، وحتى خيارات علاجية.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير