التصنيفات: متفرقات

جيل جديد من أجهزة التشويش

مرت أقل من سنة منذ البدء بتطوير تكنولوجيا تشويش جديدة تكون محمولة في الجو لأجل الملاحة الجوية، وقد أثبتت رايثيون Raytheon RTN +0.47%  قوة تصميمها بالاختبارات التي أجريت فوق صحراء موهافي في كاليفورنيا، فقد تمت  في بحيرة الصين لاختبارات الملاحة الجوية سلسلة من جولات الطيران التجريبية وقدمت أداءً عظيماً في مواجهة أخطار محاكيه لإشارات الرادارات الصينية والروسية، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اختبار جهاز تشويش في الجو معتمداً في توليد طاقته الكهربائية اللازمة من الهواء الذي يعبر بسرعة خلال الطائرة الحاملة له.

هذا الجهاز يبدأ رسمياً جيلاً جديداً من أجهزة التشويش، لكن مجرد تسميته “جهاز تشويش” هو أشبه بتسمية “تسلا” مجرد سيارة.

فالجيل القادم من أجهزة التشويش يقترب من اليوم الذي يستطيع فيه السيطرة على كل الترددات المستخدمة للاتصال، لتلبي حاجة الأسطول الحربي الملحّة لجهاز تشويش جديد بدلاً عن الأجهزة القديمة التي استخدمت في الحرب الباردة.

لن تقاس الأطوال الموجية التي تشملها على وجه الدقة، لكنها ستشمل الطيف المستخدم في أكثر الدفاعات الجوية، ونظم الاتصال التكتيكية، كما ستشمل الترددات الشائعة التي يستخدمها الجنود لتفجير العبوات الناسفة عن بعد مثلاً.

لذلك، فعندما ينضم هذا الجيل الجديد للأسطول على متن الحاملات EA-18G في 2020، سوف يكون قادراً على حماية القوات في الجو وعلى الأرض أيضاً.

الغرض من التشويش هو هزيمة راديو جنود العدو وراداراتهم الباعثة للإشارات، وبذلك إيقاف سريان المعلومات ومنعهم من نقل المعلومات أو جمعها، وجعلهم في عزلة معرفية واتصاليّة ومنعهم من التحكم، وذلك بإغراق تردداتهم التي تعمل بالطاقة، وهذا يتطلب التعرف على الترددات التي يستخدمونها وهذا ليس سهلاً، بمعرفة أنهم يستخدمون عدداً كبيراً من الترددات المختلفة والأطوال الموجية، ويستخدمون تقنية “القفز الترددي” لتقفز من قناة إلى قناة مختلفة باستمرار.

وقد جاء هذا الجهاز بسبب إدراك الأسطول الحربي منذ حوالي عقد من الزمن بضرورة وجود واحد جديد له قدرة إشعاعية أكبر ودقة طيفية أكبر، الميزة التي يتميز بها هو قدرته على التشويش الإلكتروني وليس الميكانيكي، إذ أن المشوِّشات الميكانيكية تبلى بالزمن ولا تستطيع أن تحقق كفاءة الأخرى، هذا الجيل الجديد سيكون قادراً على هزيمة التهديدات المتنوعة في وقت واحد مع دقة كافية بحيث لا تعطل الترددات المجاورة الصديقة مثل إشارات تحديد الأمكنة GPS، كما أنها فعالة وأكثر كفاءة وقابلية للثقة والإصلاح والصيانة.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير