التصنيفات: الصحة الجيدةتقنية

جوارب ذكية تراقب علامات طفلك الحيوية

تخيل إن كنت تنام في سريرك في الثانية عشرة ليلاً، لتنطلق سارينة تحذير فجأة من هاتفك المحمول، بأن طفلك البالغ من العمر شهرين فقط يعاني مستويات قليلة من الأوكسجين، فتركض مباشرة إلى غرفته لتجده مزرق اللون، وتهرع للدق على ظهره، حتى يبدأ في الصراخ والتنفس الأخيراً بعد أن يتحرك البلغم العالق في حنجرته، ويعود لونه الطبيعي، تحتضنه أنت وتتنفس الصعداء، هذه القصة حدثت بالفعل مع الأم ميشيل بلانشارد، بفضل الجورب الذكي “أوليت” الذي يراقب علامات الطفل الحيوية من التنفس وضربات القلب، ليحذرك إن حدثت أي طوارئ، وينقذ حياة طفلك من الموت.

هذه القصة التي رويت في البداية، هي إحدى القصص الحقيقية التي تشاركها الآباء الجدد الذين قاموا بتجربة النسخة التجريبية من الجورب الذكي، قبل أن تطرح للأسواق منذ أشهر قليلة، ويعمل هذا الجورب بنفس طريقة جهاز “قياس التأكسج” الموجود في المستشفيات، والذي يعمل عن طريق وضعه حول الإصبع، ليبث إضاءة حمراء وأشعة تحت الحمراء، ويوجد في الجانب الآخر مستقبل ضوئي، يقيس كمية الضوء الممتص، التي تختلف حسب كون الهيموغلوبين متأكسجاً أم لا، وهذه هي طريقة قياسه لمستوى الأكسجين في الدم، ومعدل ضربات القلب، كما يحدد إن حدث اختناق، وهو نفس ما يفعله الجورب الذكي.

الدكتورة ميلينا أداميان، الطبيبة والمستثمرة في مشروع جوارب Owlet “أوليت” الذكية، قالت إنه على الرغم من انتشار الوعي بين الناس بخصوص كون خطر الاختناق قد زاد في العقد الماضي، إلا إن كثيراً من الناس لا يدركون مدى سهولة وسرعة حدوث الأمر، إذ إن الإنسان يبقى مقتنعاً “إن هذا يحدث للآخرين فقط”، حتى يحدث له شخصياً !

وقد أضافت أن اختراع مقاعد الأطفال في السيارات، قد نجح في تقليل وفيات الأطفال فعلاً، وإذا قارناها بابتكار الجورب الذكي، فإننا سنكتشف إن الاختناق ينجح في قتل أطفال أكثر بكثير من حوادث اصطدام السيارة لدرجة تبلغ 10 أضعاف، وهذا هو الوقت المناسب للاستفادة من التكنولوجيا للمساعدة في إبقاء أطفالنا بأمان.

يتم توصيل البيانات الحيوية من الجورب الذكي، إلى المحطة الأساسية، ثم إلى هواتف الآباء الذكية عن طريق تطبيق بسيط على الهاتف، ما يمكنهم من تفقد الطفل بينما هم في المطبخ مثلاً، أو الصالة، أو حتى عندما يكونون في العمل بعيداً عن المنزل، ليجمع هو المعلومات المعقدة، مقدماً إياها على شكل تحذير واضح للآباء بأن تنفس الطفل أو ضربات قلبه غير طبيعية.

هذا الجورب الذكي تم العمل عليه من قبل فريق متخصص في جهاز “قياس التأكسج” الموجود في المستشفيات، من أطباء أطفال، وطب الرضع، وأخصائيو جهاز تنفسي، وقد تلقى جورب أوليت موافقة مجلس جامعة سياتل للأطفال، كما يخضع أيضاً للتحقق الإكلينيكي من الدقة والحساسية في المستشفى ذاتها، ويسعى الفريق الآن للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وقد منحت شركتهم مؤخراً جائزة قدرها 1.5 مليون دولار من المعاهد الوطنية الصحية الأمريكية لمزيد من البحث والتطوير، كما تم تضمينهم في برنامج حصري مدته أسبوعان، تابع لمركز عيادات “مايو كلينيك” للابتكار.

تلقوا أيضاً بالإضافة لمنحة المعاهد الصحية الوطنية، 6 مليون دولار، في تمويل جديد، ليصبح الإجمالي 9.2 مليون دولار، وقد أصبح هذا الجورب الذكي متاحاً للبيع للجمهور الآن بسعر 249.99 دولار، وهو ليس موجهاً للأطفال الذين يعانون أمراض قلب أو تنفس فقط، بل يهدف فريق العمل لجعله موجوداً في كل بيت، وفي قدم كل طفل.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير