التصنيفات: متفرقات

جهاز قارئ للأفكار يمكنه التنصت على أصواتنا الداخلية

قد يبدو وجود الجهاز القارئ للأفكار من الأمور التي يمكن أن تصادفها في أفلام الخيال العلمي، إلّا أن تطوير جهاز يمكن من خلاله استراق السمع على الأفكار الداخلية قد أصبح حقيقة، حيث استطاع باحثون من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، تطوير جهاز وبرنامج للكمبيوتر يقوم بتحويل نشاط الدماغ إلى أصوات وكلمات.

تعمل عملية التحدث على تنشيط خلايا عصبية محددة في الدماغ، فعندما يفسر الدماغ الأصوات والكلمات تقوم كل كلمة بتنشيط مجموعة مختلفة من الخلايا العصبية، وبحسب هذا المبدأ بدأ العلماء بتطوير خوارزمية تستطيع التقاط نشاط الخلايا العصبية المختلفة وإعادة ترجمة هذا النشاط إلى كلمات، وذلك على أمل أن تستطيع هذه التقنية مساعدة الأشخاص الذين لا يستطيعون التكلم.

بحسب (بريان باسلي) فإن العلماء يعملون على فك تشفير النشاط الدماغي المتعلق بالأصوات التي يسمعها الشخص في رأسه أثناء قراءته لنص في كتاب أو في صحيفة ما، وذلك لصنع بديل طبي يمكن أن يسمح للأشخاص المصابين بالشلل أو بالإعاقة بأن يتكلموا عبر هذه التقنية.

عمل الفريق على تسجيل النشاط الدماغي لسبعة أشخاص يخضعون لجراحة الصرع وهم ينظرون إلى شاشة يعرض عليها نص لأغنية هامبتي دمبتي، أو خطاب جيتيسبيرغ، أو الخطاب الافتتاحي للرئيس جون كينيدي، وبعد ذلك تم رصد النشاط الدماغي لهم أثناء قراءتهم للنص بصوت عال، كما تم رصد نشاطهم الدماغي عند قراءتهم للنص بصمت في رؤوسهم.

نجح الفريق في بناء شيفرة شخصية لكل مريض من البيانات المأخوذة من الرصد، حيث تعمل هذه الشيفرة على تفسير المعلومات وتحويلها إلى تمثيل بصري، بعد ذلك قاموا بتطبيق الشيفرة على النشاط الدماغي أثناء حالة القراءة الصامتة، ومن هنا وجدوا أنهم كانوا قادرين على إعادة بناء العديد من الكلمات التي كان يتم التفكير بها من خلال التصوير العصبي وحده.

على الرغم من أن هذه التقنية ما تزال في مراحلها الأولى، إلّا أن الفريق يأمل في نهاية المطاف بأن يصبح بالإمكان استخدامها لعرض ما يفكر به الأشخاص الذين لا يستطيعون الكلام، أو الذين يعانون من صعوبات بالتكلم.

إضافةً إلى ذلك فقد قام الباحثون في جامعة كاليفورنيا في بيركلي في عام 2011، باستخدام ماسحات التصوير بالرنين المغناطيسي لمراقبة تدفق الدم في أدمغة أشخاص يشاهدون عرضاً لأفلام مختلفة، بما في ذلك مدغشقر 2، النمر الوردي 2 وستار تريك، وبعد تحليل كيفية استجابة المركز البصري في الدماغ للحركات التي تظهر على الشاشة، قام العلماء بتصميم برنامج كمبيوتر يمكنه أن يعرف عن طريق حركة المركز البصري المقطع الذي كان الشخص يشاهده، ومن خلال مراقبة الباحثين لنشاط الدماغ لدى الأشخاص عند مشاهدتهم لأفلام هوليوود القصيرة، تمكنوا من إعادة إنشاء صورة متحركة مماثلة للمشاهد الحقيقية التي عرضت في الأفلام.

أخيراً تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2010 استطاع باحثون من جامعة ولاية يوتا إثبات إمكانية التقاط كلمات مثل نعم، لا، الباردة والساخنة، جائع، عطشان، مرحباً، وداعاً، أكثر وأقل، عن طريق وضع أقطاب كهربائية مباشرةً على الدماغ.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير