التصنيفات: الصحة الجيدة

تنظيف الأسنان المفرط بالخيط قد يؤدي لحدوث التهابات بكتيرية في الركبة

أصيبت امرأة في ولاية ويسكونسن بعدوى بكتيرية سيئة في ركبتها، ولكن مصدر هذه العدوى كان غير متوقعاً، وهو النظام المفرط الذي تتبعه في تنظيف أسنانها بالخيط، فبعد أن وصلت المرأة التي خضعت لعملية جراحية لاستبدال الركبة قبل خمس سنوات، إلى غرفة الطوارئ وهي تعاني من ألم وتورم في ركبتها اليمنى، كشف تحليل المستعمرات البكتيرية الموجود في السوائل التي تم أخذها من ركبتها المصابة بأن المفصل مصاب ببكتيريا تدعى (Streptococcus gordonii )، وهي بكتيريا توجد عادة في الفم.

كانت نتائج هذا التحليل غير ذات معنى بالنسبة للأطباء، حتى ذكرت الأمرأة بأنها قامت طوعياً باتباع نظام مفرط في تنظيف الأسنان باستخدام الخيط، لدرجة أن الدماء كانت تسيل من لثتها، ومن خلال ذلك أشار الأطباء في التقرير الذي تم نشره في 11 آب في مجلة (BMJ) بأنه من المحتمل أن تكون البكتيريا انتشرت من الفم، عبر مجرى الدم حتى وصلت إلى الركبة.

تبعاً للدكتور (علاء دبابنة)، وهو طبيب مختص في الأمراض المعدية في مستشفى مايو كلينيك في مينيسوتا والمؤلف المشارك للتقرير، هذه البكتيريا تعيش في الفم، ولكن من المحتمل أن يجدها الأطباء في مكان لا توجد فيه عادة، مثل مفصل الركبة في هذه الحالة.

كعلاج للحالة، قام الأطباء الجراحين بفتح ركبة الامرأة، وأزالوا أكبر قدر ممكن البكتيريا، كما أنهم قاموا بوصف مضادات حيوية لها أيضاً، كما أضاف (دبابنة) بأن المرأة كانت قادرة على الاحتفاظ بركبتها البديلة الأصلية وأنها بدأت بالتعافي منذ ذلك الحين، ولكن يجب عليها أن تستمر بتناول المضادات الحيوية طوال فترة احتفاظها بالعضو الاصطناعي.

يشير (دبابنة) إلى أن هذا التقرير هو الأول من نوعه الذي يربط استخدام خيط تنظيف الأسنان بعدوى (Streptococcus gordonii)، باستبدال المفاصل في الولايات المتحدة، وكون هذه الحالة تعتبر نادرة جداً، لذلك لا داعي لأن يشعر أي شخص بالقلق من أن مجرد استخدامهم لخيط تنظيف الأسنان سيتسبب بإصابتهم بالتهاب في مفصلهم الاصطناعي.

عدوى الزرع

تبعاً للدكتور (ماثيو هيبنستال)، وهو جراح عظام في مركز مستشفى لينوكس هيل للحفاظ على المفاصل وتجديدها في مدينة نيويورك، على عكس باقي أجزاء الجسم، الأعضاء الاصطناعية المزروعة لا تمتلك جهاز مناعة، مما يجعل من السهل على البكتيريا أن تتجمع بالقرب منها وتتسبب بالعدوى.

أضاف (هيبنستال)، أن حوالي 1% من الأشخاص الذين يخضعون لجراحة استبدال المفاصل يطورون التهابات فيها خلال الأشهر القليلة الأولى التي تلي الجراحة (على الرغم من أن النسبة تزداد قليلاً لدى المدخنين ومرضى السكري)، وهذا الخطر يزيد بنسبة 1% إضافية خلال السنوات الـ20 التالية للعملية، ولكن عندما تحدث هذه العدوى، فإنها غالباً ما تكون خطيرة.

يمكن للبكتيريا أن تشكل أغشية حيوية على الأطراف الاصطناعية، مما يعني أن هذه الكائنات تقوم أساساً ببناء جدار أو حصن من البكتيريا على سطح مكان الرزع، والعلاج المبكر لهذه الحالة هو الحل، فإذا أتيحت الفرصة للبكتيريا بأن يكون لديها عدة أسابيع لبناء هذه الأغشية، فإنه يمكن أن يكون من الصعب إزالتها بعد ذلك، وفي تلك الحالات، قد يكون هناك حاجة لإزالة العضو الاصطناعي، فتبعاً لـ(هيبنستال)، الالتهابات الخطيرة يمكن أن تؤدي إلى خسارة الأطراف أو حتى الحياة.

ومع ذلك، فإنه من النادر أن تصيب عدوى (Streptococcus gordonii) الأطراف الاصطناعية، فحوالي 2% فقط من عدوى المفاصل الاصطناعية تنطوي على هذه المجموعة من البكتيرية، حيث تكون معظم حالات العدوى التي تصيب الأعضاء الاصطناعية ناتجة عن الإصابة ببكتيريا المكورات العنقودية الذهبية والمكورات العنقودية البشروية، والتي كثيراً ما توجد على الجلد أو في الجهاز التنفسي.

استمروا بنتظيف أسنانكم بالخيط

تبعاً للأطباء فإنه من الضروري تنظيف الأسنان بالخيط حتى لو كانوا قد خضعوا لعملية استبدال في المفاصل، حيث أن الأسنان الغير صحية يمكن أيضاً أن تؤدي إلى الإصابة بالتهابات بكتيريا (Streptococcus gordonii).

بحسب (دبابنة) فإن كان هناك حالتين معروفتين قبل هذه الحالة فقط وصلت بها عدوى بكتيريا (Streptococcus gordonii) إلى المفاصل، وإحدى الحالات كانت تعود لرجل يبلغ من العمر 62 عاماً يعاني من ضعف في صحة أسنانه، أصيب بإلتهاب بكتيريا (Streptococcus gordonii) في ركبته اليسرى، ووفقاً لتقرير حالته، فإنه لم يخضع قبل ذلك لعملية استبدال ركبة، ولكنه كان يعاني من التهاب مفاصل تنكسي، وهذا كان يمكن أن يعزز من نمو البكتيريا.

أما الحالة الثانية فكانت تعود لامرأة تبلغ من العمر 72 عاماً أصيبت بإلتهاب بكتيري في ركبتها اليسرى، التي كانت قد خضعت فيها لعملية استبدال للمفصل.

في الواقع، فإن هناك نقاش مستمر بين جراحي العظام وأطباء الأسنان حول ما إذا كان من الواجب وصف المضادات الحيوية للأشخاص الذين خضعوا لعملية استبدال في المفاصل قبل خضوعهم لأي إجراءات تتعلق بالأسنان، فإذا تم اعتماد هذا القرار، يمكن للمضادات الحيوية أن تعمل مع النظام المناعي للشخص على مسح البكتيريا من مجرى الدم ومنعها من الاستقرار في المفاصل التي تم استبدالها.

ولكن تبعاً لـ(هيبنستال) فإنه من النادر أن يصاب الأشخاص بالالتهابات البكتيرية القادمة عن طريق الفم في مفاصلهم  المستبدلة، لذلك فإن وصف المضادات الحيوية لن يكون أمراً مستحسناً، وبدلاً من ذلك قد يقوم الأطباء بوصف المضادات الحيوية للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بهذه الالتهابات، مثل أولئك الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.

 

شارك
نشر المقال:
Diana