بيئة ومناخ

تلوث التربة يدمر الشعاب المرجانية

منذ عام 2016، تم تدمير ما يقرب من نصف الحاجز المرجاني العظيم قبالة ساحل أستراليا، ولسوء الحظ، ليست الشعاب المرجانية الوحيدة التي تعاني من هذا الدمار، فهذا هو الحال بالنسبة للشعاب المرجانية الواقعة قبالة فلوريدا كيز.

بينما يتم إلقاء اللوم على ظاهرة الاحتباس الحراري في كثير من الأحيان، فإن الأنشطة الملوثة للبشر سيكون لها أيضا تأثير قوي، فوفقا لدراسة نشرت في مجلة Marine Biology، فإن هذين هما السببان الرئيسيان لتبيض الشعاب المرجانية وفقد ألوانها وحيويتها في جميع أنحاء العالم.

استنادا إلى البيانات التي تم جمعها منذ أكثر من 30 عاما في منطقة محمية لوي كي في فلوريدا كيز، يشير هذا البحث إلى أن إلقاء المواد الكيميائية في المحيط يلعب دورا رئيسيا في تدهور الشعاب المرجانية.

وفقا لنتائج العلماء، ارتفع غطاء المرجان من 33 ٪ في عام 1984 إلى 6 ٪ فقط في عام 2008 في هذه المحمية، وقد اكتشفت فرق البحث أولاً أن هذه الظاهرة تميل إلى الحدوث بمجرد وصول درجة حرارة الماء إلى عتبة 30.5 درجة، وقد حدثت هذه الذروة خمس عشرة مرة خلال الفترة التي غطتها الدراسة.

وفقا للفريق، الجاني الرئيسي هو النيتروجين، فمن المعروف أن عواقب تركيزاته العالية على الشعاب المرجانية هي: الإجهاد الأيضي، وزيادة الأمراض، كما أنها تعزز انتشار الطحالب التي تقلل الضوء وتسرع من تدهورها.

أظهرت الدراسة بشكل خاص دور الأسمدة الزراعية، فعندما تمطر في فلوريدا، ينتهى المطاف بأسمدة النيتروجين والفوسفور في المحيط، مما أسفر عن مقتل العديد من الشعاب المرجانية.

وقال مدير البحث “براين لابوينت”، باحث في جامعة فلوريدا أتلانتيك.: “نتائجنا تقدم أدلة دامغة على أن النيتروجين الناتج عن النشاط البشري في فلوريدا كيز والنظام البيئي في ايفرجليدز … هو المحرك الرئيسي لتدهور الشعاب المرجانية”.

والخبر السار، كما يقول الفريق، هو أنه من الممكن التحرك لحماية الشعاب المرجانية، فمن الممكن تقليل جريان النيتروجين من خلال تحسين محطات معالجة المياه كما حدث في منطقة البحر الكاريبي، وقد مكنت الابتكارات في محطات المعالجة من احتواء النيتروجين الموجود في الماء.