التصنيفات: غير مصنف

تطوير تقنية جديدة يمكنها تحويل البلاستيك إلى الوقود!

يعاني العالم من تكدس كبير لكميات البلاستيك الهائلة، حيث أنه كل عام يتم التخلص من أكثر من 300 مليون طن من البلاستيك عبر مكبات النفايات والذي يستغرق مئات السنوات حتى يتحلل، وبالتالي هذا يجعله مشكلة حقيقة على جميع الكائنات والحياة البرية والبحرية!

حيث تمكن فريق من الباحثين الكيميائيين من جامعة بوردو من إيجاد حلُا جُزئيُا لهذه المشكلة في ورقة علمية نشرت مؤخرُا في مجلة الكيمياء والهندسة المستدامة، والتي وضحت قيام مجموعة من الباحثين من اكتشاف طريقة لتحويل البولي بروبلين* لوقود.

حيث قام الباحثون باستخدام الماء فوق الحرجة (supercritical water) وهي عبارة عن مرحلة يُظهر فيها الماء خصائص مشتركة بين الحالة السائلة والغازية بالاعتماد على ظروف الضغط والحرارة (حالة متوسطة بين السائلة والغازية).

ولتحقيق ذلك، قامت العالم ليندا وانج وزملاءها بتسخين الماء بين درجة حرارة 617 و 932 فهرنهايت عند ضغط أكبر ب2300 مرة تقريبًا من الضغط الجوي عند مستوى البحر. حيث أنه عند إضافة البولي بروبلين إلى المياه فوق الحرجة، أدت هذه العملية على تحويل البولي بروبلين إلى وقود في غضون ساعات قليلة. كما ولوحظ أنه عند استخدام درجة حرارة 850 فهرنهايت يتم تقليل الوقت اللازم لعملية التحويل إلى أقل من ساعة! أما النواتج الثانوية من هذه العملية، البنزين والزيوت الشبيهة بالديزل.

البولي بروبلين: نوع من البلاستيك يستخدم بشكل شائع في صناعة الدمى البلاستيكية، الأجهزة الطبية، وأكياس تغليف المنتجات، وصولًا للبنزين والديزل.

كما وأضاف الباحثون أن هذا الوقود نقي بشكل كافٍ ليتم استخدام كمادة مازجة (blendstock)  وهي مكون أساسي يتم استخدامها بشكل رئيسي كوقود في المركبات الآلية. كما و تقدر نسبة مخلفات البولي بروبلين حوالي ربع ما نسبته خمسة مليار طن من البلاستيك الموجود في مكبات النفايات حول العالم في السنوات الخمسين الماضية.

ووفقًا للباحثين يمكن استخدم هذه العملية لتحويل حوالي 90% من مخلفات البولي بروبلين في العالم سنويًا إلى وقود.

كما وأضافت العالمة وانج: ” إن التخلص من النفايات البلاستيكية سواء من خلال إعادة تدويرها أو رميها، لا يعتبر حلًا لمشكلة البلاستيك. خصوصًا أن البلاستيك يتحلل بمعدل بطيء منتجًا مواد كيميائية سامة نحو الأرض والمياه. وهذه كارثة حقيقية، حبث أنه بمجرد وصول هذه الملوثات إلى المحيطات فإنه من المستحيل استخراجها والتخلص منها بشكل كامل”

كما وأشارت وانج في بيان لها، أن الوقود المنتج يمكن أن يباع وأن يحقق أرباحًا، والذي بدوره سيساهم في تشجيع وتبني عمليات تدوير البلاستيك بشكل أسرع. إلى جانب ذلك، فإن الوقت في هذه العملية يعتبر أمرًا جوهريًا خصوصًا فيما يتعلق بتطبيق استراتيجيات أكثر فعالية في عملية إعادة التدوير . حيث أنه في كل عام لا يتم تطبيق أي شيء حقيقي، تتدفق ملايين الأطنان من البلاستيك إلى المحيطات وبالتالي تكون غذاءً للكائنات البحرية مسببةً تدميرًا للشعب المرجانية. لاسيما أنه من الصعب التخلص من هذا البلاستيك والذي يشكل تهديدًا متزايدًا على النظام البيئي، مما قد يخلق أزمات بيئية متتالية في جميع أنحاء العالم.

كما أن الفوائد الحقيقية من عملية التحويل الجديدة تكمن في كونها قادرة على تنظيف البيئة من خلال البحث عن بدائل لتخلص من النفايات البلاستيكية.

من الجدير بذكره، أنه من الغير واضح درجة صعوبة تنفيذ هذه العملية في المشاريع الكبرى، لكن على الأقل بمجرد ظهورها سيكون هناك حلًا ومستقبلُا لمشكلة البلاستيك.

 

شارك
نشر المقال:
علاء علي حسين