في إحدى الشوارع المزدحمة، توقفت الحافلة التي استَقِلُّها طويلًا، فأخذت اتأمل الخطوط التي رسمها الزمن -بأحداثه وتقلباته- على وجوه الركاب
هذا شاب ثلاثيني يحني ظهره ويطوي جسده كمن يحمل هموم الدنيا كلها على كتفيه، ويُحدِّثُ نفسه بيأس بينما يسند رأسه بكفِّه، والرأس ثقيل والقلب عليل.
وهذه أم حيرى تمسك بطفلها وعقلها ساهٍ؛ لا تدري ما علة صغيرها، أخبروها أن لديه مشكلة تعيق تواصله معها، وأنه سيتأخر في النطق، ولكن أحدًا لم يخبرها -قط- هل إلى علاجه سبيل؟
وتلك فتاة تتشح بالسواد، قد حفر الدمع في وجهها أخاديد؛ فقدَت اليوم عزيزًا، ولولا رباطة جأشها، لبدأت بالصراخ والعويل!
حينما تشكو النفس وتضطرب، نقف أمام شكواها حائرين عاجزين؛ لا نعرف موضع العلة ولا نجد الدواء، فندفن آلامنا ومخاوفنا علّها تطيب بمفردها.
ولكن لا تلبث آلامنا ومخاوفنا أن تُدفن حتى تسري في عروقنا كالسُّم؛ فتقض مضاجعنا، وتنغص حياتنا، ونرزح تحت وطأة الحيرة والألم.
ولأجل أن تطيب أرواحنا وتنجو نفوسنا من شر هذه السموم.. كان ترياقي!
هو موقع متخصص في مجال الطب النفسي، يهدف إلى:
ويستخدم الموقع أسلوبًا مُبسطًا شيقًا لشرح المعلومات؛ ليسهل على القارئ غير المتخصص الوصول إلى إجابات شافية على أسئلته.
وما أن تطأ قدماك أرض ترياقي حتى يدهشك كمّ المعلومات التي لا تعرفها عن نفسك ذاتها؛ تلك النفس القريبة منك المخبوءة عنك بين جنبيك!
ويكفي أن تكون مهتمًا بالصحة النفسية لتبدأ رحلة ممتعة داخل الموقع.
ربما تظن أن مفهوم الصحة النفسية يقتصر على خلوِّك من الاضطرابات النفسية، وتخبر نفسك: “مادُمتُ لا أعاني من أي اكتئاب أو فصام فأنا بخير!”
ولكنه يشمل أيضًا استقرارك النفسي والعاطفي والاجتماعي، فمثلًا:
ويؤثر هذا الاستقرار على تعاملك مع الآخرين وفهمك للمواقف من حولك، ويُعينك على اتخاذ قراراتك بصورة عقلانية متزنة.
تختلف حالتك النفسية من آن لآخر باختلاف المواقف والصدمات التي تواجهها، ولا يعني ذلك وجود مشكلة نفسية طالما كنت قادرًا على التكيف بصورة صحية.
فمن الطبيعي -مثلًا- أن تشعر بالحزن إذا فقدت عزيزًا، ولكنك مع هذا تواصل إتمام مهامك ومسؤولياتك تجاه نفسك وأسرتك.
أما إذا اختلت موازين صحتك النفسية، وعجزت مواصلة حياتك بصورة طبيعية -فتنعزل أو تحاول إيذاء نفسك أو الآخرين- فربما كنت تعاني من اضطراب يتطلب استشارة نفسية.
ويساعدك ترياقي على فهم الخط الفاصل بين المشاعر الطبيعية والانفعالات غير المنطقية، ويشرح لك الطرق الصحية للتعامل مع الضغوطات والأزمات النفسية.
اسمح لي أن آخذك في جولة سريعة حول أقسام الموقع المختلفة؛ لتختار منها ما يناسبك ويُجيب عن أسئلتك.
يركز هذا القسم على الاضطرابات النفسية؛ أعراضها وأسبابها وطرق علاجها، ويساعدك -بصورة مبدئية- على تحديد ما إذا كنت تحتاج إلى طبيب نفسي أم لا.
وتجد في هذا القسم إجابة على بعض الأسئلة الشيقة، مثل:
ربما همس أحدهم في أذنك محذرًا: “إياك والأدوية النفسية، فهي تُذهِب العقل وتَسلِب الإرادة!”.
يهتم هذا القسم بتصحيح بعض الأفكار المغلوطة عن الأدوية النفسية، ويفصل بين المبالغة والحقيقة فيما يتعلق بالآثار الجانبية للأدوية.
ويشرح لك أهمية الدواء، وطرق استخدامه، وآثاره الجانبية، ويسرد طرق العلاج النفسي المختلفة، حتى لا تقع فريسة للشائعات!
وتقرأ في هذا القسم:
يهتفون: “لا يمكننا فهم طباعك، أنتِ واهمة! أنتِ تبالغين!”، ولكنكِ تدركين في أعماقك أنهم مخطئون، فما تمرين به ليس وهمًا، وما أبعد قولهم عن الصواب!
ينظر هذا القسم إلى التغيرات الفسيولوجية المختلفة التي تمرين بها، فيساعدك على فهم تقلباتك المزاجية والنفسية خلال مراحل عمركِ المختلفة؛ من المراهقة حتى المشيب.
ربما خطرت بذهنك بعض المخاوف، مثل:
أخبروك صغيرًا أن الرجل لا يبكي، بل يخفي لواعجه مهما قاسى كأن شيئًا لم يكن، ولكم أجرموا في حقك ولكم آذوك!
يأخذك هذا القسم في جولة حول بعض المشاكل التي قد تمر بها، ولا تعرف لها حلًا، فثلًا:
قيل قديمًا: “وينشأ ناشئ الفتيان منا.. على ما كان عوَّده أبوه”
فالطفل في يديك كالصلصال اللين؛ تُشكِّل طباعه وأخلاقه أنّى شئت،
فإذا عهدته بالرعاية، نشأ فردًا سويًا صالحًا، وإن أهملته، ضاع منك بلا رجعة.
يساعدك هذا القسم على إتمام مهمتك الشاقة، ويقدم العديد من النصائح المتعلقة بالتربية، ويفتح عينيك على المشاكل التي قد يمر بها طفلك، فمثلًا:
إن الأسرة هي وحدة بناء المجتمع؛ لذا يهتم هذا القسم بالمشاكل الأسرية والتحديات التي تواجه استقرار الأسرة من آن للآخر، فمثلًا:
يساعدك هذا القسم على ترتيب أفكارك تجاه عملك، ويساعدك على تخطي الضغوطات التي يفرضها عليك عملك، فمثلًا:
تقع العديد من المشكلات خلف الأبواب المغلقة، فمن ذا يجيبك عن أسئلتك المحرجة ويدفع عنك بعض المفاهيم المغلوطة؟
يمكنك أن تقرأ في هذا القسم عن:
يدعوك هذا القسم لأن تحرر روحك مما يعلق بها من ضغائن وأحقاد، ويحثك على التخلص من الغضب، ويساعدك على الوصول إلى السلام النفسي وحب الذات.
يلتهم الإدمان الروح؛ فتذهل عن يومها، ويضيع غدها. يشجعك هذا القسم على الإفلات من مصيدة الإدمان بأنواعه المختلفة.
يتيح لك الموقع الاستماع إلى المقالات -عوضًا عن قرائتها- عبر منصة SoundCloud.
وأخيرًا -عزيزي القارئ- أرجو أن تهتدي إلى ضالتك المنشودة، وتجد في أنحاء الموقع ما يُطيِّب روحك، ويداوي جروحك.
وكُن واثقًا أن لكل عِلّة ترياق!
لميس ضياء