التصنيفات: غير مصنف

براعم البروكلي لعلاج التوحد

في دراسة شملت 40 شابا وفتاة تراوحت أعمارهم بين 13 عاما وحتى 27 عاما، أظهر فيها من تناولوا مادة كيميائية تسمى “سالفورافان” موجودة في براعم البروكلي، أظهروا تحسناً واضحاً في المهارات الاجتماعية واللفظية مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا علاجا وهمياً “البلاسيبو”.

كما لاحظ العلماء أيضا لدى متناولي تلك المادة، انخفاضا في السلوك المتكرر الذي يتسم به مرضى التوحد.

وقال أستاذ علم الصيدلة والعلوم الجزيئية من جامعة جونز هوبكنز بول تالالى، أن ذلك الاكتشاف يعتبر دليلا على إمكانية علاج مرض التوحد حيث تقوم المادة الكيميائية بتحسين أعراض المرض من خلال تصحيح بعض المشاكل الخلوية الأساسية فيه.

بول تالالاى كان قد أمضى أكثر من 25 عاما في البحث والتجريب لمركبات كيميائية شبيهة بالسالفورافان.

الباحث المشارك أندرو زيمرمان، أستاذ الأمراض العصبية للأطفال من جامعة ماساتشوستس في مركز ميموريا الطبي، صرح بان هذا الاكتشاف لا يعنى الاقتراب من علاج التوحد، ولكن، كما يقول زيمرمان، فان هذا الاكتشاف سيساعدهم مستقبلا على التوصل إلى ما قد يساعد في علاج المرض بشكل حقيقي.

وأظهرت الدراسات أن مرضى التوحد لديهم مستوى عالي من تفاعلات الأكسدة في خلاياهم، وهي تفاعلات ضارة تؤدي زيادتها إلى زيادة تراكم مواد مؤذية للخلايا، مسببة الأمراض المزمنة والالتهابات والسرطانات وتلف الحمض النووي وصحيح أن جذور هذا المرض ما تزال عصيّة على الوصول بعد لكننا اقتربنا خطوة بمعرفة خلل التفاعلات الكيميائية وزيادة التفاعلات المؤكسدة وبمعرفة الخلل الجيني المصاحب للتوحد.

في عام 1992 اكتشف الباحثون أن مادة “سالفورافان” -وهي المادة المتوفرة في البروكلي-لديها القدرة على تعزيز دفاعات الجسم الطبيعية ضد المواد المؤكسدة الضارة، وبالتالي تحمي حمضه النووي من التلف وتحميه من حدوث السرطانات.

أكثر من نصف آباء الأطفال المصابين بالتوحد أبلغوا شيئاً غريباً لاحظوه على أطفالهم حين يتعرضون للحمّى، حيث أن ذلك يجعل حالة التوحد لديهم تتحسن بشكل مؤقت يختفي حين تذهب الحمّى، لا أحد يعرف تفسير ذلك لكنه يحدث، ولقد وجد أن هذه المادة تجعل أثر هذا التحسن المؤقت مجهول التفسير على التوحد أكثر فعالية.

 تحسّن في أربعة أسابيع!

قبل التجربة قام الباحثون بوضع ثلاثة عناصر أساسية لتقييم شدة مرض التوحد، ثم قاموا بإعطاء 26 مريضاً مقداراً من مادة “السالفورافان” يبلغ 9 إلى 27 ميليجراما كل يوم، وقاموا بإعطاء الـ14 الآخرين أقراص علاج وهمية “بلاسيبو” ، معظم الذين تلقوا العلاج الحقيقي تحسنوا في أربعة أسابيع واستمروا في التحسن بقية مدة العلاج، ووجدوا في الأسبوع الثامن عشر أن شدة المرض قد انخفضت على صعيدين أو ثلاثاً من المفترض تقييمه بها، وقلت أعراض التهيج والخمول والحركات المتكررة وفرط النشاط وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين كمثال.

في التقييم الثالث للمرض بدأ التحسن يشمل تفاعل المريض مع المجتمع وتواصله بالكلام وبدأت سلوكياته الشاذة تقل.

بعد ذلك، فكر العلماء بإيقاف العلاج التجريبي فوجدوا أن النتيجة التي كان المريض قد أحرزها بالفعل قد بدأت بالتراجع.

“يبدو أن السالفورافان يساعد الخلايا مؤقتاً للتغلب على إعاقتها”

بحسب ما يقوله الدكتور تالالاي الباحث المشارك، كما يضيف أنه من الصعب أن يحصل المريض على المستوى المطلوب من “السالفورافان” بأكل البروكلي حتى لو أكل كميات كبيرة منها، لذلك نستخلص هذه المادة في كبسولات دوائية يتم تناولها عبر الفم.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير