التصنيفات: الصحة الجيدة

الوظيفة المجهولة للرئتين!!


.يكاد لا يختلف اثنان على ان الوظيفة الرئيسية للرئتين في جسمنا هي تبادل الغازات, بمعنى تزويد الدم بالاكسجين واخراج ثاني اكسيد الكربون منه
وحتى عملية اخراج ثاني اكسيد الكربون والتي هي ايضاً مهمة جدا للجسم قد يغفل عنها الكثيرون. فوجود ثاني اكسيد الكربون بتركيز عالي بالدم يزيد من حموضة الدم فلا تستطيع الانزيمات وبذلك الخلايا من العمل بالشكل المناسب فيصبح بطىء في عمل كل انزيمات الجسد ويشعر الشخص بالتعب والارهاق. والعكس يؤدي ايضا الى نفس النتيجة فاذا قل ثاني اكسيد الكربون بشكل كبير في الدم تقل الحموضة ويصبح الدم اكثر قاعدي ولا تعمل الانزيمات بالشكل السليم ونجصل على نفس النتائج فعمل فالانزيمات بجسمنا بحاجة الى حموضة معينة لتعمل بالشكل المثالي فلا الزيادة جيدة والا النقصان جيد. فلذلك عندما نتنفس بسرعة نخرج كمية اكبر من ثاني اكسيد الكربون من الجسم ومن يتنفس ببطىء يخرج كمية اقل من اللازم فيرتفع ثاني اكسيد الكربون في دمه (وهكذا يكون التحكم السريع بنسبة ثاني اكيد الكربون بالجسم فمن يركض مثلا ينتج جسمة كمية اكبر من ثاني اكسيد الكربون ويحتاج اكسجين اكثر لذلك فالتنفس بسرعة عندها هو تنفس فيزيولوجي طبيعي) وهذا يفسر لماذا في حالة تعرض شخص ما الى خوف شديد واذا اخذ يتنفس عندها بسرعة كبيرة فيجب ان يتنفس في كيس. وذلك لانه يخسر الكثير من ثاني اكسيد الكربون مع ان جسمه لا ينتج الكثير انما هي حالة عصبية ولذلك يجب ان نرجع له جزء من ثاني اكسيد الكربون الذي يخسره بشدة عن طريق تنفسه بالكيس واعادة له نفس الهواء الغني بثاني اكسيد الكربون الذي فقده .

ولكن الوظيفة الخفية للرئتين والتي يغفل عنها الكثيرون هي ان الرئتين يعتبرن مصفاه للجلطات التي تحصل في الاوردة بالجسم. وذلك بحكم موقعهن في الدورة الدموية حيث يجب على الدم القادم من الاوردة والذي يمر من الجهة اليمنى من القلب ان يمر عبر الرئتين وذلك بأوعية دموية صغيرة جدا او شعيرات دموية لكي يتم تحميل الاكسجين على كريات الدم الحمراء الموجودة فيه ومن ثم يذهب الى الجهة اليسرى من القلب والتي تقوم بدورها بضخه الى سائر الجسد وهذه منطقة مهمة جدا ليس فقط لتبادل الغازات انما ايضا لمنع الجلطة او الخثرة من الوصول من الاوردة للشرايين.

كيف تتكون الجلطات ولماذا يجب منع الجلطات من الوصول من الاوردة الى الشرايين؟؟

ان الجلطات تتكون عادة بالاوردة اكثر من الشرايين وذلك حسب ثلاثية فيرشوف لتكون الجلطات فإن تكون الجلطة يكون باحد هذه الاسباب

1 توقف الدم او التدفق البطيء للدم (وذلك عند الاشخاص قليلي الحركة مثل الكبار بالسن او الذين يجرون عملية بالمستشفى ويبقون لفترة طويلة بالفراش لذلك الحركة مهمة جدا للوقاية من الجلطات وهذا يفسر تكون الجلطات في الاوردة اكثر من الشرايين لان تضفق الدم بالشرايين سريع اما بالاوردة فهو بطيء بالاصل فيكون من الاسهل ان يتوقف الدم في الاوردة)
2 ضرر بالطبقة الداخلية من الاوعية الدموية (وهذا ممكن ان يسببه مثلا ارتفاع ضغط الدم, التدخين, الكولسترول المرتفع والسكر المرتفع)
3 خلل في نظام تخثر الدم في الجسم (وهو نظام ضقيق جداً في حالة منعه عن طريق الادوية او نقص في فيتامين ك او بخلل وراثي ممكن ان ينزف الجسد وبحالة اذا كان يعمل بشكل اكثر من المفروض لسبب وراثي مثلا يمكن ان تتكون الجلطات)

في حال تكون جلطة صغيرة في وريد معين فهي تنتقل الى الجهة اليمنى من القلب وتعبره ولكنها تعلق في الشعيرات الدموية الدقيقة في الرئة ولا تستطيع الوصول الى النصف الايسر من القلب. اما اذا استطاعت العبور فهي سوف تسير في الشراين وتصل الى اعضاء الجسم المختلفة وتعلق بالشعيرات الدموية في عضو معين وتغلقها فلا يتم تزويد هذه المنطقة في العضو بالدم فتموت هذه المنطقة والمشكلة الكبرى اذا كان هذا العضو هو عضو ضقيق جدا في عمله ومهم جدا مثل المخ فعندها سوف يفقد الجسم هذه المنطقة من المخ ويخسر عملها وهي ممكن ان تكون مسؤولة عن حركة عضو معين او للنظر او الاحساس فبوجود جلطة في المخ يمكن ان نخسر اي شيء من عمل المخ بحسب المنطقة المصابة. والجدير بالذكر ان مثل هذه الجلطات الصغيرة جدا تحدث لكل منا بكثرة ولكن والحمد لله فهي تعلق بالرئتين ولا تصل لاعضائنا الاخرى وتقوم الرئتين بتفتيتها (اذا فالرئتين مصفاه الجلطات في الجسم).
ولكن المشكلة الكبيرة قد تكون اذا كانت الجلطة كبيرة واغلقت جزء كبير من الرئة مع انها تكون عادة اكثر من واحدة وممكن ان يصبن الرئتين معا عندها سوف يعاني الشخص من الاحساس المفاجىء بالاختناق والتعب ووجع بالصدر ومثل هذه الجلطات تشكل خطر على حياة الشخص فممكن ان تودي بحياته.
والجدير بالذكر انها لا تقوم فقط باغلاق شرايين الرئتين فقد احتار الجراحين لماذا اذا اغلقت الجلطة بالرئة 25% او 50% من تدفق الدم يموت الانسان بينما بامكان الجراح ان يمنع تدفق الدم على رئة باكملها لاجراء عملية ويبقى الشخص حي يتنفس برئة واحدة حتى انتهاء العملية. حتى اكتشفوا ان الجلطة هي لا تقوم فقط بإغلاق موضعي للشريان انما هي ايضا تقوم ويقوم معها الشريان المصاب بافراز مواد غالقة للشرايين كي لا تستطيع المرور وهذه المواد تصل الى الشراين الاخرى في الرئة وحتى من الممكن ان تصل الى الرئة المجاورة فتقوم بتحفيز الشراين في الرئتين على التضيق وتدفق كمية اقل من الدم وهذا يبين سبب كون جلطة تغلق 25% من تضفق الدم في رئة معينة ممكن ان تكون قاتلة اما اغلاق الجراح ل 100% من تدفق الدم في رئة واحدة ممكن للمريض التعايش مهعه ولا يقوم بقتل المريض.

في النهاية احب ان انصح كل شخص يريد ان يقي نفسه من الجلطات المحتملة ان يمارس الرياضة بشكل منتظم ( رياضة الجري او المشي وليست كمال الاجسام لان الحمل الزائد على الارجل ممكن ان يساهم بضرر بالشرايين وتكون الجلطات) فهي مهمة جدا للوقاية من الجلطات لانها تقوم بتحريك الدم بالجسم فلا يكون تدفقه بطىء ويكون من السهل ان يتجلط. وعلاوة على ذلك الحركة (ينصح باكثر من 150 دقيقة مشي كل اسبوع) تعدل ضغط الدم وتحرق الدهون وتزيد من عدد وحساسية مستقبلات الانسولين بالجسم ما يقي من مرض السكري النوع الثاني وبذلك من تضرر الشرايين. ول يجب ان ننسى الاقلاع عن التدخين. فهو مهم جدا لحماية الشرايين ومنع الجلطات وخاصة لحماية شرايين القلب ومنع تكون الجلطات فيها ما يؤدي الى نوبة قلبية

شارك
نشر المقال:
أشرف عاصي