الهورمونات النباتية

 

عندما نتحدث عن جسم الانسان, نقصد بالهورمونات مواد تفرز من غدد الجسم الى مجرى الدم وتؤثر على عضو الهدف والذي يملك مستقبلات خاصة لهذا الهورمون.

قد يتفاجئ البعض بوجود هورمونات نباتية, اي مواد لها فعالية خاصة ومعينة. عند النباتات الهورمونات تفرز الى انابيب نقل المواد phloem و xylem وتؤثر على الانسجة التي لها مستقبلات خاصة لهذه المادة. فرق اساسي بين الهورمونات النباتة والحيوانية هو انه عند النباتات هناك امكانية لكل خلية ان تصنع الكمية قليلة من الهورمون عند الضرورة, ما لايحدث في حالة الهورمونات الحيوانية. لهذا السبب يفضل البعض تسمية “الهورمونات” النباتية بمصطلح “منظمات النمو النباتية”.

هورمون النمو (growth hormon) عند الانسان يفرز من الغدة النخامية الى مجرى الدم ونرى تأثيره على تطور العظام ونمو الجسم بشكل عام, بعد جيل معين 21 سنة بشكل عام  نرى انخفاض في افراز الهورمون لان نمو الجسم قد اكتمل الى حد ما. بالمقابل اذا نظرنا عند النبات هناك هورمون الاوكسين  والذي يفرز من الاجزاء حديثة النمو ومن نسيج الخلايا الجذعية النباتية (merestame) ويتم نقله بين الخلايا النباتية عن طريق ناقل خاص موجود في غلاف الخلايا, الوكسين ينقل بشكل محدد وباتجاه معين من اعلى النبتة الى منطقة الجذور. اتجاه نقل الاوكسين يسبب فرق في التراكيز (gradient) بحسب بعد الخلية عن اعلى نقطة في النبتة.

لهورمون الاوكسين عدة تأثيرات على النبتة, اهمها انه يحفز نمو الخلايا وازديات طولها في منطقة الساق الرئسي وبالمقابل يقلل من التفرع الجانبي في ساق النبات. تأثير اخر لهورمون الاوكسين هو زيادة التفرع في الجذور. هورمون الاوكسين مسؤول عن ظاهرة الامتناع من الظل (shade avoidance), هذه الظاهرة تتم بعد ان يلتقط بروتين مستقبل للضوء (creptochrome) ضوء الشمس بطول موجة محدد وبهذا يتم تفعيله, بعد تفعيل هذا البروتين نرى ان له تأثير مباشر على تركيز الاوكسين, نرى ان الاوكسين يتجمع في المنطقة المظللة من النبتة وهذا يسبب التواء الساق باتجاه الضوء.

هورمون اخر هو الجبرلين, هو هورمون نمو اخر اتجاه نقله معاكس لاتجاه نقل الاوكسين فهو ينقل من الجذور الى اعلى. مدى سرعة نمو النسيج المعين يحدد حسب تركيز الاوكسين وتركيز الجبرلين, الجبرلين يؤدي الى زيادة التفرع الجانبي وزيادة طةل النبتة, احدى الظواهر المؤثرة

من هورمون الجبرلين بطريقة مباشرة هي نمو النبتة في الظل (etiolation) بالمقارنة بين نبتة نمت في الظل وبيت نبتة تنمو في الضوء نرى ان النبتة التي نمت في الظل لونها اصفر وهي اطول ومتفرعة اكثر, السبب هو هورمون الجبرلين. المميز في هذا الهورمون انه يتم تركيبه في 3 عضيات (اعضاء صغيرة بداخل الخلية) مختلفة في الخلية.

هورمون سايتوكنين: يصنع في الجذور وينقل الى اجزاء النبات العليا عن طريق انابيب النقل. مسؤول عن “شيخوخة” الاوراق aging وجودة يبطئ من الشيخوخة ويبقي الاوراق خضراء لوقت اطول. له تأثير ايضاً على انقسام الخلايا النباتية. يحفز التفرع الجانبي في الساق (بعكس الاوكسين). نرى انه هناك علاقة مباشرة بين تركيز الاوكسين والسايتوكينين وانهما معا يراقبان نمو النبتة. فمثلاً اذا كان تركيز الاوكسين اعلى من تركيز السايتوكينين في برعم النبتة لن يتطور البرعم الى صورته البالغة وبهذا نمع التفرع الجانبي ولاعكس صحيح.

غاز الاتيلين, مع انه غاز ولكنه يعبر هورمون نباتي يؤثر بشكل مباشر على نضوج الفاكهة وعلى ازهار النباتات. الاتيلين هو سبب تحول الموز الى اللون البني في صحن الفاكهة.

Abscisic acid : هي تركيبة عضوية (حامض) هورمون نباتي اخر مسؤول عن تنظيم وضع النبتة في مواجهة نقص الماء. لهذا الهورمون تأثير مباشر على اغلاق الثغور في اوراق النبات لمنع فقدان الماء عن طريقها.

من الجدير بالذكر ان الهورمونات التي ذكرت هنا هي فقط جزء من الهورمونات النباتية التي تم اكتشافها وهناك المزيد الذي لم يذكر في المقال.

شارك
نشر المقال:
mtahhan