التصنيفات: متفرقات

الوسادات الهوائية يمكن أن تكون قاتلة

الوسادة الهوائية المثبتة في عجلة القيادة في سيارتك تستطيع بالتأكيد أن تنقذ حياتك في الكثير من الحوادث التي يمكن أن تتعرض لها يوميا ولكن إن لم تصنع تلك الوسادة بالشكل الصحيح تماماً فإن هذا قد يعنى موتك بسبب الوسادة الهوائية نفسها التي كانت من المفروض أن تحميك.

هناك خمس حالات موثقة لأشخاص ماتوا بعد انفجار وسائد هواء معيوبة في وجههم عند تعرضهم لحوادث مختلفة. فما الذي قد يجعل الوسادة الهوائية خطرة بهذا الشكل؟

الوسادة الهوائية الغير مصنعة بدقة قد تتسبب في قذف شظايا معدنية حادة في وجه الركاب، وخاصة السائق الذي يتعرض للقدر الأكبر من الخطر.

بدأت العديد من شركات السيارات حول العالم في سحب ما يقارب من 14 مليون سيارة لوجود أخطاء في صناعة الوسائد الهوائية بتلك السيارات.

سحب تلك السيارات من الأسواق أو حتى استعادتها من ملاكها مع دفع تعويضات يسلط الضوء على ضرورة مراعاة التوازن الدقيق بين العمليات الكهربائية والميكانيكية وحتى الكيميائية التي تحدث داخل الوسادة والتي قد تكون عرضة لأن يختل توازنها، لتتحول الوسادة المنقذة إلى وسادة قاتلة.

ولكي نفهم لماذا يجب أن نراعي الدقة للغاية في الوسائد الهوائية قد يكون علينا أولاً أن نفهم كيف تعمل تلك الوسائد الهوائية تماماً، فقبل أن تنفتح الوسادة فإن وحدة التحكم الموجودة بالسيارة عليها أن تكشف عن حدوث تحطم في مقدمة السيارة باستخدام أنواع مختلفة من أجهزة الاستشعار الصغيرة. تستطيع وحدة التحكم تلك أن تحدد متى تماما حدث التصادم وبالتالي فتح الوسادة الهوائية.

فأجهزة الاستشعار هي أجهزة تكشف حدوث تصادم من خلال التباطؤ المفاجئ للمركبة، ولكن بدون أن تتأثر بحالتي التوقف العادي أو الانطلاق عند البدء في قيادة السيارة.

أحد أنواع تلك الأجهزة هو جهاز استشعار يطلق عليه اسم “الكرة والأنبوب”، والذي تعتمد فكرته على وجود كرة معدنية مثبت بمغناطيس. فعند حدوث تصادم فإن تلك الكرة تنفصل عن المغناطيس، وتتحرك إلى أسفل حتى يكتمل اتصال الدائرة الكهربائية والتي بدورها تقوم بالبدء بعملية تحفيز بسيطة، مطلقة الوسادة الهوائية.

كما أن هناك نوعا آخر من أجهزة الاستشعار مثل أجهزة استشعار الضغط، والتي تثبت في أبواب السيارة الأمامية، لتراقب ضغط الهواء. في حالة حدوث تصادم فإن ذلك يتسبب في دفع الباب الى الداخل مما يزيد من الضغط الواقع على تلك الأجهزة، لتقوم بعملها مباشرة بعد ذلك.

بمجرد أن تسجل أجهزة الاستشعار وجود حادث فإن أغلب الوسائد الهوائية تبدأ في الامتلاء بعد أن يحدث تحفيز لمادة تسمى أزيد الصوديوم (NAN3)، والتي بدورها تقوم بعمل تفاعل كيميائي سريع، يتسبب في ملء الوسادة الهوائية بغاز النيتروجين (N2). كل هذا يحدث في أقل من نصف الوقت الذي تستغرقه طرفة العين.

في عام 1990، حاولت شركة تاكاتا اليابانية أن تبحث عن بديل لأزيد الصوديوم، وذلك لأنه ثبت أن المُركب يطلق أبخرة سامة عندما تنفتح الوسادة الهوائية، فقاموا باستبداله بمركب يدعى التيترازول والذي أثبت أنه أقل سمية من أزيد الصوديوم ولكنه كان مكلفا للغاية فتوقف العمل به.

بعدها بفترة قصيرة قامت الشركة باستبدال أزيد الصوديوم بما يسمى نترات الأمونيوم، والذي يعد مقارنة بأزيد الصوديوم أرخص بكثير، وعندما نأتي على ذكر الجودة فإنه يعد أقل جودة.

مركب نترات الأمونيوم يشيع استخدامه كأحد أنواع السماد ولكنه يتسم بعدم استقراره وخاصة في حالات تغير الطقس، فتتغير حالته بتغير الطقس، مما يزيد من عدم استقراره، ويجعله مرشحا أن يتم استخدامه في عمليات التفجير الكبيرة مثل تفجير المباني القديمة أو غيرها، أما في حالة الوسائد الهوائية قد يكون خطراً للغاية.

هيروشى شيميزو نائب الرئيس في شركة تاكاتا قال إن السبب الحقيقي لتمزق تلك الوسادات الهوائية لا يزال مجهولاً، ولكنه على الرغم من ذلك دعا الشركة إلى سحب المركبات التي تحوي نترات الألمونيوم من الأسواق، وجعل تلك السيارات مقصورة فقط على المناطق الرطبة.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير