التصنيفات: أخبار العلوم

هل تستطيع النساء منافسة المتحولات جنسيًا في الرياضة؟

أعلن المجلس العالمي لألعاب القوى في 31 مارس عن منع المتحولات جنسيًا من المشاركة في المنافسات الرياضية النسائية القادمة، بناءا على قاعدة انعدام تكافؤ الفرص بين النساء والرجال الذين خضعوا لعمليات تحويل جنسي ليصبحوا نساءا، وذلك بسبب مزايا الأداء البدني المحتملة لهم عن النساء.

سنناقش في هذا المقال المميزات الفسيولوجية للرجال و النساء، وهل يوجد فرق بين أداء الرجال والنساء في الرياضة، وحقيقة وجود المتحولات جنسيًا في الألعاب الأولمبية.

أولا المميزات الفسيولوجية للرجال والنساء

يتمتع الرجال بمميزات فسيولوجية عديدة عن النساء ومنها:

الهيكل الجسماني

عادةً ما يكون للرجال هياكل جسمانية مختلفة عن النساء. حيث أن الرجال لديهم كتلة العضلات والهيكل العظمي أعلى بكثير من النساء، وبالنسبة لكتلة الجسم (الرجال 38.4% مقابل النساء 30.6%)، والرجال أيضا لديهم نسبة أكبر من كتلة العضلات في الجزء العلوي من الجسم (كتلة العضلات في الجزء العلوي من الجسم 42.9% في الرجال مقابل 39.7% في النساء).

الهرمونات

الرجال لديهم مستويات أعلى من هرمون التستوستيرون في جسمهم. حيث أن تركيز هرمون التستوستيرون في نطاق الرجال من 7.7 إلى 29.4 nmol / L بالنسبة إلى 0.06 إلى 1.68 nmol / L في النساء. يؤدي ذلك إلى زيادة البنية الجسدية للرجال عن النساء وارتفاع كتلة العضلات وانخفاض نسبة الدهون في الجسم وزيادة القوة عند الرجال.

هل تستطيع النساء هزيمة الرجال في الرياضة؟

نعم، يمكن لبعض الرياضيات النساء أن يفزن على الرجال في الكثير من المسابقات الرياضية، لكن هذه ليست القاعدة العامة كما تشير الكثير من الدراسات والإجراءات المسحية العلمية المعتبرة. وهو ما سنتابعه في الاحصائيات الموضحة في المقال.

الفرق بين أداء الرجال والنساء في الرياضة

يمكننا المقارنة بين إنجازات الرجال والنساء في الأنشطة الرياضية وتحديد مدى ميزة أداء الرجال عن النساء.(وفقا لدراسة نشرت عام 2020 في national library of medicine)
طبقا للشكل السابق فيوجد العديد من الفجوات عند المقارنة بين أداء الرجال بالنسبة للنساء. وجدت أصغر فجوات في الأداء في التجديف والسباحة والجري (11-13٪). تزداد فجوة الأداء إلى متوسط 16٪ في سباقات الدراجات.

يبلغ متوسط فجوة الأداء 18٪ في القفز (الوثب الطويل والوثب العالي). تظهر الفروق في الأداء التي تزيد عن 20٪ بشكل عام في الرياضات والأنشطة التي تنطوي على مساهمات كبيرة في الجزء العلوي من الجسم.

ووفقاً لدراسة أجراها موقع ” RunRepeat “، يجري الرجال في سباقات الماراثون أسرع من النساء بمعدل 11 في المئة.

مقارنة بين أداء الرجال والسيدات في رياضة السباحة

تقام أحداث السباحة الحرة على ستة مسافات مختلفة 50 متر و 100 م و 200 م و 400 م و 800 م و 1500 م. عند مقارنة سجلات السباحة الأولمبية الحرة بين الرجال والنساء وفقا للشكل المقابل، تظهر العديد من الاختلافات الرئيسية. بشكل عام ، تميل سجلات السباحة الحرة للرجال إلى أن تكون أسرع من سجلات النساء في جميع المسافات.

يمكن أن يُعزى ذلك إلى الاختلافات الفسيولوجية، المذكورة أعلاه بما في ذلك ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال، مما يؤدي إلى زيادة كتلة العضلات وقوتها.

هل هناك رياضيين متحولين جنسيا من الرجال إلي النساء شاركوا وفازوا بالألعاب الأولمبية؟

نعم، هناك رياضيين متحولين جنسيا من الرجال قد فازوا بالألعاب الأولمبية. كانت أول أولمبية متحولة جنسياً هي المرأة الألمانية، دورا راتجين، التي شاركت في أولمبياد عام 1936. فازت بميدالية برونزية في الوثب العالي، لكن اكتشف لاحقًا أنها متحولة جنسيًا.

منذ أن بدأت اللجنة الأولمبية الدولية في السماح للرياضيين المتحولين جنسياً بالمنافسة في عام 2003، كانت هناك زيادة في عدد الرياضيين المتحولين جنسياً الذين يتنافسون في الألعاب الأولمبية. في أولمبياد ريو 2016، تنافس اربع نساء رياضيين متحولين جنسياً. كانت جميع النساء الأربع من الولايات المتحدة وفازت بميداليات ذهبية في سباق التتابع لمسافة 100 متر، و مسافة 200 متر، ومسافة 400 متر.

وعلى الرغم من وجود دراسة نشرت في عام 2015 تمت مراجعتها من قبل الخبراء، للرياضيين المتحولين جنسياً، والتي وجدت أن النساء المتحولات اللواتي كن يتلقين العلاج الهرموني لتقليل مستويات هرمون التستوستيرون، لم يظهرن أي ميزة تفضلهن على الرياضيات المولودات نساء في العدو لمسافات طويلة.

إلا أن العلماء انتقدوا الدراسة بشدة، مشككين بقدرة دراسة تم اجراؤها على ٨ أشخاص فقط على اظهار نتائج ذات مغزى.

وكشفت دراسة أخرى، نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي، أن مستويات الهيموغلوبين (وهو البروتين الذين ينقل الأكسجين من الرئتين إلى مختلف أنحاء الجسم) لدى النساء المتحولات جنسياً تصل إلى مستويات تتماشى مع النساء المولودات بيولوجياً بعد مرور حوالي أربعة أشهر من أخذ العلاج الهرموني.

ولكن، خلصت ورقتها أيضاً إلى أن كتلة الجسم العضلية والدهنية لدى النساء العابرات أعلى من مستوياتها في النساء المولودات بيولوجياً كأنثى بعد مرور 36 شهراً على الأقل من تلقي العلاج الهرموني.

مما سبق نستنتج أن المتحولين جنسيا من الرجال إلي النساء يملكون مميزات فسيولوجية تجعلهم أفضل من النساء في المسابقات الرياضية، لذلك كان من الضروري الإعلان عن منع مشاركتهم في المنافسات الرياضية النسائية تحقيقا للمساواة والعدالة الرياضية.

المصادر: olympics news,ncbi,npr,sdlgbtn

شارك
نشر المقال:
نيرة عونى