التصنيفات: الصحة الجيدة

القلق لدى الأطفال يؤدي لحصول تغيرات فيزيائية في الدماغ

قد تبدو المشاكل المتمثلة بالأمراض الذهنية حكراً على الكبار فقط، ولكن تبعاً للدراسات الحديثة فإن هذا المشاكل يمكن أيضاً أن يكون لها تأثير عميق على عقول الصغار، حيث أن القلق في مرحلة ما قبل المدرسة قد يؤدي إلى حدوث تغيرات فيزيولوجية في الدماغ.

قام باحثون من جامعة ييل، وديوك، وجامعة فاندربيلت بفحص أدمغة الأطفال على مدى خمس سنوات، ووجدوا أن هناك تأثيرات عصبية حيوية طويلة الأمد تصيب الأطفال الذين يعانون من اضطرابات القلق، وتشمل هذه التأثيرات القلق العام، والرهاب الاجتماعي وقلق الانفصال، حيث أظهرت الدراسة أن الاتصال يصبح أضعف في أدمغة هؤلاء الأطفال بين القشرة قبل الجبهية واللوزة، وهما المنطقتان اللتان تتفاعلان لتلعبا دوراً هاماً في تنظيم القلق.

تم اختبار الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنتين والخمس سنوات باستخدام التقييم النفسي الذي وضعه الباحثون، والذي يدرس سلوك الأطفال وعواطفهم خلال مقابلات أبوية، وبعد أن بلغ المشاركون من العمر ما بين 5 إلى 9 سنوات، قام الباحثون بإجراء مسح بالرنين المغناطيسي للوظيفة الدماغية للنظر في أدمغتهم، واكتشفوا حدوث تغيرات متنوعة تبعاً لنوع اضطرابات القلق الذي يعانون منه.

تؤكد هذه الدراسة فكرة أن وجود المرض العقلي ليس فقط عبارة عن “معاناة توجد في رأس المريض أو حالة ظرفية معينة”، فحتى عندما يتعلق الأمر بالأطفال، فإن النتائج الأخيرة التي تم نشرها في مجلة (PLOS ONE)، تشير إلى أن هذه الأنواع من الاضطرابات قد تسبب تأثيرات حيوية طويلة الأمد، بل وربما تؤدي إلى إحداث تغييرات من الناحية الفيزيائية للدماغ، لذلك يؤكد الخبراء ضرورة الاعتراف بأن الأمراض العقلية تسبب خطورة على الصحة كما تفعل باقي الأمراض الأخرى للجسم، ولكن على الرغم من أن الأبحاث في هذا المجال أصبحت كثيرة جداً، إلّا أن المعركة لا تزال تبدو شاقة عندما يتعلق الأمر بجعل هذا النوع من الأمراض ينال التعاطف وعلاج مثل باقي المشاكل الفيزيائية الأخرى.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير