لا شك بأن كل من سمك السلمون وسمك التونة يعتبران من الأغذية الرائعة، فبالإضافة لكونهما مصدراً هاماً للبروتين الخالي من الدهون، وبالإضافة لغناهما الكبير بالعناصر الغذائية مثل فيتامين B12 وفيتامين D والكالسيوم والحديد، فإن طعمهما رائع ويمكن اعداد عشرات الأطباق المتنوعة منهما، ولكن ما جعل خبراء التغذية والعلماء ينصحون بهما هو الكمية العالية التي يحتويها السلمون والتونة من أحماض أوميغا 3 الدهنية، فمؤخراً أظهرت الدراسات ارتباط أحماض أوميغا 3 مع العديد من الفوائد الصحية، مثل درء الاكتئاب، والحد من الالتهابات ومخاطر الإصابة بأمراض القلب، وهذا ما جعل جمعية القلب الأمريكية توصي بتناول الأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية – مثل التونة والسلمون – مرتين في الأسبوع.
على الرغم من أن أسعار سمك السلمون مرتفعة قليلاً، إلّا أنه يناسب الأشخاص ذوي الذوق المعقد في الطعام، فإذا توفرت لديكم الميزانية الكافية، فهناك بعض الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند شرائكم لسمك السلمون، حيث يفضل شراء السملون البري على السلمون الذي تتم تربيته في المزارع، كون السلمون البري يحتوي على نسبة أكبر من أحماض أوميغا 3 الدهنية ، كما يجب الانتباه لأن يكون لحم السلمون متيناً وذو لون أحمر زاهي، وأن يكون الجلد نظيفاً وبراقاً وأن يرتد عند الضغط عليه برفق، أما فيما يخص طهيه، فإن شرائح سمك السلمون مثالية للشوي، أما فيليه السلمون فيمكن وضعه بالفرن أو شويه بسرعة.
أما سمك التونة الطازج، والذي يمتد موسمه من أواخر الربيع إلى أوائل الخريف، فيمكن تناوله بشويه بسرعة على الشواية، كما أن شرائح لحم التونة النيئة تشبه كثيراً شرائح لحم البقر النيئ، وسمك التونا المشوي يشبه كثيراً شكل وملمس وطعم اللحم البقري ذو النوعية الجيدة.
يمكن استعمال التونة الطازجة مع مجموعة متنوعة من النكهات، كما يمكن تحضيرها بعدة أساليب، ينصح باختيار قطع التونة التي تفوح منها رائحة البحر الطازجة، والتي تبدو لامعة، ولا ينصح باختيار التونة التي يبدو عليها لمعان قوس قزح، كما أنه يفضل طهي التونة وأكلها في يوم شرائها، أما فيما يخص الطهي، فيمكن شوي التونة بسرعة على شواية، حتى يتغير لون اللحم، ويمكن أيضاً استعمال شرائح لحم التونة المجمدة الموجوة في الأسواق، وذلك عن طريق وضع الشريحة في الثلاجة العادية حتى يفك الجليد، ومن ثم طهي التونة في ذات اليوم.
التونة المعلبة وسمك السلمون العلب، هي أغذية مثالية لتخزينها في المنزل واستعمالها كوجبات سريعة، لتعطي الجسم دفعة إضافية من أوميغا 3، حيث يمكن استعمال هذه المعلبات في أطباق المعكرونة (الباستا)، كما يمكن استخدامها في تصنيع الفطائر ويمكن خبزها في الفرن أو شويها أو قليها، ويمكن أيضاً أن تضاف إلى السلطات.
ولكن يجب الإنتباه إلى أنه تبعاً لإدارة الأغذية والعقاقير، يمكن أن يتشكل طبقة من الزئبق فوق سمك التونا ، وعلى الرغم من أن معظم الأشخاص لا يتأثرون بالمستويات المنخفضة من الزئبق التي تكون موجودة في معظم المأكولات البحرية، إلّا أنه ينبغي على الفئات الحساسة مثل النساء الحوامل والأطفال أن يقللوا من تناول التونة، بحيث لا يتم تناولها لأكثر من مرة واحدة في الأسبوع.
أما بالنسبة لأسماك التونة المعلبة الخفيفة، وأسماك السلمون والسردين والسلور، فإن مستويات الزئبق فيها أقل بكثير من غيرها من الأسماك، لذلك ينصح بأن يتناولها الأطفال والنساء الحوامل بمعدل 12 أوقية في الأسبوع، أما باقي الأشخاص فلا داعي لأن يقلقوا بشأن الزئبق الموجود في الأسماك.
أخيراً ومع جميع تلك الفوائد الصحية التي تقدمها أسماك التونة والسلمون لعقولنا وقلوبنا، يجب أن لا نتردد في إضافة هذه الأطعمة إلى الوجبات الغذائية مرتين في الأسبوع، حيث أن تناول هذه الأسماك بشكل دوري يزود أجسامنا بالمقدار الكافي من أحماض أوميغا 3 والتي تقدم بدورها فوائد كبيرة لنا.