بيئة ومناخ

الفحم…أكبر عدو للغابة الإفريقية

يلتهم إنتاج الفحم الكثير من الغابات الإفريقية، حيث أنه يعتبر مصدر الطاقة الوحيد للعديد من العائلات.

ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية، يستخدمه حوالي 90٪ من الأسر، بما في ذلك في المناطق الحضرية، وفي كينشاسا، العاصمة، يقدر استهلاك الفحم بنحو 4.8 مليون متر مكعب في السنة.

وتعاني غابة حوض الكونغو، ثاني كتلة صخرية استوائية بعد الأمازون، من إزالة الغابات المرتبطة بإنتاج الفحم.

حول العاصمة، لا يوجد المزيد من الأشجار في الشرق على هضبة باتيك أو على النهر، ولا في الغرب، على التلال على طول الطريق المؤدي إلى ماتادي.

“تستهلك كينشاسا خمسة ملايين طن من الأخشاب سنويا، والتي ستأتي من استغلال ما يقرب من 60000 هكتار من الغابات الطبيعية المحيطة بالمدن”، كما تقول الوكالة الفرنسية لمركز التعاون الدولي في مجال البحوث الزراعية من أجل التنمية.

مقالات شبيهة:

محمية الغوريلا مهددة
في جوما، في شمال كيفو (شرق البلاد)، يهدد تصنيع الفحم حديقة فيرونغا، ملاذ الغوريلا الجبلية، وقد أصبحت جوما مدينة لجوء خلال 20 عاما من العنف والحرب في المنطقة، واليوم تضم حوالي مليون شخص يستخدمون الفحم.

في عام 2007، نفذت WWF عملية إعادة التحريج، فمن 2007 إلى 2012، تمت إعادة تشجير أكثر من 5000 هكتار من الأنواع سريعة النمو مثل الأوكالبتوس.

وتدخل صناعة الفحم دورة بيئية، فبعد خمس سنوات من النمو، تصبح الأشجار صالحة للاستعمال، ويتم إعادة زرعها، وقد شارك 5000 مزارع في إعادة التحريج.

في الوقت نفسه، تم تطوير وتسويق مواقد فحم أكثر كفاءة، تستهلك نصف الفحم الذي تستهلكه المواقد التقليدية.

هل يمكن الاستغناء عن الفحم؟
سيمر بالتأكيد وقت طويل قبل اختفاء هذا النوع من الطهي الخشبي، فلا توجد طاقة بديلة بأثمان معقولة، حتى في المدن الكبيرة.

كما أن إنتاج الكهرباء غير كافٍ وتزود محطات الطاقة الكهرمائية الحالية أقل من 15٪ من السكان.

يواجه مشروع سد Inga 3 mega في الكونغو مشاكل عديدة، وفقا للإذاعة الألمانية دويتش فيله، فهذا المشروع الذي تبلغ 14 مليار دولار يقلق الجمهور، خاصة بعد أن انسحب منه البنك الدولي بِحجة أن “الحكومة الكونغولية قد غيرت مسار العمل الذي تم تحديده في البداية”.