غير مصنف

العلماء يكتشفون مجرة “شبحية” مؤلفة بالكامل من المادة المظلمة

وجد العلماء مجرة “شبحية” تمتلك تقريباً ذات كتلة مجرتنا، ولكنها مصنوعة تماماً من المادة المظلمة.

تتكون مجرة (Dragonfly 44) تقريباً بالكامل من المادة المظلمة، ذلك الشيء الغامض –والذي يعتبر حتى الآن مجرد نظرية – الذي يشكل 27% من الكون ولكن لم يتم رؤيته في الواقع.

على الرغم من أن المجرة قريبة منا نسبياً، على الأقل مقارنة بحجم الكون، إلّا أنها مظلمة لدرجة أن العلماء لم ينتبهوا لوجودها تماماً لعدة قرون.

استطاع الباحثون أخيراً العثور على هذه المجرة في العام الماضي، وهي تقع في عنقود كوما المجري، على بعد حوالي 330 مليون سنة ضوئية عنا.

عندما درسها العلماء بشكل أكبر، وجدوا بأنها لم تكن مجرد مجموعة من النجوم العادية، بل شبحاً يتألف من المادة المظلمة، ورغم أنها تمتلك ذات كتلة مجرتنا، درب التبانة، تقريباً، إلّا أن 0.1% منها يتكون فقط من المادة العادية مثل النجوم والغبار والغاز الذي يحيط بنا.

تتكون هذه المجرة من 99.99% من المادة المظلمة، ولا أحد يعرف بالضبط ما هي، أو كيف أصبحت هكذا – أو حتى كيف يمكن لمجرة أن تنشأ لتبدو بهذه الطريقة.

تمتلك (Dragonfly 44) بعض النجوم العادية، ولكن مجرتنا تمتلك نجوم تصل إلى مئة ضعف النجوم التي توجد هناك.

استطاع العلماء اكتشاف هذه المجرة الشبحية الغريبة من خلال النظر إلى حركة النجوم في المجرة – حركة بدت وكأنها تتأثر بمادة غير موجودة تبعاً للقياسات العادية.

حسب البروفيسور (بيتر فان ديوكم)، وهو عضو في الفريق من جامعة ييل في الولايات المتحدة، فإن حركة النجوم تخبرنا بكمية المادة التي توجد في المكان، وذلك بغض النظر عن شكل المادة.

يضيف (فان ديوكم) أنه في مجرة (Dragonfly 44)، كانت النجوم تتحرك بسرعة كبيرة، لذلك كان هناك تفاوت كبير، حيث تبيّن بأن الكتلة التي تشير إليها حركات النجوم كانت أكبر بعدة مرات من الكتلة التي تمتلكها النجوم أنفسها.

بحسب علم الفلك، فإنه لا بد وأن يكون هناك شيء يوفر الجاذبية اللازمة لربط المجرة معاً، لكن الكتلة التي من شأنها أن توفر عادة هذه الجاذبية لم تكن موجودة هناك.

الجدير بالذكر أن العلماء الذين اكتشفوا هذه المجرة هم من مرصد كيك في هاواي، وكانوا قد نشروا نتائجهم في مجلة (Astrophysical Journal Letters)، وأشاروا بأنه قد يكون هناك الكثير من المجرات الغريبة الشبحية الأخرى في انتظار العثور عليها.

تبعاً للمؤلف المشارك في الدراسة، الأستاذ (روبرتو إبراهام)، من جامعة تورونتو في كندا، فليس لدى العلماء أي فكرة عن الكيفية التي يمكن فيها لمجرات مثل (Dragonfly 44) أن تتشكل.

تظهر  البيانات إلى أن نسبة كبيرة نسبياً من النجوم تكون مجمعة بشكل عناقيد مترابطة جداً، وهذا قد يكون دليلاً مهماً جداً، ولكن في الوقت الراهن نحن نخمن فقط.

قد تبقى المادة المظلمة أكبر سر في الكون، ففي الوقت الذي يعلم فيه العلماء بأن هذه المادة يجب أن توجد، لأن الحسابات التي تمثل شكل الكون تتطلب ذلك، إلا أننا لم نر قط هذه المادة في الواقع، كما أن محاولات القيام بذلك قد باءت بالفشل، ولكن الاكتشافات يمكن أن تسمح لنا أخيراً بالحصول على معلومات أكثر عن الأشياء الغامضة التي تحيط بنا.

بحسب الدكتور (فان دوكوم)، ففي نهاية المطاف ما نريده حقاً هو أن نعرف ماهية المادة المظلمة ليس إلَا.

بدأ السباق لإيجاد المجرات المظلمة الهائلة التي قد تكون أقرب إلينا حتى من مجرة (Dragonfly 44)، ولذا فإنه قد يكون علينا النظر إلى الإشارات الضعيفة التي قد تكشف عن وجود جسيمات المادة المظلمة.

تتكون 5% فقط من كمية الطاقة التي يتم تبادلها بين المجرات في الكون من نوع من المواد الطبيعية التي يمكننا أن نراها ونلمسها، في حين أن المادة المظلمة تشكل جزءاً كبيراً جداً مما تبقى.

على الرغم من حقيقة أن المادة المظلمة تشكّل 27% من الكون ولا تعكس الضوء، إلّا أنه لا يمكننا رصدها إليها بأي وسيلة حتى الآن، والتجارب لفهم ذلك عادة ما تتطلب وسائل أخرى – ولكنها غالباً ما تفشل في كثير من الأحيان.

الجدير بالذكر أن الجزء المتبقي من الكون يتكون من شيء أكثر إرباكاً، وهو الطاقة المظلمة التي تشكل 68% من الكون، وهو نوع من القوة المضادة للجاذبية التي تدفع المجرات لتبتعد عن بعضها، بسرعة أكبر وأكبر.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير