فضاء

نبتون: الكوكب الأعنف طقساً في النظام الشمسي

يعتبر كوكب نبتون المحطة الأخيرة في نظامنا الشمسي قبل بلوتو، وهو يبعد 4.5 مليار كم عن الشمس، وما يميزه هو امتلاكه أحد أعنف أنواع الطقوس في النظام الشمسي، حيث تصل سرعة الرياح على سطحه إلى أكثر من 2,000 كم في الساعة (أسرع بتسع مرات من سرعة الرياح على الأرض)، وهذا ما يؤدي إلى إثارة عواصف شديدة فيه، وتشكّل سحب غريبة (مصنوعة من الأمونيا والميثان وكبريتيد الهيدروجين) بين الحين والآخر، كما أن غاز الميثان الذي يوجد في الغلاف الجوي لنبتون يمتص الضوء الأحمر، ويجعل هذا الكوكب يظهر بلون أزرق بالنسبة لنا، وفي الوقت نفسه فإن الغيوم العملاقة المرتفعة، والمصنوعة من الميثان المتجمد، تعطي الكوكب نمطه المتغير باستمرار من النقاط والخطوط البيضاء المشرقة.

ولكن مع حصول الكوكب على أشعة الشمس أقل بحوالي 900 مرة مما تحصل عليها الأرض، فإن متوسط درجة الحرارة على سطح نبتون تبلغ -170 درجة مئوية، ولكن كيف تمكّن نبتون من امتلاك مثل هذا الطقس المتغيّر؟ شكّل هذا السؤال لغزاً منذ أمد طويل في علم الكواكب، حيث أشار بعض العلماء بأن الأمر يعود لاختلاف أشعة الشمس، في حين أشار البعض الآخر إلى الأشعة الكونية المجرية (جسيمات ذات طاقة عالية تأتي من الفضاء الخارجي) تمتلك التأثير الأكبر، ولكن مؤخراً، كشفت دراسة جديدة أن السبب في الأنماط المتغيرة لطقس نبتون يعود إلى مزيج من السببين السابقين.

قام كل من (كارين أبلين) من جامعة أكسفورد و(جايلز هاريسون) من جامعة ريدينغ، بدراسة التغيرات في سطوع نبتون منذ عام 1972، وقاما بإجراء نماذج لتأثير أشعة الشمس والأشعة الكونية على هذا الكوكب، ومن خلال ذلك وجدا بأن تأثير الأشعة الكونية يعمل بالاشتراك مع الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس لإنتاج هذه الأنماط المتغيرة، وقد نشرت النتائج في مجلة (Nature Communications).

يبدو بأن الأشعة الكونية تضرب الإلكترونات في جزيئات الغلاف الجوي لنبتون، وهذا بالإضافة إلى التغييرات الطفيفة الناتجة عن ضوء الشمس، يساعد في تعديل تشكيل الغيوم على كوكب نبتون، ولكن هذا يطرح سؤالاً ملحاً آخر، هل للأشعة الكونية تأثير على الطقس على الكواكب الأخرى أيضاً؟ هذا السؤال يبقى برهن العلماء للإجابة عليه في المستقبل.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير