التصنيفات: الصحة الجيدة

العلماء يكتشفون سبلاً لتحسين المناعة لدى كبار السن

أشارت دراسة مقدمة من قبل كل من جامعة اكسفورد وجامعة بازل إلى احتمال وجود طريقة للحفاظ على جهازنا المناعي بحالة جيدة أثناء تقدمنا بالعمر.

في الدراسة التي نشرت في مجلة (Nature Immunology)، شرح العلماء كيف استطاعوا كشف آثار بروتين يسمى (Foxn1)، والذي يعتبر عاملاً حاسماً في تطوير فعالية النظام المناعي.

يستخدم البشر، مثل جميع الحيوانات العليا، الخلايا التائية كجزء من الجهاز المناعي، لمحاربة الالتهابات والسرطان، ويتم توليد هذه الخلايا في جهاز الغدة الصعترية، حيث تتفاعل بشكل وثيق مع الخلايا الظهارية للغدة الصعترية (TEC) عند نضجها، والأشخاص الذين لا يمتلكون الـ(TEC) لا يمكنهم توليد الخلايا التائية، وهذا يقوض بشدة من فعالية نظام المناعة لديهم، وبالتالي يزيد من خطر تعرضهم للالتهابات التي تهدد الحياة والسرطانات.

منذ أكثر من 20 عاماً اكتشف العلماء عامل النسخ (Foxn1)، وحددوا بأنه جزيء ضروري للتطور الطبيعي للـ(TEC)، ومع ذلك، فقد ظلت الجينات التي يسيطر عليها الـ(Foxn1) مباشرة -وبالتالي المسؤولة عن مختلف مهام الـ(TEC)- مجهولة الهوية.

استخدم الباحثون نماذج تجريبية جديدة وأدوات تحليلية للبحث عن الجينات التي يتم تنظيمها من قِبل (Foxn1)، والكيفية التي يؤثر فيها هذا العامل عليها.

على اعتبار أن عوامل النسخ ترتبط بأقسام معينة من الحمض النووي، كان الفريق أول من استطاع تحديد تسلسل الحمض النووي المرتبط بـ(Foxn1)، ومن هناك، استطاعوا تحديد مئات الجينات التي تُنظم من قِبل هذا العامل، وهذه يشمل الجينات التي تعتبر ضرورية لجذب الخلايا الطليعية في الدم، والتي ستصبح فيما بعد خلايا تائية، إلى الغدة الصعترية، وذلك بالإضافة إلى الجينات التي تقوم بتحويل هذه الخلايا الطليعية إلى خلايا تائية، والجينات التي توفر الآليات الجزيئية التي تتيح اختيار الخلايا التائية التي ستخدم الفرد بأفضل طريقة.

أكدت التجارب على أنه يجب أن يكون عامل النسخ (Foxn1) موجوداً بشكل مستمر لتعمل الـTEC بالشكل الطبيعي.

بحسب البروفيسور (جورج هولاندر) من قسم طب الأطفال في جامعة أكسفورد، فإن الغدة الصعترية هي جهاز بشري عُرف للمرة الأولى كعضو يعتمد انخفاض وظائفه الفيزيولوجية على العمر، حيث أضاف بأنها تنمو حتى البلوغ ثم تبدأ بالانكماش بالتدريج على طول فترة حياة الشخص، ويعتقد بأن هذا يساهم في انخفاض المناعة لدى كبار السن، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الانتهازية والسرطانات.

إن النتائج المستخلصة من هذه الدراسات توفر نظرة متبصرة في السيطرة الوراثية على وظائف الـ(TEC) العادية، وتحدد استراتيجيات جديدة محتملة للحفاظ على وظيفة الغدة الصعترية مع التقدم في السن، مما يزيد من احتمال التقدم في السن بصحة أفضل.

 

شارك
نشر المقال:
Diana