العلماء يحددون الجينات المسؤولة عن الشيب والصلع

وجد العلماء مجموعة كاملة من الجينات المرتبطة مع نمو الشعر البشري، بما في ذلك، وللمرة الأولى، جيناً يعتقد بأنه يساهم في تحول الشعر إلى اللون الأبيض.

في الدراسة، التي نشرت يوم الثلاثاء في مجلة (Nature Communications)، استطاع الباحثون أيضاً تحديد الجينات المرتبطة بكثافة شعر الحاجبين واللحية، ولون الشعر وشكله، وجينات الصلع.

تبعاً لمؤلف الدراسة (كوستيب أدهيكاري) من جامعة  كوليدج في لندن، فإن هذا الاكتشاف لم يكن ممكنا ً لولا أن العلماء قاموا بتحليل بوتقة متنوعة من الأشخاص، وهو أمر لم يحدث من قبل على هذا النطاق.

لإجراء هذه الدراسة قام (أدهيكاري) وزملاؤه بمسح البيانات الوراثية لأكثر من 6300 شخصاً من الرجال والنساء من مختلف أنحاء أمريكا اللاتينية، مغطين بذلك مجموعة واسعة من الخلفيات العرقية، ومن خلال جمع الملاحظات حول سمات الشعر الجوهرية ومقارنتها مع الجينات، كانوا قادرين على العثور على الجينات التي غالباً ما ترتبط بنفس الصفات.

الجين الذي يدعى (IRF4) والذي كان يعرف سابقاً بتأثيره على لون الشعر من خلال المساعدة على صناعة وتخزين الميلانين -المادة التي تعطي الأعين والبشرة والشعر لوناً باهتاً متميزاً- أصبح الآن مرتبطاً أيضاً بحدوث الشيب، فالشيب يحدث مع التقدم بالعمر عندما تتوقف الخلايا الصبغية عن إنتاج الميلانين، وعلى الرغم من أن جين الـ(IRF4) لا يسبب تحول الشعر إلى اللون الأشيب، إلّا أن وجوده يبدو بأنه يرتبط مع خسارة لون الشعر في وقت مبكر،  وهذا يبدو منطقياً نظراً لكون هذا الجين يرتبط بالفعل مع لون الشعر الباهت.

تم بالفعل تحديد عدد من الجينات باعتبارها ترتبط مع مختلف ألوان الشعر وأشكاله، وكثافاته، فبعد كل شيء، لا يمكن أن يكون جين واحد هو ما ينتج لون الشعر الأحمر أو الأشقر من تلقاء نفسه، وسيقوم الباحثون في المستقبل بالتأكيد بإيجاد جينات أخرى ترتبط بالميل للحصول على الشيب، ولكن الدراسة الجديدة وجدت على الأقل عاملاً محتملاً يمكن للباحثين التركيز عليه، وكذلك رسم صورة أكثر اكتمالاً للمواصفات الجينية التي تقف وراء أنواع الشعر الأخرى.

تم ربط كثافة الحواجب مع جين يسمى (FOXP2)، ويبدو بأن جين يسمى (EDAR) – وهو جين غالباً ما يرتبط مع أنواع الشعر التي توجد في شرق آسيا – يساعد الشعر الذي يوجد على أعلى الرأس بالنمو بشكل مستقيم مع الحفاظ على شعر الوجه متبعثراً، في حين اكتشف بأن الجين المعروف باسم (PRS 53) هو واحد من عدة جينات مرتبطة بالشعر المجعد.

في الوقت الراهن، لا يعلم العلماء حقاً الآلية التي تؤثر فيها هذه الجينات وغيرها على نوعية الشعر، ولكن إذا كان بامكانهم معرفة ذلك، فإنه سيكون بالإمكان نظرياً تصميم علاجات للشعر توقف هذه العمليات قبل حدوثها، ويمكن لحبة أن تعزز أنزيماً هنا وتثبيط أنزيماً هناك، أو تنسخ أو تعيق تأثير بعض الجينات من أجل إنتاج النتائج المادية المطلوبة.

بحسب (أدهيكاري) فإن المنتجات التي يتم وضعها على الشعر بهدف تغييره تم اختراعها بالفعل، ولكن استهداف الشعر أثناء إنتاجه يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الاتساق في اللون، أو إلى تأثير طويل الأمد، ولكن هناك تطبيقات أكثر خطورة أيضاً.

تبعاً لما يوضحه (أدهيكاري) فإن هذه النتائج يمكن أن يكون لها تطبيقات محتملة في الطب الشرعي والتجميل وذلك مع تقدم معرفتنا بكيفية تأثير الجينات على الطريقة التي نبدو عليها، ولكن لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به قبل أن يتمكن علماء الطب الشرعي من الإشارة بعقلانية إلى المجرم على أساس الجينات المرتبطة بالشعر، إلّا أننا وفي يوم من الأيام قد نكون قادرين على إنشاء نموذج للوجه على أساس الحمض النووي الذي يتم إيجاده في مكان الحادث.

 

شارك
نشر المقال:
Diana