العلماء يبتكرون روبوتاً يماثل في ذكائه طفلاً في الحضانة

حين تراقب طفلك ذي الأربع سنوات وهو يستكشف ويتعلم الأشياء، فإن هذه المراقبة تملؤك بالسعادة، الشئ الجميل أن هذا الذكاء لم يعد مقصوراً على بني البشر فقط، بل امتد لعالم الروبوتات، حين نجح فريق من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في تطوير روبوت استطاع أن يماثل في ذكائه ذكاء طفل في الحضانة، وذلك عندما قاموا بإجراء اختبار ذكاء IQ للروبوت ذي النظام الاصطناعي، وربما في يوم ما، تشاهد روبوتاً له نفس مستوى ذكائك، بل ويجلس إلى جانبك في قاعة المحاضرة، من يدري؟

صحيح أن الآلات البارعة في أداء مهمة معينة ما في ازدياد مستمر، مثل لعب الشطرنج والتعرف على الصور والقيام بتبديلات معقدة، لكن الذكاء العام ما يزال بعيد المنال بالنسبة لمعظمها.

أطلق على روبوت معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا اسم ConceptNet4، وقد عمل عليه فريق من باحثي جامعة إلينوي، بقيادة الباحث ستيلان أوهلسون، وقد اختاروا اختبار الذكاء الشائع في مدارس الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يحمل اسم “اختبار ويشسلر لمرحلة ما قبل المدرسة لقياس الذكاء”.

وقد تم تصميم هذا الاختبار للأطفال الصغار ليقيس الذكاء في خمس فئات:

1-المعلومات (أسئلة مثل، أين يمكنك العثور على البطاريق؟)

2-المفردات (أسئلة مثل، ما هو البيت؟)

3-الاستدلال (بإعطاء الطفل مفاتيح لحل اللغز مثل: يمكنك أن ترى خلاله، إنه مربع، تستطيع أن تفتحه)

4-التشابهات (أسئلة مثل، ما الشئ المشترك بين القلم الحبر والقلم الرصاص؟)

5-الفهم (أسئلة مثل، لماذا نحرك/نصافح أيدي الناس؟)

وكان على هذه الأسئلة أن تُطور كي تناسب الكمبيوتر، كما احتاج الباحثون لبعض البرمجة للسماح للآلات بفهم الأسئلة المطروحة.

أداء الروبوت كان جيداً في المفردات والتشابهات، بينما كان متوسطاً في المعلومات، وسيئاً في الاستدلال والفهم، ليحرز تقييم درجات موازياً لمتوسط طفل في الرابعة من عمره، لكنه في نفس الوقت، كان أقل من متوسط الطفل في الخامسة أو السابعة، كما استنتج الباحثون.

قدرة الآلات على تفسير الأسئلة تعتمد عليه الكثير من الأشياء، فعلى سبيل المثال، أجابت الآلات على سؤال “لماذا نحرك أيدينا”، بإجابة “إنها نوبة صرع”، لكن، عندما قام الفريق بتقليل السؤال إلى “نحرك أيدينا”، جاء الكمبيوتر بإجابات مثل: شكر، مقابلة صديق، مغازلة، وقد بدت الإجابات في أحيان كثيرة غير منطقية بالنسبة للسؤال، مثل إجابة “أين يمكنني أن أجد أستاذاً؟” بـ”بيانو” و “فرقة” !

لم يستطع الباحثون تفسير مثل هذه الحالات الشاذة، لكنهم اقترحوا طرقاً يمكن تحسين الاختبار بها، مثل وضع الأسئلة باستخدام اللغة الطبيعية عن طريق مساعد افتراضي مثل “سيري” أو “كورتانا”.

ويمتد تاريخ البحث في الذكاء الاصطناعي إلى عام 1950، ففي البداية كان يتم إعطاء أجهزة الكمبيوتر قواعد معرفية لتحل الأشياء باستخدام المنطق والاستدلال، وهذه الوسيلة في تعليم الكمبيوتر تم تجاوزها في الحقبة الحالية ببداية عصر جديد من “تعلم الآلة”، حيث يتم إعطاء الذكاء الاصطناعي كمية ضخمة من البيانات حيث يمكنها التعلم بنفسها.

وقد استنتج الباحثون أن كلتا الطريقتين قد تكونا مفيدتين في المستقبل، فبشكل عام، تم إحراز العديد من النجاحات الحالية في الذكاء الاصطناعي، وبدأت الآلات تتقدم  مدفوعة بالرغبة في التعلم، وليس كما الماضي، حيث كانت مدفوعة بالمعرفة لأجل المعرفة فحسب، ويبدو أن هذا العصر قد ولى، لكن، يعتقد أن بناء قواعد معرفية قائمة على الاثنين هو ما سيجعل الذكاء الاصطناعي يتحرك بثبات إلى الأمام.

 

 

شارك
نشر المقال:
محمد حمزة