التصنيفات: الصحة الجيدة

العلاج بالحلزون في تايلاند : إجعل وجهك أكثر شباباً

إذا زرت فرنسا مؤخراً، فربما تكون آخر مرة رأيت فيها الحلزون أمام أنفك مباشرة هي حين طلبك لوجبة الحلزون الفرنسية الشهيرة التي تأتي مليئة بالحلزونات التي تزحف في خليط من الثوم وزبدة الأعشاب، أما الآن، فصار بإمكانك رؤية هذه الحلزونات بشكل أكثر قرباً في مراكز التجميل التايلندية، فبدخولك إلى أحد مراكز التجميل المختصة بهذا النوع من التجميل، ستجد أن الحلزونات موضوعة على وجه الزبائن، أحدها ينزلق فوق الأنف، وخمسة أو ستة آخرين يمشون بهدوء على أماكن أخرى من الوجه، هذه الصرعة الجديدة من فنون الجمال والمطبقة في مراكز التجميل في شمالي تايلند، يقال أنها قادرة على علاج تجاعيد الوجه من خلال إفرازات حلزون الوحل، بشكل يصبح معه الوجه يبدو أكثر شباباً.

تعتبر تايلاند -البلد الواقع في جنوب شرق آسيا- من أفضل الوجهات للسياحة الصحية في العالم، فهي شهيرة بمنتجعاتها الصحية، كما أن مراكز علاجات التدليك المختصة منتشرة في كل زاوية من زوايا البلاد، وليس الحلزون أول حيوان يتم تجنيده في العلاجات الصحية، بل تم أيضاً تجنيد أعضاء آخرى من المملكة الحيوانية، بما في ذلك الأسماك التي يستعملها أكثر من 4000 مركزاً للعناية بالأقدام في البلاد.

ولكن هل استعمال الحلزون كطريقة لعلاج البشرة هي مجرد حيلة تسويقية أخرى، أم أنها فعلاً وسيلة لمعالجة البشرة المتجعدة وتجديدها؟ يبدو أن هذا السؤال لا توجد إجابة حقيقية وواضحة له، بالنظر إلى أن آراء الخبراء حول هذا الموضوع متنوعة وغير قاطعة.

مركز (Mai’s Snail Spa) الذي يقدم هذا العلاج في تايلاند تعود ملكيته لشابين من فرنسا، واللذان استوردا حبهما لوجبة الحلزون الفرنسية من فرنسا إلى تايلند، حيث تم افتتاح المركز في العام الماضي باستيراد 100 حلزون من فرنسا، وحالياً تضم مستعمرة الحلزون العائدة للمركز أكثر من 30.000 حلزوناً، تتم تغذيتهم على الجزر والملفوف والصبار في مزرعة عضوية معتمدة وخالية من أي مواد كيميائية.

يقول لوك شامبريو أحد الشركاء في مركز (Mai’s Snail Spa) “نحن نحرص على الحلزونات كما لو أنها جزء من عائلتنا أو كأنها أولادنا، كنخهكالرضع يمكنك أن ترى أن شكلها يبدو جيداً جداً”، ويضيف شامبريو أنه يحب تناول وجبة الحلزون، ولكنه لا يتناول الحلزونات التي يقوم بتربيتها، بل يخطط حالياً لتربية بعض الأنواع ليتم استخدامها للطعام، ومبدئياً هو في طور تجربة إنتاج “كافيار الحلزون الكامل”.

عندما تدخل إلى المركز يمكنك اختيار نوع المساج الذي ستقدمه لك الحلزونات، حيث تكلف أغلى جلسة تستمر لمدة 45 دقيقة مبلغ 30 دولار، ويعتبر هذا المبلغ بسيطاً جداً في حال مقارنته بمبلغ 200 دولار وهو المبلغ الذي تكلفه ذات الجلسة في مركز اليابان المختص بمساج الحلزون، وهو أول مركز بالعالم للـ “تدليك الحلزوني” تم افتتاحه في عام 2013، وبعد هذا التاريخ توالت المنتجعات المختصة بهذا النوع من التدليك حيث افتتحت مراكز في الصين ولندن، كما أن الثنائي الفرنسي هما بصدد توسيع عملهما نحو بانكوك الشهر المقبل.

نظرا لحداثة المركز، قام مفتشي الصحة العامة بالقدوم إلى المركز الشهر الماضي، لتحديد فيما إذا كان العلاج الذي يتم تقديمه في المركز آمن، وتقييم فيما إذا كانت الحلزونات المستوردة (يسمونها رسمياً بتايلند “المخلوقات الغريبة”) خطيرة وضارة على الأنواع المحلية أم لا، علماً أنه حتى الآن لم تصدر نتائج هذا التحقيق.

تاريخياً يقال أن استعمال افرازات الحلزون المخاطية عائد لليونان القديمة، حين زُعم أن الطبيب العظيم أبقراط استخدم مسحوق الحلزون مع اللبن الرائب لعلاج الالتهابات الجلدية، وحديثاً، تم استخدام خلاصة الحلزون من قبل الفرنسيين في كريمات ومستحضرات الترطيب المتنوعة، أما وضع الحلزونات ذاتها على الوجه، فهي صرعة جديدة نسبياً.

من المعروف أن المخاط ن السائل الذي ينتج عن الحلزون تحت الضغط، يحتوي على عناصر غذائية مفيدة ومواد مضادة للأكسدة، ولكن أطباء الجلدية يشيرون أنه لا يوجد أي بحث علمي موثوق يوضح كيفية عمل هذه المادة السائلة وفوائدها عند تطبيقها على الجلد مباشرة.

من جهته يقول شامبريو أن منتجاته الحلزونية، قادرة على علاج آثار الحروق وحب الشباب وعلامات تشقق الجلد والندوب وآثار الشيخوخة، وتقول إحدى زبائن المركز وهي خريجة جامعية تايلندية بالغة من العمر 22 عاماً، أنها حاولت في وقت سابق العلاج بالليزر وغيرها من العلاجات التقنية، ولكنها قررت أخيراً اللجوء إلى العلاج الطبيعي، وأشارت أن العلاج الحلزوني ساعدها على التخلص من حب الشباب الذي ظهر بوجهها نتيجة لضغط الدراسة للفحوصات الجامعية، حيث أشادت بالنتائج التي حصلت عليها نتيجة لهذا العلاج وأوضحت بأن النتائج لا تظهر فوراً بل إنها تظهر تدريجياً.

أخيراً، على الرغم من أن فكرة جعل حلزون رخوي ومخاطي يمشي على وجهك، هي ليست فكرة مستحسنة وقابلة للتطبيق بالنسبة للكثيرين، إلا أن هذه الطريقة قد تكون أكثر تقبلاً من العلاجات الطبيعية الأخرى مثل علاج فضلات العندليب، التي تتضمن وضع هذه الفضلات على الوجه، والموجودة في اليابان منذ عدة قرون.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير